المنبرالحر

بدون مؤاخذة - جريمة الكرك ليست عفوية / جميل السلحوت

العمليّة الارهابيّة التي مزّقت هدوء مدينة الكرك الأردنيّة يوم أمس 18 ديسمبر 2016 ليست عفويّة، وتنذر بشرّ مستطير إن لم تسارع القوى الأمنيّة باجتثاث منابع الارهاب الفكريّة، ويخطئ من يفصل هذا العمل الارهابيّ الاجراميّ عن التفجير الذي استهدف كنيسة العبّاسيّة في مصر قبل أيّام قليلة، أو عن احتفالات أعياد الميلاد المجيدة ورأس السّنة الميلاديّة الجديدة. فالارهابيّون التّكفيريّون الذين هُزموا في مدينة حلب السّوريّة، لن يستكينوا، وسيحاولون نشر الارهاب في أماكن أخرى في محاولة منهم لاثبات وجودهم. ويخطئ بحقّ نفسه وحقّ وطنه وشعبه وأمّته من يتعاطف معهم، فقياداتهم أدوات لتنفيذ أجندات اقليميّة ودوليّة لن تخدم إلا الأعداء، وقد شوّهوا صورة الاسلام والمسلمين، واستَعْدوا بجرائمهم وارهابهم العالم لمحاربة الاسلام والمسلمين، من هنا يجب التّصدي لهم. وهم لا يتورّعون من نشر الطّائفيّة وتغذيتها، لتفسيخ وحدة الشّعوب، وتجنيد من يستطيعون لتدمير أوطانهم وتجزئتها، ونشر العداوة والبغضاء بين أبنائها.
لقد غذّوا الطائفيّة والعرقيّة في العراق، سوريّا اليمن، ويعملون على تغذيتها في مصر وغيرها من البلدان العربيّة، وقاموا فيها بعمليات تدمير وقتل وإثارة البغضاء والكراهيّة، ودمّروا ويدمّرون ليبيا، وقتلوا مئات الآلاف في الجزائر في تسعينات القرن الماضي.
وسيسجّل التّاريخ أنّهم لم يعلنوا "الجهاد" يوما على عدوّ حقيقيّ للأمّة، بل إنّ حربهم مكرّسة ضد أوطانهم وشعوبهم.
إنّ القضاء على مجموعة ارهابيّة كما حصل في مدينة الكرك الأردنيّة يوم الأحد الماضي ليس كافيا وحده، بل المطلوب هو اجتثاث هذا الفكر الارهابيّ، وتجفيف منابعه، وهذا يتطلّب التفاف الشعب حول جيشه وقواه الأمنيّة، فالارهابيّون لا يرحمون أحدا، ويستهدفون من هو أمامهم من أبناء الشّعب ومن القوى الأمنية، لإثارة الرّعب بين أفراد الشّعب الواحد، وهم يعتبرون كلّ من يخالفهم الرّأي عدوّا كافرا.
نسأل الله أن يحمي الأردنّ وشعبه، والأقطار العربيّة كافّة من هذا الارهاب الذي لا يرحم أحدا