المنبرالحر

وثيقة "شرف"جديدة مع غياب البعض بعد أحداث ال 31 آب / د. محمود القبطان

لماذا الآن وليس قبل عام أو أكثر أو أقل ,لا أحد يعلم ,لاجتماع الرئاسات الثلاثة مع بعض رؤوساء الكتل من أجل عقد اجتماع لتوقيع وثيقة "شرف" من أجل العمل الجديد بين الخصوم والفرق المتباعدة والقريبة لإنقاذ ماء الوجه. في العموم خطوة من أجل تقارب وجهات النظر قد تكون مخرجا من مأزق كبير وخطير جدا تمر بها البلاد,لكن الحلول,كما يعتقدون,هو التوقيع على ميثاق شرف ويكفي لحل المشاكل العالقة منذ عشرة أعوام خلت.ماذ تحتوي الوثيقة وهل أخذ نائب رئيس الجمهورية آراء كل الكتل السياسية الوطنية في العراق أم اكتفى بمستشاريه وكتلة التحالف الوطني؟هل عرضت على باقي الكتل أم اكتفوا بدعوة البعض للتوقيع وكأنهم يوقعون على برتوكول بين دولتين وليس بين فُرقاء لا أحد يعلم ماذا وكيف يفكر الآخر ولمصلحة مَن.
في 19/أيلول, سوف يجتمعون ولكن النجيفي قال إن بعض القضايا لم تحسم بعد,وبعض القادة سوف لن يحضروا ,أما بسبب "المرض" أو بسبب الدعوة للرجوع الى أتفاق أربيل أو عدم قبول الورقة أصلا.فهل سوف يكون الاجتماع القادم فقط للاستقبال والتوديع كما حدث عند الحكيم,أم لكل طرف عليه أن يدعو الى اجتماع "شرف"يُنسى عند البوابة في التوديع,وتأتي الأخبار لتهلهل بنجاح التوقيع على الوثيقة التي أعدوها مسبقا؟ لا أعلم لماذا لا يشكلون لجنة محايدة تماما ولا حزبية من الأكاديميين والمثقفين للتحضير ,وليس نفس الأشخاص التي كتبت وثيقة اربيل,وكتابة مسودة اتفاقية ملزمة للجميع لتصحيح مسار العملية السياسية ,أم إن الخوف قادم لكشف الفساد والفاسدين ؟ لماذا لا تكون الاجتماعات علنية وتنقل على الهواء عبر كل الفضائيات ليطلع الشعب على ما يدور وأين الخلل ومن المسؤول عنه؟

كما كانت أحداث 25 شباط 2011 وتأثيرها على الوضع السياسي وصدور التصريحات والوعود واجتماع المالكي بطاقم وزارته ومستشاريه لإصلاح الوضع ولم يحدث شيئا,جاءت أحداث 31 آب لتعلن مرة أخرى عدم قبول الشعب بابتزازه عبر رواتب تقاعد البرلمانيين والمسؤولين الكبار في الدولة لا بل إيجاد صيغة أقرب الى النكتة وهي مضاعفة الخدمة الجهادية لهم لحساب التقاعد ,وهي سابقة لم يتعرف عليه العالم من قبل,وربما تعطى لمن ابتكرها شهادة براءة اختراع.

كما ضربت مظاهرات 25 شباط 2011 حدث تماما لتظاهرات 31 آب في الناصرية وبغداد ,يخرج من يرسل قوات سوات ليقول حق التظاهر مكفول للجميع.وبعد هذه التظاهرات اعتقل العديد وضرب منهم الكثير وفتشت البيوت ومن ثم أتت الخطوة الكبرى لغلق فضائية البغدادية التي دعت الى تظاهرات 31 آب حيث هي الفضائية الوحيدة التي سمح لها بنقل التظاهرات,كما كان لها القصد المبيت في ضرب مراسليه من قبل قوات الشرطة .المالكي وعلي الموسوي يقسمون بأنهم لا علم لهم بإغلاق البغدادية وشبكة الاتصالات لا علم لها هي الأخرى وفي الأخير تبين إن عدنان ألأسدي أصدر أمره الذي لا يُلغى بغلق الفضائية.أنا لست في مقام الدفاع عن هذه الفضائية لانهم أولى مني بذلك لكن أين حرية التعبير والفكر والصحافة التي نص عليها دستور جمهورية العراق؟وهل وكيل وزير يتصرف دون علم القائد العالم للقوات المسلحة المسؤول الأول والفعلي على وزارتي الدفاع والداخلية؟

وبعد هذه الأحداث والانهيار الأمني الذي ضرب بالعراق من كل الجهات جاءت فكرة إحياء الاجتماع الوطني,والذي يسمونه الآن اجتماع للتوقيع على وثيقة شرف.إنهم يخافون حتى من تسمية الاجتماع بالمؤتمر الوطني.لماذا؟ أخيرا أعلن نائب المالكي عدم مشاركته في الاجتماع إلا إذا كان الاجتماع جديا ويحقق المطلوب ضمن جدول زمني محدد وليس مفتوحا.هذا يعني ربما من الآن ظهرت مقدما نتيجة الاجتماع,أي ليس هناك إجماع وطني على هذه الوثيقة والتي هيأت للتوقيع فقط وليس للمناقشة.يجب أن يكون واضحا أن أهم الأمور التي يجب أن تطرح هو قضايا الأمن والخدمات والفساد المستشري في البلاد.دون هذه الأمور ليس هناك حلا في الأفق لمعضلة اسمها الحكم في العراق.