المنبرالحر

الجيش العراقي.. يدٌ للسلاح ويدٌ للإنسانية / واثق الجابري

تأسس الجيش العراقي في السادس من كانون عام 1921م، وفي شهر تموز من العام نفسه؛ تشكلت أولى وحداته المقاتلة، وأطلق عليها " فوج الإمام موسى الكاظم عليه السلام"، وبذكرى تأسيسه السادسة والتسعين، يسجل تاريخه الحافل بالمآثر؛ بطولات قل نظريها، ويجعله مثالاً يقتدي به السياسيون؛ من خلال تلاحمه وتنوع مكوناته، وحرصه على وحدة الوطن بتضحيات جِسام.
حقق الجيش العراقي إنتصارات كبيرة ضد العصابات الإرهابية، ويستمر بالعطاء حتى تحرير آخر شبر من أرض العراق، ويكف عن العالم شر هذه العصابة الإجرامية.
مواقف عديدة لا يمكن تجاهلها؛ عند الحديث عن الجيش العراقي، وعِبر إنسانية لا يمكن أحصاؤها؛ كيف لا وساعد لهم يقاتل الإرهاب، وآخر يسعف الهاربين من بطش العصابات الإرهابية، ويحمل على اكتافه أطفالا وعاجزين وكبار سن في كتف، وكتف سلاحه وشرفه و طنيته، ويكتب على وجه التاريخ رجالا امتحنهم الوطن؛ فقدموا كل ما لديهم، ولا جود أكثر من جودهم بالنفس على كل حالة إنسانية، وتقديم فراشهم وغذائهم وقوت عوائلهم.
عُدَّ الجيش العراقي بمواقفه الوطنية؛ كأحد مرتكزات الدولة والمحافظ على أمنها وسيادتها، ويسعى للقضاء على العصابات الوحشية من أجل عودة السلم والحياة الى طبيعتها، وبما يتمتع به من معايير المهنية والحضارية؛ عكس صورة مشرقة عن المقاتل المتصدي لأي خطر يداهم الإنسانية، وفي معركة وجود لا تخص العراق بقدر ما هي تهديد لشعوب العالم، وأمتزجت عزيمة مقاتليه لتنصهر في حب وطنها؛ لتعطي مثالاً للإمتحان في الشدائد، وأصل العراق المتنوع الأعراق، الذي لا تفرقة ضغائن وحياكات أعدتها أيادي خبيثة لا تريد لهذا الشعب خيراً.
إن الجيش العراقي الباسل حقق الانتصارات والإنجازات الكبيرة، في ساحات القتال ضد عصابات داعش الإرهابية، وأعطى مثلاً يقتدى به للتلاحم الوطني، وضرب مثلاً من ابلغ الدروس الوطنية، وأثبت عكس ما راهن عليه الأعداء من إدعاءات الطائفية والعنف واللامهنية، وعلم الأجيال كيف يقدم الأبناء حين الشدائد، وأعطى درساً للساسة، وأبلغهم ان الوطن اغلى من مطمع ضيق وكرسي زائل.
على العراقيين قبل العالم أن يقفوا إجلالا وتقديراً لتلك التضحيات الكبيرة، والإصرار على وحدة العراق وسيادة أراضيه، وعليهم تقبيل أيادٍ حملت السلاح بكف والسلام بآخر.
أقل ما يمكن أن يقوله أي عراقي أصيل: ألف تحية للجيش العراقي الباسل؛ صانع أمجاد العراقي وباني مستقبله، وهو يذود بشجاعة وبسالة عن ارضه الطاهرة، وليسمع السياسيون أن العراق موحد بوجه أي مراهنات، وما عليهم إلاّ نبذ الخلافات، والتعلم من دروس وتضحيات هؤلاء المقاتلين، الّذين حملوا السلاح بيد والإنسانية بيد أخرى، وجعلوا وطنهم فوق كل الرغبات والميول والإنتماءات الفرعية، وأن إنتصارات المقاتلين من جيش وشرطة وبيشمركة وعشائر منتفضة ضد الإرهاب؛ إلا دليل على أن العراقيين تواقون للسلام؛ مدافعون على الإنسانية، وعلى شعوب العالم أن تقدم الشكر والتقدير والثناء؛ لؤلئك الأبطال الّذين منعوا إنتشار الإرهاب، وما على الطبقة السياسية سوى السعي لتوحيد صفوفها، والعمل بواجباتها؛ من توفير عيش كريم لعوائل المقاتلين والعراقيين عامة، وهذا لا يأتي؛ إلا بأجواء سياسية صافية، وعمل وطني مخلص.