المنبرالحر

من قتل الطفلة روان ؟ / سارة العادلي

تناقلت بعض المواقع الالكترونية مؤخرا خبرا بعنوان «مصرع طفلة يمنية في الثامنة من عمرها ليلة زفافها على عريس يكبرها بـ32 عاما».
توفيت طفلة واسمها «روان « متأثرة بجراحها العميقة بسبب تمزق الرحم في ليلة زفافها، رغم نفي الخبر من قبل الحكومة اليمنية.
تأكيد أو نفي الخبر ليس صلب موضوعنا، إنما موضوعة الخبر هي «زواج القاصرات» التي لا تنحصر في دولة اليمن فقط ، بل إن بلدنا يحتل مركزا متقدما بين قائمة الدول التي ينتشر فيها الزواج المبكر، في حين أن قانون الأحوال الشخصية لا يقر زواج مادون سن الثامنة عشر.
وأسباب انتشار الظاهرة واضحة وهي التغييرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتي شهدها البلد بعد عام 2003 وما تلاه. فالعوز المادي دفع بالكثير من العوائل إلى بيع بناتهن والتخلص منهن إلى براثن المستغلين وتحت يافطة مشرعنة وهي الزواج، بالرغم من آثاره السلبية الصحية والاجتماعية والنفسية عليهن.
من وجهة نظري أعده اغتصابا للطفولة والبراءة، وانتهاكا صريحا لكافة المواثيق والعهود الدولية الخاصة بحقوق الطفل، والمغتصب هو وحش «لأنه ابعد ما يكون عن الآدمية والإنسانية» ارتضى على نفسه اغتصاب طفلة صغيرة كي يرضي نزواته المتوحشة وتحت شرعنة رسمية، وعليه يتوجب معاقبة الأهل والزوج ومن شجع وشرعن هذا الانتهاك، وبأقسى العقوبات. كما لا اعتبره زواجا لفقدان الأهلية في طرفي المتعاقدين، فالطفلة لا أهلية لها ولا تعي معنى الارتباط، ولابد من توفر الموافقة لكلا الطرفين، هي قطعا أجبرت على الزواج من قبل ولي أمرها، بالترغيب أو ?الترهيب. ثم لا يمكننا تصور المسوغ القانوني أو التشريع الديني الذي يبيح ذبح الطفولة وأحلامها البريئة.
أي عقوبة من الممكن أن يستحقها ذوو الطفلة والغافل الذي تزوجها. وماهي العقوبة التي توازي تجاهل كائن بشري لعبرات ودموع وخوف وألم ما تعانيه طفلة خاصة في ليلة الذبح حد إزهاق روحها، من منا يستوعب الإيغال بالجرم لطفلة.
روان لم تكن الضحية الأولى بالطبع وسوف لن تكون الأخيرة ما لم تتغير القناعات والأفكار البالية بأخرى إنسانية، فلتبق ذكراها تذكير وصحوة ضمير لمن تسول له نفسه أن يشرعن أو يشجع لزواج الفتيات القاصرات وتحت أي مسمى أو تشريع.