المنبرالحر

عجيب .. غريب / محمد عبد الرحمن

الناس قلقة ومن حقها ان تقلق، ولا احد يستطيع لومها بعد ان عاشت نار الفتنة الطائفية البغيضة واكتوت بها. ولا زالت صور تلك الفتنة عالقة في الذهن تذكّر ببشاعة ما اقترف وحرمة ما انتهك .
سبب القلق ليس فقط الاغتيالات ، والتفجيرات والمفخخات وكواتم الصوت ، بل عدم تلمس المواطن ، لحد الان الجدية الكافية من الاطراف التي تتعارك على السلطة والنفوذ والمغانم في ان تخطو الخطوة الاولى في رسم معالم طريق تؤدي الى التهدئة . ففي ظرف كالذي نمر به لم يعد كافيا ، اطلاق التصريحات والعبارات الشاجبة، فمن بيده القرار عليه ان يقول شيئا يطمئن الناس ويشير بالملموس الى ما اتخذ من خطوات لوقف هذا الانفلات الامني، الذي اخذ يأكل الاخضر واليابس .
ورغم سقوط 627 مواطناً بين شهيد ومصاب خلال 4 ايام مضت ، ان بعض السياسيين ما زال همه الاول ان يثبت بالدليل القاطع ان ما يحصل هو مؤامرة خارجية بامتياز . وهذا البعض يريد ان يكتشف البارود من جديد ، فمنذ زمان وهذا التدخل جار على قدم وساق ومن الجهات الاربع التي تحيط ببلادنا المبتلاة ، وهو معروف ويقول به الداني والقاصي .
نعم، هؤلاء المتدخلون لا يستحون ، ولا ترف لهم عين ، ولا يندى لهم جبين ولن يذرفوا دمعة على ضحايا الارهاب من العراقيين. كانوا كذلك وسوف يستمرون يركضون وراء مصالحهم واهدافهم الاستراتيجية وامنهم القومي. ولكن اللوم ، كل اللوم على السياسيين العراقيين الذين بصراعاتهم الذاتية والشخصية اضعفوا وحدة الوطن ونسيجه الاجتماعي، واساءوا الى تماسكه وقدرته على التصدي للمخططات الاجرامية التي تريد بالبلد سوءا .
الم يدرك هؤلاء السياسيون ويشعروا ويتحسسوا ان تدهور وتأزم علاقاتهم فيما بينهم ، يجد انعكاسه على الوضع الامني الذي شهد تدهورا ملحوظا ، وخصوصا ما نشاهده هذه الايام ، بنسخته الاكثر قتامة ، من الفتنة الطائفية التي اخذت ترفع رأسها من جديد.
وعندما انطلقت الدعوات الى لقاء للقوى السياسية ، كي توجه في الحد الادنى رسالة تطمين وتهدئة ، نرى هذا البعض قد انبرى مشككا بجدوى مثل هذه اللقاءات ! عجيب غريب . ماذا تريدون اذا ؟ فلا انتم قائمون بعمل مفيد ولا تدعون غيركم يفعل ذلك ؟.
ايها السياسيون، الناس ملت وضاقت ذرعا، وهي لن تقبل باقل من الهدوء وتحقيق الامان وضمان حقها في الحياة . فماذا انتم فاعلون ؟