المنبرالحر

أم المزايدات !/ يوسف أبو الفوز

حالما أنهت احدى القنوات التلفزيونية، أستعراض تقرير صحفي عن كون العراق أحتل مكانا بين الدول العشر الأكثر فسادا في العالم، وفقا لتقرير منظمة الشفافية الدولية لعام 2013، الذي شمل التقرير177 دولة.. حتى أطلق أبو جليل ضحكة صاحبها سعال مكتوم. فقالت سكينة:»عمو هذا الخبر يبكي وما يضحك !» فقال محركا ذراعه :»عمو اصبري عليّ وافتهميني، هذا التلفزيون نفسه، كل يوم يعرض لنا قصص عن الفساد، وملفات تفضح واخرى تختفي، فيما يصر البعض على براءته مما ينسب اليه ويسجل الفساد ضد مجهول ويستمر الفرهود.
تنحنح صديقي الصدوق أبو سكينة مادا رقبته ومغمضا طرف عينه، وقال بهدوئه المعتاد: «يا صاحبي ورفيق العمر، صندوق الانتخابات هذه المرة لازم يقول كلمته، والناس الطيبة لازم تدعم المرشحين الشرفاء، والا راح كل يوم نشوف تقرير مشابه. وهاي الانتخابات اقتربت ولا تستغربون اذ راح تشوفون معارك في المزايدات والوطنية لا أول لها ولا أخر، ولا حتى «أم المزايدات» تصمد امامها».
«أم المزايدات» ــ عزيزي القارئ ـ حكاية رواها لنا يوما أبو سكينة وتعود لايام النظام الديكتاتوري المقبور يوم تسربت معلومة مخابراتية دقيقة الى فارس الامة بأن اعضاء من مجلس قيادة الثورة يترددون الى ماخورمعين، فثارت ثائرته وطلب من حرسه الخاص اقتحام المكان والقبض عليهم بالجرم المشهود. وبوقت قياسي عاد النشامى بالنصر ظافرين، وحين خرج القائد الفلته ليلقي نظرة ويرى كيف يبدو، وجد امامه نائبه وكل اعضاء مجلس قيادة الثورة ومجلس الوزراء والمجلس الوطني والمدراء العامون وقادة الجيش والخ...الخ يصطفون امامه بملابس الشغل المت?هلة والمتكرشة والمفصفصة، لكنهم مرفوعي الرؤوس وعلائم الفخر على وجوههم الباسمة. فصرخ بهم: «ما الذي يجري وعجل شعندكم كلكم هناك؟» فتقدم ناطق فصيح، وبثقة قال : سيدي القائد حين علمنا انك تزور هذا المكان مرة في الاسبوع. وعلمنا بمبادرة السيد نائبكم واقتدائه بكم وزيارته المكان مرتين في الاسبوع، فما كان من جميع المناضلين والموجودين امامك واقتداء بكم الا وجعلوا زياراتهم للمكان اكثر من مرتين في الأسبوع، بل وان بعض المناضلين وبجهادية عالية يزورون المكان كل ايام الاسبوع، وازيد في القول ان لدينا مناضلين افذاذ، ولا اقصد ا?ذين يزورون المكان اكثر من مرة في اليوم الواحد، لا بل اقصد اولئك الذين قرروا الاقامة هناك ليل نهار!)