المنبرالحر

كاوه كرمياني ..لن ننتظر / قيس قاسم العجرش

ما شهده قضاء كلار من خسارة كبيرة يجب ان نفهمه بحجمه الحقيقي، فليس قليلاً أن يقتل صحفي في بيته، ثم تمر الحادثة بتغطية صحفية من النوع التسويفي .
صحافتنا التي تتمنى,على مستوى الافراد, الا يكون مصيرها مثل مصير كاوه وجب عليها ان تتقي هذه النهاية عبر طريقة تفاعلها مع قصة كاوه نفسه .
الامتحان الصعب بدأ بعد اللحظة التي ووري فيها جثمان الشهيد الثرى. من هذه اللحظة بدأ العد التنازلي امام السلطات الامنية ثم القضائية في اقليم كردستان، لتثبت مصداقيتها ومهنيتها وتجتازاختبارالموضوعية هذا.
اما صحافتنا فهي مطالبة بتحقيق اعلى درجات الملاحقة، وبالتالي عدم نسيان دماء كاوه. للاسف في اكثر من مناسبة كانت صحافتنا تتصرف بموسمية قاتلة ,تميل حيث تميل سوق التصريحات وحيث تتجه بورصة التنابز السياسي المعتمد اصلا على ما يقوله سياسيوالصدفة الذين ابتلينا بهم.
في عملية التصدي للارهابيين الذين احتلوا مول «جواهر» في كركوك ظهر اكثر من بطل بالزي الرسمي والعسكري يستعرض امام الكاميرات، ويشرح مراراً وتكراراً كيف تم التصدي للارهابيين واجهاض محاولتهم لاحتجاز رهائن داخل المول، رغم ان عديد من هولاء الرهائن المدنيين فقدوا حياتهم اثناء عملية تحريرهم. لكن لا يخفى التصدى السريع والتطويق المحكم الذي نفذته الاجهزة الامنية في كركوك. ورغم ان ظهور العديد من قادة هذه الاجهزة كان بعنوان حزبي الا ان شجاعتهم كانت محط اعجاب.
في قضية كاوه نتمنى ان يتحلى ذات القادة بذات الشجاعة وان يتصدوا لمن وجه بتصفية الصحفي الاعزل الا من قلمه، وبنفس الطريقة التي شهدناها في تغطية الاعلام لاعتداء مول جواهر .
محاربة الارهاب لا تتجزأ , يعني ان مواجهة ارهابي جاء عبر الحدود ليقتل ويموت منتحرا، تساوي في الاهمية مواجهة من يتستر داخل الاجهزة الامنية ويرتدي زيها ويستعمل سلاحها ويستغل منصبه فيها، من اجل تصفيات ترهب الصحفي الضحية و ترهب من بعده باقي الجسم الصحفي .
كاوه يمكن اي يضيع دمه اذا ما قرر الاعلام سلوك ذات النهج في تبني الذاكرة المؤقتة، واعتماد الاداء برد الفعل فقط .
وليعلم زملاء كاوه، ونحن منهم، ان النسيان هو الرصاصة التالية التي ستوجه الى اي واحد منا، اذا ما تساهلنا اعلاميا في التحري عن آخر التحقيقات المفترضة في جريمة اغتيال قلم كاوه.
اما كاوه نفسه فقد دخل باب الخلود منذ اللحظة التي قرر فيها قاتله التستر والتخفي، لانه ببساطة قاتل جبان، وان كان له حزب فهو حزب جبان بالتاكيد .