المنبرالحر

متى ننهض حقاً في مجال التربية والتعليم؟ / أ‌. د. عبدالحسين حسن كاظم

كنت قد نشرت بتاريخ 14/ 1/ 2013 في صفحة تربية وتعليم في جريدة طريق الشعب الغراء مقالة بعنوان "قراءة في كتاب الدكتور مارفين مارشال" بعد ان صدرت ترجمته للغة العربية من قبل الاستاذ التربوي الخبير بشؤون التربية ومتطلباتها وبعلم النفس التربوي والسلوك هايك ساموئيل آرتين مشكوراً.
في تلك المقالة عالجت الكثير مما طرحه الخبير العالمي الدكتور مارشال وطرحت العديد من المقترحات لتطوير الجوانب المختلفة لعملية التربية والتعليم وكنت اتوقع ردود فعل ايجابية من قبل وزارتي التربية والتعليم العالي والبحث العلمي مع ان المقالة نشرت في اوج الاعلام لمشروع الاستراتيجية الوطنية للتربية والتعليم، ولكن وحسب علمي لم تظهر اية بوادر لإصلاح الوضع المتردي للتربية والتعليم العالي في اوجهه الثلاثة: المناهج، والاستاذ، والطالب. كل ما ظهر او اعلن كلام في كلام لا يتوافق مع التطور العالمي في الاوجه الثلاثة.
لقد حفزني حضوري ندوة "التربية والتعليم والبحث العلمي" التي نظمتها صفحة تربية وتعليم في جريدة طريق الشعب الغراء، لا بل اقول شجعني والزمني على العودة للكتابة عن هذا الموضوع.
افتتح الندوة التي عقدت يوم 13/ 4/ 2013 وقدم لها الاكاديمي الدكتور صبحي الجميلي وادارها الخبير التربوي المعروف نعمت الآغا، وحضرتها نخبة متميزة من المجرَبين والمجرِبين الخبراء حقاً في مجالي التربية والتعليم العالي ذوي الافكار التطويرية الرائعة النابعة من الروح الوطنية الخالصة الهادفة دوماً الى تطوير العراق من جميع الجوانب وفي مقدمتها تربوياً وثقافياً وعلمياً، الذين لبوا دعوة الصفحة من بغداد وعدد من المحافظات. ان ما افرحني هي تلك الطروحات والافكار التي قدمتها هذه النخبة الصغيرة -ومثلهم هنالك الكثير- من اجل رفع مستوى التربية والتعليم. ولكنني وبكل صراحة تألمت بل حزنت- وانا انظر الى هذه الطاقات والامكانيات التي اسميها وبدون تردد مهدورة وغير مستغلة وهي ثروة وطنية بعد ان انهى ما يسمى بقرار الاحالة على التقاعد دورهم في عملية التربية والتعليم مع انهم والله ممن تنطبق عليهم مواصفات "الرجل المناسب في المكان المناسب". ولكي لا اطيل الحديث على القارئ فأنا اتوجه الى السادة القائمين على التربية والتعليم في العراق بالاسئلة الآتية:
1- هل هناك توثيق صحيح باسماء الكفاءات التي احيلت على التقاعد وكم مرة دعت الوزارتان هؤلاء ذوي الخبرة الى ندواتها التي تطمح الى الافادة من تنظيمها.
2- هل عملت الوزارتان على ادامة العلاقة مع من احيل على التقاعد سواءً باشراكهم في اللجان المركزية او لجان مديريات التربية في المحافظات؟
3- هل طلبت الوزارتان من ذوي الخبرة اعداد بحوث ودراسات وخصصت جوائز مادية ومعنوية للعاملين في مجال التربية والتعليم وخصوصاً المتقاعدين؟
4- اين هي الوعود بإنشاء المدارس الحديثة والمختبرات التعليمية العملية والحواسيب التي وعدت بها وزارة التربية وخصصت لها وزارة التربية الملايين من الدولارات التي لا يعلم الا الله اين ذهبت؟
5- اين نحن من تطوير الجامعات والكليات التي راح عددها يزداد سنوياً ويهبط مستواها العلمي حتى دون مستوى اعداديات المتميزين وكلية بغداد؟
6- اين نحن من البرامج التي تجعل الطالب في جميع المراحل الدراسية يتعلم ولا يُعلَم كما هو الحال في البلدان المتطورة التي تجعل الطالب يتسلسل في قدراته على كتابة التقارير العلمية والبحوث بدءاً من نهاية الدراسة الابتدائية وحتى مشروع التخرج الجامعي؟
7- هل؟ واين؟ ومتى؟ اسئلة تنتظر الجواب من الجميع واولهم السادة الوزراء الموقرون.