المنبرالحر

خبر مضيء / د. خليل محمد إبراهيم

نجم تألّق ضياءً عبر أكثر من أربعة عقود، فأضاء فنا ووطنية وإنسانية وضياعا على يد ظلم البعث وظلامه، فقد بدأ "فؤاد سالم" حياته الفنية الحقيقية المتألّقة؛ عام 1969، بـ"أوبريت" كان له/ مع "شوقية" البصري صدى عظيم، ووافاه القدر المحتوم؛ في 21- 12- 2013 غريبا مبعدا إلى دمشق التي عشقها وعاش فيها أكثر فترات فنه، وأزهاها، بعد أن فرَّ من يد البعث العابثة؛ إلى الكويت، وتاهت به السبل، حتى استقرَّ في دمشق الشام، ليعود منها إلى عراقه الحبيب؛ الذي عمّر عمره بمحبته، ليجد كل الحب لدى الشعب، لكنه لم يجد ما يُشجّعه على البقاء والعمل فيه، فقد عاد إلى مهجره الذي أبدع فيه الكثير من أغانيه، وألحانه وشعره؛ الذي غنى بعضه ملحنا إياه، فهذا الفنان الشاعر المثقف، لم يجد في بلده أرضا تؤويه، ولا فضاءً يكفيه؛ يعبّر فيه عن إبداعه، ويطير في أجوائه الفسيحة المختالة به وبأمثاله، لكنه كان يجد/ مثل كل المثقفين والعلماء\ صدّا يوم كان البعث العابث، ويوم جاء المتديّنون المتوضئون بالفساد والدم، ليسوا وحدهم، لكن معهم مَن يُقلّدونهم ويقتدون بهم من "الأوردوغانيين"/ الإسلاميين المعتدلين، كما يقولون؛ تبعا للأمريكان، فها هي ملامح ملاحم الفساد؛ تظهر في تركيا؛ تزكم الأنوف، فيُحاول كبيرهم الذي علّمهم السحر الفاسد؛ أن يسدَّ الآفاق على القضاء التركيّ، كما فعل مع مظاهرات ساحة تقسيم، لكن هناك مَن يطلع صيته، وهناك من يُكبح صوته؛ مع أن الخطأ واحد/ إن لم يكُنْ خطأ ذي الصيت؛ أقبح/ ترى أيُعنى هذا الفساد المستطير، بفنان شاعر وطني مثقف؟!
لو حدث هذا، لحافظ على مَن في البلاد من المثقفين، ولما خرّبها كرها وإرهابا وسحتا حراما وحرابا، فإنا لله وإنا إليه راجعون؛ عاد الطائر إلى عشه أم لم يجد عشّا يعيش به بعد الموت في وطنه الحبيب؛ الذي ضحّى من أجله بالغالي والرخيص، والنفس والنفيس.