المنبرالحر

ربيع الحكومة ام خريف "داعش" ؟ / طه رشيد

هل يمكن ان يجتمع فصلان في موسم واحد؟ كأن يلتقي الربيع والخريف في فصل الصيف؟ اعرف ان السؤال فيه الكثير من السريالية، الا ان ما يجري في بلادنا هو اكثر سريالية. واعرف ان المنطق والعقل سيجيب بـ " لا " كبيرة تشبه " لا " للإحتلال او " لا " للبعث ، اللذين خرجا من الباب، ودخلا من الشباك ! ولكن كيف نستطيع ان نفسر ما يجري في وطننا؟
انا لا اشك بنوايا المواطن، ولكن اعتقد ان من طبيعة البشر ان تميل او تهوى او تتحيز لطرف معين حسب مصالحها وفهمها وادراكها، وهو حق مشروع. لكني اشك بان يقف المواطن السوي مع تدمير الآخر عن طريق القتل، وهو الاسلوب الامثل للارهاب.
وللابتعاد عن " الميل والهوى والتحيز" قررت ان اضع بعض الاسئلة في حاسوب خصص لدراسة اشكالية الواقع الراهن، المتمثل بالصراع الدائر مع "داعش". وكما تعرفون فالحاسوب لا دين له ولا طائفة ولا لون ولا عرق ، فيفترض ان تكون اجابته عابرة لكل اشكال التعصب .
ولقد حشوته بالتساؤلات:
• قال اعلامنا الرسمي بان " داعش " تكبدت خسائر كبيرة على ايدي جيشنا الباسل، فكيف استطاعت " داعش"، الخاسرة، السيطرة على معظم مدن الانبار حالما انسحب الجيش؟!
• كيف استطاعت "داعش"، وهي سيئة الصيت، ان تجد حاضنة لها في تلك المدن لكي تستطيع السيطرة عليها؟
• من هي القوى السياسية التي تقف خلف "داعش" سواء داخل العراق ام خارجه؟
• لماذا لم تتم تسمية تلك القوى والدول التي تدعم الارهاب في بلادنا ، ومقاضاتها في الامم المتحدة على اقل تقدير؟
• لماذا لم تتم مراقبة الحدود مع سوريا بشكل مكثف منعاً لتسرب قوات " داعش" الى اراضينا؟
• لماذا لم تتم مهاجمة قوات " داعش " قبل هذا الوقت؟
• لماذا لم تصدر بعض المرجعيات الدينية فتاوى تكفير بحق " داعش"؟
• كيف نستطيع القضاء على الارهاب بكل اشكاله وبشكل نهائي؟
• كيف نستطيع تجفيف منابع الارهاب؟
• لماذا.. وهل.. وكيف ...

لم استطع اكمال الاسئلة ، اذ ان الحاسوب سرعان ما تغير لونه وظهرت على سطحه خارطة العراق مكتوب عليها : ابتعدوا عن الطائفية والاثنية والعرقية، ، تجنبوا الاقصاء، وحدوا صفوفكم ، قدموا خدمات حقيقية للناس، اقضوا على البطالة والفساد، طبقوا شعار "الدين لله والوطن للجميع" . غنوا للسلام والتآخي وابعدوا عنكم شرالحروب، ولتكن مشاريعكم عراقية.
انتخبوا الرجل المناسب الذي يعمل من اجل ما تقدم، وسترون كيف يندحر الارهاب، لا محالة، والى الابد .