مجتمع مدني

خشية من تأجيل الانتخابات.. والوضع الأمني مصدر قلق / ناطق محمد

أبدى نواب من كتل سياسية مختلفة خشيتهم من تأجيل الانتخابات البرلمانية المقبلة، بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة في بعض المحافظات، خصوصا ما يجري في الانبار، رافضين تأجيلها في بعض المحافظات دون سواها باعتبار ان الانتخابات عامة وليست انتخابات تخص المجالس المحلية.
وفي حين شاطر محلل سياسي النواب مخاوفهم من تأجيل الانتخابات، حذر الحكومة من الإصرار على إجرائها في موعدها قبل إنهاء التوتر الأمني في الانبار. في المقابل، أكدت مفوضية الانتخابات قدرتها على إجراء الانتخابات في موعدها، مطالبة بحماية كوادرها الميدانية. وقالت أشواق الجاف، عضو التحالف الكردستاني، في تصريح لـ"طريق الشعب" أمس السبت، إن "تأجيل موعد الانتخابات بحجة عدم إقرار الموازنة، أمر غير مقبول لان العملية السياسية شبه مشلولة في الوقت الحاضر". وأضافت الجاف أن "بإمكان السياسيين التصديق على الموازنة بموعد لا يؤثر ع?ى إجراء الانتخابات، ولكن هذا يتوقف على الرغبة الحقيقية لدى السياسيين في تمرير الموازنة بشكل مهني ووفق الدستور"، لافتة إلى أن "الوضع الأمني الذي يشهده العراق اليوم له تأثير كبير على موعد إجراء الانتخابات في موعدها المقرر". وبينت عضو التحالف الكردستاني أن "الوضع الأمني في المناطق الغربية إذا استمر فانه سيؤثر بشكل كبير على تأجيل لانتخابات في عموم البلاد لان الانتخابات البرلمانية لا يمكن إجراؤها في محافظة دون أخرى، كما حدث في انتخابات مجالس المحافظات". بدوره، قال طلال حسين الزوبعي، عضو القائمة العراقية، إن "تأ?يل الانتخابات أمر متفق عليه من قبل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، لكن ضغط الشارع منعهم من كشف ذلك"، مبينا انه "لكي تكون هناك انتخابات تمثل الشعب لا بد من أن تكون هناك أوضاع مستقرة لكي نتيح فرصة للمواطن في اختيار الأمثل". وتوقع الزوبعي أن "تأخير الموازنة ودخولنا في الفصل التشريعي الأخير الذي لا يمكن إنهاؤه إلا بإقرار الموازنة يمكن أن يكون سببا من أسباب تأجيل الانتخابات"، مضيفا أن "الوضع الأمني غير المستقر من شمال العراق إلى غربه، بالإضافة إلى التعتيم الإعلامي عليه الذي يدل على خطورة الموقف، يعني أن? من غير المنطقي إجراء الانتخابات في ظل هذا الوضع المتدهور". من جهته، قال محسن الموسوي، عضو المفوضية العليا للانتخابات، إن الاخيرة "مستعدة لإجراء الانتخابات في موعدها المحدد في جميع المحافظات وفق الجدول الزمني الذي عدته"، معترفا أن "الوضع الأمني الحالي في محافظة الانبار يقلق المفوضية لان الأيام القادمة لعمل المفوضية سيكون ميدانيا وهذا يتطلب مناخا آمنا لتهيئة المواد اللوجستية". وأوضح الموسوي لـ"طريق الشعب" أمس، أنه "في حال تم تأجيل الانتخابات في دائرة معينة أو عدة دوائر يكون ذلك بتوصية من المفوضية إلى مجلس ا?وزراء، ومن ثم مجلس الوزراء يرفعها إلى مجلس النواب للمصادقة عليها"، نافيا "وجود أية لقاءات مع قادة القوات الأمنية لان هذا يقع على عاتق اللجنة الأمنية للانتخابات، التي بدورها تخاطب الحكومة والمفوضية". إلى ذلك، ذكر واثق الهاشمي، الخبير الاستراتيجي، أن "المواطن اليوم لا تهمه قضية الانتخابات كثيرا لأنه يعتقد أنها لن تغير من الواقع شيئاً"، عازيا "سبب تأجيل الانتخابات إذا حصلت، إلى أن أطرافا لها مصلحة فيها لأنها تعلم بأنها لن تحقق شيئا في الانتخابات المقبلة".
ورأى الهاشمي في حديث مع "طريق الشعب" أمس، "لا يمكن إجراء الانتخابات في ظل وضع امني غير مستقر في بعض المناطق، لأن هذه انتخابات اتحادية لا يمكن أن تجرى في محافظة دون أخرى"، مرجحا "تأجيل الانتخابات في ظل الظروف الحالية". ودعا المحلل السياسي إلى وجوب "توفير عدة عوامل لإجراء الانتخابات في موعدها المحدد؛ أولها استقرار الوضع الأمني في الانبار"، مبديا خشيته من "التمسك بإجراء الانتخابات في موعدها مع عدم استقرار الوضع الأمني، لأنه ربما سنشهد إصدار فتوى من أطراف سنية تفتي بعدم المشاركة في الانتخابات وبالتالي تفشل الا?تخابات". وكان الشيخ عبد المهدي الكربلائي، ممثل المرجع الديني السيد علي السيستاني في كربلاء، حذر من تأجيل الانتخابات، داعيا الناخبين إلى تسلم البطاقة الإلكترونية الخاصة بالاقتراع. وقال الكربلائي خلال خطبة الجمعة، إن "المرجعية الدينية العليا تؤكد ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها المقرر، ولن تقبل تأجيلها لأي سبب كان، ولا يجب أن تكون الأحداث التي يمر بها العراق الآن سبباً في ضعف المعنويات".