مجتمع مدني

ناشطون: قوى تستغل المناسبات المدنية لـ"أغراض سياسية" / آرينا قاسم

رأى ناشطون مدنيون أن استغلال بعض القوى السياسية المتنفذة للمناسبات المدنية كوسيلة للترويج السياسي يعد نوعا من الدعاية الانتخابية المبكرة، رافضين استخدام هذا النهج غير القانوني، وكونه من الأساليب المرفوضة.
وفيما أكدوا ضرورة إيلاء هذه المناسبات الاهتمام الكافي، عبر انشاء مؤسسات تعنى بها وتعمل على رعاية النشاطات، اعتبروا ان القوى السياسية تتسابق لركوب هذه الموجة من أجل مصالح ضيقة.
وبادر عدد من السياسيين إلى استثمار فوز المنتخب الاولمبي العراقي بكأس بطولة آسيا تحت 22 عاماً، بعد فوزه على نظيره السعودي بهدف نظيف، لصالح الدعاية له.
وفي حديث مع "طريق الشعب" أمس الاثنين، رأى كامل مدحت القيادي في التيار الديمقراطي، أن "هناك نهجا قصير النظر باستغلال هذه المناسبات، فالحملات الانتخابية تنعكس على برامج وشعارات واضحة، وعلى حياة المواطنين، لا على هذه الموجات العاطفية التي تحدث في مناسبة أو أخرى، فهذه غالبا ما تكون سريعة الزوال وينساها المواطن".
وأكد مدحت لـ"طريق الشعب" أمس، أن "هناك تنافسا انتخابيا مقبولاً، وآخر غير مقبول، وهناك غطاء للحملات الانتخابية، فمن الضروري التزام هذه القوائم بموضوعة الحملة الانتخابية وتوقيتاتها المعلنة رسميا من المفوضية، ولذلك فأن استغلال هذه المناسبات يعتبر توظيفاً غير قانوني". من جانبه، قال ابراهيم الخياط عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، إن "استغلال المناسبات المدنية والرياضية والاجتماعية بشكل سياسي ورفع صور سياسيين في فعالياتها، وتجيير عمل مؤسساتي وكأنه عمل افراد، أمر غير مقبول، فحتى مسألة ?لتكريم يجب ان يُبتعد عن اقحامها في هكذا فعاليات؛ فالمفروض أن تكون هنالك منظومة أو حزمة من الاعمال والمهام، التي تقوم بها الوزارة المعنية او المؤسسات المعنية".
وشدد على أن "لا يختصر مبدأ التكريم على فوز أو خسارة، فمسألة العناية بالطاقات الرياضية يجب ان يكون سلوكا، وان يكون سياقا حتى لو خسر الفريق، لأنه يخسر في مرة ويربح في اخرى".
واعتبر عضو المكتب التنفيذي للاتحاد أن "استغلال هذه المناسبات هو مسعى لتزييف وعي الناس، وان هذا الامر حتى لو جرى بعد الانتخابات مثلا فهو يعتبر استغلالا سياسيا، القصد منه تشويه مهمة الدولة في البناء الديمقراطي".
وخلص الخياط إلى أن "البناء الديمقراطي يفرض بناء الدولة على اساس المؤسسات، وعلى اساس حاجة كل حقل من دعم لوجستي ومالي وبشري، لا ان يكون مقترناً بالمناسبات".
من ناحيتها، أكدت شروق العبايجي الناشطة المدنية أنه "لا يجوز استغلال هذه المناسبات لتحقيق مكاسب سياسية لصالح حزب معين، فهذا أمر مرفوض ولا يليق بوظيفته كسياسي".
وأوضحت العبايجي لـ"طريق الشعب" أمس، أنه "لو كانت هذه القوى والاحزاب قد قدمت للجماهير شيئا، فأنها بالتأكيد لن تلجأ لمثل هذه الأساليب المرفوضة". يذكر أن مختصين بالشأن الرياضي حذروا يوم أمس، من إفساد فرحة الفوز بلقب بطولة آسيا عبر استخدام مصطلحات دخيلة، داعين إلى التحلي بالخلق الرياضي وإبعاد الرياضة عن كل ما يسيء لها ولرسالتها السامية، فيما اعتبر بعضهم أن استخدام هذه المفردات لا مبرر له اطلاقاً فهو تسيس جلي للرياضة.