مجتمع مدني

اتحاد الطلبة العام: افسحوا المجال ليأخذ الشباب دورهم / سلام علي

اصدر اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، بيانا بعنوان "الطلبة أداة التغيير ورصيد المستقبل"، طالب فيه الدولة بفسح المجال أمام الطلبة والسماح لهم بأخذ دورهم الحقيقي والفاعل في بناء مجتمع متطور، داعيا الى الكف عن كبت الحريات العامة والخاصة وعدم زجهم في صراعات السياسيين الانتخابية والطائفية.
فيما شدد البيان على ضرورة تخفيض أجور الدراسات المسائية والأهلية وتعديل قانون المنح الطلابية ليشملهم، جدد الدعوة إلى تخفيض سن الترشيح في الانتخابات لـ25 عاما.
وقال بيان اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، الذي تلقت "طريق الشعب" نسخة منه، إن "وثبة كانون كان لها دورها الهام في التأثير والتغيير في السياسة العراقية، فبعد أن غادر رئيس حكومة النظام الملكي "صالح جبر" إلى لندن لاستبدال معاهدة 1930 بمعاهدة أخرى تلائم الوضع الدولي وتدعم الاستعمار البريطاني في السيطرة على ثروات الشعب الذي عبر بمختلف وسائل النضال المشروعة عن رفضه للمعاهدة وكان يطمح بإلغائها لا استبدالها كخطوة متقدمة في الطريق نحو تحقيق السيادة الوطنية والاستقلال التام".
وأضاف البيان "وتحدياً لإرادة الشعب واستهانة بتضحياته وحقوقه الوطنية أبرمت الحكومة معاهدة "بورتسموث" سيئة الصيت وهي الأكثر جوراً من سابقاتها، وسرعان ما أعلن طلاب الكليات والمعاهد العليا الإضراب العام، ونتيجة لذلك غصت شوارع بغداد وساحاتها والمحافظات بمظاهرات جماهيرية صاخبة رغم استخدام الحكومة أقسى أساليب القمع والإرهاب وتضليل الرأي العام وحملات المداهمة والاعتقال حيث نددت الأحزاب الوطنية ببيانات طالبت فيها الحكومة بالاستقالة ورفض المعاهدة".
وأوضح بيان اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، أن "تلك المظاهرات التي قادها الطلبة بروح ثورية امتدت لأيام عديدة وراح ضحيتها عدد من الشهداء والجرحى تتقدمهم فتاة الجسر وجعفر الجواهري شقيق الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري، وبالرغم من البطش والترهيب تحدّت الجماهير الشعبية الحكومة بعد إصدارها بياناً في ليلة 26 / 27 كانون الثاني تحذر الجماهير فيه من التظاهر، واجتاحت شوارع بغداد وسائر المدن الأخرى مظاهرات هادرة، نجحت بإسقاط المعاهدة والحكومة ولكن لم تستطع الوثبة من حسم الصراع مع السلطة الموالية لبريطانيا، حيث ل? تحقق كامل أهدافها لكنها كانت ملحمة تاريخية باسلة وصفحة ناصعة البياض في سجل النضال المشرف للعراقيين لقنوا فيها النظام الملكي درساً بليغاً عرته كنظام رجعي مستبد سخر نفسه لرعاية مصالح الأجنبي".
وأفاد "في هذا اليوم نحن أحوج لروح وثبة كانون ومآثرها حيث استفحال النفس الطائفي وتعميقه بين أبناء البلد الواحد وانتشار القتل والإرهاب الجبان المدعوم من الدول التي لا تريد الخير والتقدم لبلدنا وارتفاع أعداد الأميين والبطالة وتفشي الفساد المالي والإداري وتلطخ أيادي بعض الساسة بدماء الأبرياء وسرقة أموالهم والإهمال الواضح للمؤسسات الإنسانية والوزارات المهمة كالتعليم العالي والتربية حيث لم تخرج عن خانة الصراع الطائفي بل أحيانا تعمق الطائفية بين كوادرها مما ينعكس سلبا على وعي الطلبة"، مؤكدا "نحن اليوم بحاجة لوثبة?جديدة تغير بنية التفكير المجتمعي السائد التي رسخها أعداء الوطن في أذهان البسطاء من الناس فللطلبة دورهم الكبير ومسؤوليتهم الوطنية تجاه بلدهم وشعبهم كونهم أداة التغيير ورجال المستقبل فهذا يرتب على المسؤولين ومؤسسات الدولة المعنية بالشأن الطلابي مسؤولية فسح المجال أمام الطلبة والسماح لهم بأخذ دورهم الحقيقي والفاعل في بناء مجتمع متطور يدرك حقوقه ويطالب بها وهذا لا يأتي إلا بعد تهيئة الظروف الملائمة للتعليم وتمكن الطلبة من اخذ مواقعهم".
وطالب بيان اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، بـ"تحسين مستوى التعليم وإجراء إصلاح شامل في المناهج الدراسية بما يتلاءم مع روح العصر ومتطلبات التنمية الوطنية والتطور التكنولوجي وإضفاء الطابع الإنساني عليه"، داعيا الى "توفير الظروف الملائمة لرفع مستوى الطلبة علميا وثقافيا وتنمية قابلياتهم الأدبية والفنية والرياضية وتحسين المستوى المعيشي والصحي لهم".
واستطرد البيان بضرورة "تأهيل الجامعات والمعاهد العراقية والمؤسسات التعليمية وبناء الأقسام الداخلية وتوفير البيئة المناسبة للطلبة الساكنين فيها. والكف عن كبت الحريات العامة والخاصة واتباع الوسائل التي تقوم شخصية الطالب وترفع من مكانته وتؤهله ليصبح عنصرا فعالا في المجتمع"، ماضيا بالقول "تضمين مناهج التاريخ والتربية الوطنية بالمآثر البطولية كوثبة كانون وانتفاضة تشرين وثورة الرابع عشر من تموز وغيرها. وتعديل قانون المنح الطلابية ليشمل طلبة الدراسات المسائية والأهلية وكل الطلبة بدون استثناءات أو تمييز".
كما طالب بـ"تخفيض أجور الدراسات المسائية والأهلية بما يتناسب وذوي الدخول المحدودة. وتشريع قانون تنظيم عمل الاتحادات والنقابات المهنية. وعدم زج الطلبة في صراعات السياسيين الانتخابية والطائفية خصوصا ونحن مقبلون على الانتخابات النيابية. وتخفيض سن الترشيح في الانتخابات لـ25 عاما".
وختم البيان بالقول "المجد والخلود لشهداء الحركة الطلابية الوطنية وعاشت ذكرى وثبة كانون المجيدة وعاش اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق".