مجتمع مدني

.."منى" و"عاطفة" مثالا يحتذى !/ سهاد ناجي

مما نعجب له حقا ، تصرفات بعض السيدات النائبات في البرلمان العراقي ، والأعجب تبريرهن لتلك التصرفات بتصريحات عبر القنوات الإخبارية. فغالبا ما تكون تصريحاتهن مبطنة وبعيدة عن الحقيقة، الملفت للانتباه هذه الاستقالات والانسحابات الأخيرة لعدد من البرلمانيات. وهنا نتساءل ما هي هذه الاعتبارات الدافعة لذلك؟ هل هي بسبب الاضطراب الامني المقلق والقتل بكاتم الصوت والاغتيالات للشخصيات والوطنية والعلمية والتهجير طيلة اربعة اعوام مضت ان لم نقل عشرة، ام لعدم تشريع قرار يكفل الارامل المطلقات العاجزات المتعففات ممن لايملكن مواد يعيلهن، او بسبب الفساد المالي والاداري المستشري بالبلد، وربما بسبب ثبوت تهمة الفساد وتبديد المال العام لبعضهن، كالسياسية السويدية " منى سالين " التي قدمت استقالتها من الحكومة السويدية بعد ان ادانها القانون بتهمة استغلالها المال العام، حين قامت بتعبئة خزان سيارتها الشخصية بالبنزين ودفعت الثمن من البطاقة الذكية الحكومية لأنها نسيت بطاقتها الخاصة في البيت. وللعلم فانها اعادت المبلغ في اليوم الثاني لكن القانون اعتبر هذا التصرف استغلالا للمال العام .
اغلب الظن ان الاستقالات توالت بعد ان قاربت عقارب ساعة البرلمان نهاية الوقت الأصلي واللعب بالوقت المستقطع، في وقت لم نلمس من النائبات قرارا حازما واحدا طيلة اربع سنوات الماضية ؟ لا اعتزال ولا انسحاب ولا استنكار ولا.. ولا ... ، فالكل بات يعرف ان السبب الحقيقي وراء الاستقالات التي انهمرت كسقوط قطرات الماء والعودة الميمونة هي بسبب الانتخابات القادمة. وفات هؤلاء وغيرهم ان البرلمان ليس ساحة كرة قدم يتم فيها تبادل اللاعبين، وان المدرب الجيد على الغالب يحتفظ بخططه الهجومية لاخر لحظات المباراة. فالامر لا يحتاج لكل المناورات والتصريحات التي اصبحت مكشوفة الاهداف .
والغريب ان نائبة اخرى تدلي بتصريحها عن تأييد القانون المثير للجدل "الجعفري" ويعد الخطوة الايجابية نحو الممارسة الديمقراطية، اذن لماذا لا تطبقه على نفسها وابنتها، لماذا اقدمت على الترشيح للانتخابات المقبلة، وللعلم ان احدى فقرات القانون توكد ان عمل المرأة الأساسي هو المنزل حصرا. وثالثة تبرر عدم موافقتها على خفض سن ترشيح النائب لغاية الثلاثين سنة ، بعدم أهلية الشاب او الشابة في هذه السن لاتخاذ قرارات تخص الشعب العراقي. وغيرهن كثيرات وان تميزت بعضهن بتصريح او عمل سياسي فهو لا يتعدى قبة البرلمان .
اقول هنا ان اصغر رئيس في اوربا والعالم هو امرأة، وهي رئيسة جمهورية كوسوفو "عاطفة يحيى آغا " مواليد 1975. فالمراة دخلت في مجالات كانت حكرا للرجل وتميزت بها، فهن يترأسن العديد من البلدان ويتولين مناصب قيادية ووزارية مهمة. واستطعن ان يحققن منجزاً على المستوى العالمي.
فلتكن "منى"و "عاطفة" مثالا لمن تسعى وتريد ان تحقق منجزاً للمرأة العراقية، لطفاً وابتعدن عن التصريحات الهلامية والتي تسيء لنساء البلد .. يا برلمانيات !