مجتمع مدني

الغازات المنبعثة من حقول نفط الأحدب.. سموم لأهالي الكوت !

متابعة "طريق الشعب"

مرض فتاك أتى على العديد من أهالي مدينة الكوت .. أمراض سرطانية وحالات عقم وتشوهات خلقية لدى الاطفال وتلوث المياه والتربة والهواء وإصابات بين المواشي خلال السنتين الاخيرتين .. كل ذلك بسبب انبعاث الغازات السامة من حقول النفط في المناطق القريبة من عمليات حفر الآبار واستخدام الاسمدة الكيمياوية دون تخطيط والتي يتم تصريفها الى نهر دجلة مباشرة تسببت بكل ذلك.
وتزايدت في الآونة الاخيرة في محافظة واسط الاصابة بالامراض السرطانية من جراء ارتفاع كثافة الغازات السمية من حقول الاحدب النفطي في مدينة الحسينية 30 كم غرب مدينة الكوت.
الحاجة (ص.ج.ب) امرأة في الخمسينيات من العمر توفيت بعد اصابتها بمرض عضال الزمها الفراش ستة شهور ويقول زوجها حسن علاوي يسكن قرية اشبيلية الواقعة على بعد 800 م عن احد حقول نفط الاحدب إن " اصابة زوجته بمرض سرطان المثانة امر غريب، اذ لم يكن احد من اقاربها مصابا بالسرطان من قبل، كما ن حالتها الصحية لم تكن سيئة قبل سنتين".
ويشير لوكالة "واي نيوز"، أن "أيا من الاطباء لم يستطع ان يحدد كيف اصيبت بالمرض، ولكن هنالك من اعتقد ان السبب كان في الغالب تلوث المياه والتربة والهواء جراء انبعاث الغازات السامة من حقول النفط".
وتعمل لجان شعبية وحكومية على رفع شكاوى ضد الشركة عن الاضرار التي لحقت بالاراضي الزراعية كون المنطقة تتميز بإنتاجها الزراعي والحيواني وتشتهر بزراعة محاصيل الحنطة والشعير والذرة اضافة الى الخضر وكانت تتصدر في التسعينيات المدن العراقية في كمية الانتاج".
الفلاح جاسم كريم البسروكي 48 عاما الذي يترأس جمعية فلاحية تضم اكثر من 200 فلاح يقول، إن "هنالك نزوحا لاهالي المنطقة خاصة القريبة من حقول النفط بعد تزايد الاصابات بالامراض السرطانية جراء انبعاث الغازات من حرق الآبار ونفوق المواشي جراء اصابتها بأمراض الحمى المالطية، مع كثرة حالات الاجهاض بين الاغنام والماعز وحالات اقل في الابقار فضلا عن ارتفاع نسبة التفحم في محصول القمح".
بدوره يقول مهندس نفطي يعمل في الشركة رفض الكشف عن اسمه خوفا من العقوبات الادارية، إن "حرق تلك الكمية تأتي بسبب الروتين الاداري والمخاطبات الادارية بين المركز في العاصمة بغداد وبين الشركة التي هي سبب هدر المال العام وتخريب البيئة".
ويدعو المسؤول الصيني في الشركة إلى "ضرورة توسط الحكومة المحلية في واسط لدى وزارتي النفط والكهرباء من اجل استثمار الغاز في انتاج الطاقة الكهربائية من خلال نصب محولات توليد تعمل بالطاقة الغازية بدلا من حرقه".
وبالعودة الى الآثار البيئية السيئة فأن مساحة 15 كم دائرية في محيط الموقع تضررت ولم تعد تصلح للزراعة كما يؤكد ذلك مزارعون يسكنون في المنطقة اضافة الى الاضرار التي حصلت بانتاجهم النباتي والحيواني تسبب في نزوح العديد من الاهالي الى مدن اخرى.
محافظ المدينة السابق مهدي حسين الزبيدي والذي يعمل حاليا عضوا في مجلس المحافظة اكد أن "انتاج النفط من حقل الاحدب مؤشر خير على اهالي المدينة، اضافة الى ان مشروع البترو دولار يسهم في انعاش عملية الاعمار وامتصاص العاطلين عن العمل".
ويشير سعيد الياسري احد وجهاء مدينة النعمانية التي تقع على بعد 15 كم عن حقول النفط بأن "هنالك تحديات بيئية احدها انبعاث الغازات السمية في المناطق القريبة من عمليات حفر الآبار واستخدام الاسمدة الكيمياوية دون تخطيط والتي يتم تصريفها الى نهر دجلة مباشرة ادت الى ارتفاع مستويات التلوث وتزايد حالات الاصابة بالامراض السرطانية" .
من جانبها الزمت الحكومة المحلية الجانب الصيني باستخدام الاساليب التقنية الحديثة في عمليات الحفر التي تتعلق بمعالجة التلوث البيئي ويقول المهندس صباح عباس القريشي مدير بيئة المحافظة، أنه "تم التوصل الى توفير منظومة حرق حديثة هي الاولى في العراق تستخدم في تقليل التلوث الناتج عن عملية حرق الآبار بعد ان كانت الشركة العاملة تستخدم اتجاه الرياح وبذلك انخفضت نسبة التلوث عما كان عليه سابقا".
وتسعى محافظة واسط الى تطوير مدينة الحسينية من خلال حزمة من الاجراءات تتضمن تطوير مرافقها الخدمية والحد من هجرة ابناءها.
ويشير المحافظ محمود عبد الرضا طلال إلى ان "المحافظة خصصت 3مليارات دينار عراقي لانشاء شوارع ومدارس فضلا عن نصب مجمعات ماء في القرى والريف لتوفير الماء الصالح للشرب".
وتدفق نفط الاحدب في الاول من تموز من العام 2011ووصل انتاجه حاليا الى اكثر من مائتي الف برميل يوميا وهنالك خطوات لزيادة انتاجه خلال السنوات القادمة ليشكل مع حقول بدرة التي بدأت بالانتاج الفعلي بواقع 60 الف برميل يوميا مطلع الشهر الفائت شركه نفط واسط اسوة بالمدن المنتجة للنفط .