مجتمع مدني

جمعيات ومنظمات حقوق الانسان في لقاء برلين / ماجدة البابلي

نظرا للظروف الاستثنائية التي يمر بها العراق وتحديدا بعد 10/ 6/ 2014 وما تعرض له الانسان العراقي بصورة عامة ومكوناته بصورة خاصة على ايدي عصابات داعش الارهابية من قتل وتهجير ونزوح وسبي للنساء الايزيديات وبيعهن في سوق النخاسة وتعرضهن الى الاغتصاب بالاضافة الى قتل الشيوخ والاطفال في جبل سنجار ومناطق سهل نينوى والشيخان، عقد لقاء برلين لجمعيات ومنظمات ونشطاء حقوق الانسان من داخل وخارج العراق بتاريخ 8- 9- تشرين الاول عام 2014 بدعوة من حزب اليسار الالماني لالقاء الضوء على ما سببته تلك الهجمة الوحشية الارهابية من تدمير وقتل وتشريد.
لقد حضر هذا اللقاء التاريخي (23) منظمة وجمعية لحقوق الانسان بالاضافة الى اكثر من 35 شخصية وطنية ناشطة في هذا المجال من العراقيين في الداخل والخارج. ان الهدف من عقد اللقاء هو المساهمة النشطة والفاعلة على حقوق الانسان والعمل على ايجاد سبيل لتوحيد الجهود والامكانيات من اجل وضع استراتيجية جديدة تتماشى مع المرحلة الراهنة للدفاع عن حقوق الانسان واحترامها في كل بلدان العالم، بالاضافة الى اعادة النظر بوضع وزارة حقوق الانسان ومدى استقلاليتها ومصداقيتها وكذلك اعادة النظر ببعض بنود الدستور العراقي وخصوصا تلك التي تتعلق بحقوق المرأة والطفل وقوانين احكام الاعدام وقانون الاحزاب السياسية والعمل على خلق وعي حقوقي يساهم بجدية في نشر ثقافة حقوق الانسان ويضمن الحريات العامة ويعترف بحقوق جميع القوميات واتباع الديانات المختلفة.
افتتح اللقاء بكلمة ترحيبية القاها الدكتور غالب العاني باسم الامانة العامة للقاء برلين، ومن التقارير التي طرحت في اللقاء تقرير هو عن "ظاهرة التهجير والترحيل القسري والنزوح والابادة الجماعية" وتقرير عن "وجود السلاح خارج سيطرة الدولة" وآخر عن " اوضاع المسيحيين والايزيديين والمندائيين والشبك بالعراق وبالتحديد في الموصل في ظل داعش ". ايضا رفعت الجمعية العراقية لحقوق الانسان في كندا تقريرها حول المهاجرين الى كندا، ونوقشت عدة مقترحات وتوصيات في هذا اللقاء بالاضافة الى عرض فلم وثائقي بعنوان "الفرمان الاخير" للمخرج الايزيدي نوزاد شيخاني الذي وثق فيه فاجعة المكون الايزيدي المؤلمة.
ان لقاء برلين هو اول لقاء بين المنظمات العاملة داخل العراق وخارجه، مما جعله على تماس مع منظمات حقوق الانسان العاملة في اوربا وامريكا واستراليا وكندا فضلا عن ورش العمل التي قدمت من اجل الاستفادة من اسلوب عمل منظمات الخارج وسهولة وصولها الى المنابر الدولية لحقوق الانسان والاتحاد الاوربي وغيرها.
ومن التوصيات التي خرج بها هذا اللقاء هو ادانة التهجير وانشاء لجنة للاهتمام بشؤون النازحين واللاجئين، واحتلت هذه التوصية المرتبة الاولى. كما ادان اللقاء بيع واسترقاق النساء الايزيديات وبذل الجهود من اجل البحث عنهن وتأهيل المجني عليها واعتبار ما حصل هو جرائم ابادة جماعية وعرضها على المنظمات الدولية وملاحقة الجناة. كما طالب المؤتمر بتعزيز حقوق الانسان في العراق وعدم تكرار الانتهاكات التي تحدث للانسان العراقي بصورة عامة والمرأة والطفل بصورة خاصة، ثم الاتفاق لبحث برنامج عن تنمية الانسان العراقي وتعريفه بحقوقه وادخاله في المناهج الدراسية بغض النظر عن دينه وعرقه وقوميته والمساواة امام القانون وتحقيق العدالة الاجتماعية.
لقد عقد هذا اللقاء التشاوري بين منظمات وجمعيات حقوق الانسان في الداخل والخارج للوصول الى صيغة عمل مشتركة لايقاف انتهاك حقوق الانسان في العراق والتحديات التي تواجه عمل نشطاء حقوق الانسان بسبب البيئة غير الآمنة.
في ختام اللقاء اقيم حفل موسيقي ومعرض تشكيلي لمجموعة من الفنانين المغتربين.