مجتمع مدني

بعد تظاهرات ليلية.. ناشطون يسعون إلى الاعتصام في البصرة

متابعة "طريق الشعب":
عادت البصرة لتنتفض مجددا ضد نقص الخدمات والكهرباء، بعد انتفاضتها الأولى في حزيران 2010، في خطوة عدّها مراقبون "شرارة أولى" لتظاهرات أوسع قد تنتقل إلى محافظات أخرى في ظل "أزمة لا تنتهي".
وبينما أعلن نشطاء مدنيون في البصرة عن اعتصام مفتوح عبر مواقع التواصل الاجتماعي قبل نحو أيام، شهدت المحافظة، مساء أمس الأول، تظاهرة للعشرات من أبنائها لتنفيذ مطلب توفير 18 ساعة من الكهرباء كحد أدنى.
وحث نشطاء مدنيون في البصرة عبر "الفيسبوك" الأهالي على التظاهر والاعتصام وتوزيع منشورات في الأسواق والمناطق الشعبية، عبر حملة "نازل اعتصم"، بشعار يوضح التحرك العفوي "اليوم نتظاهر.. وغدا نعتصم.. وبعدها نثور". وفي الساعات الأولى من مساء أمس الأول، جاب نحو 65 ناشطا من القائمين على الحملة مركز المدينة، ليفترشوا الأرض بعدها معتصمين قبالة مبنى المحافظة بمنطقة العشار.
الناشط عصام الربيعي قال لصحيفة "العالم الجديد" الالكترونية إن "ما جرى أمس الأول، هو تحرك تحضيري، استعدادا لمساء يوم الثلاثاء (أمس)، وهو اليوم الأول للاعتصام"، متوقعا أن "يشهد التحرك استجابة واسعة من الأهالي وبدء الاعتصام المفتوح".
ونفى الربيعي أن "تكون هناك جهات حزبية أو سياسية أو تيار وراء التظاهر والاعتصام"، مؤكدا أن "الدعوة عفوية من قبل نشطاء مدنيين وشباب بصريين احتجاجا على تردي الخدمات والكهرباء".
وانطلقت تظاهرات واسعة في ثلاث مدن في البصرة، السبت الماضي، احتجاجا على تردي توزيع الطاقة الكهربائية في المحافظة الغنية بالنفط.
وشهدت البصرة في حزيران 2010، تظاهرات كبيرة خلال عدة أيام، جوبهت بالقوة من قبل السلطات الأمنية، أسفرت عن مقتل شاب وجرح اثنين آخرين، ما أجبر محافظ البصرة شلتاغ المياح على تقديم استقالته، فيما أقيل وزير الكهرباء حينها من منصبه لاحتواء الأزمة.
ويفترش نحو 65 ناشطا ومتظاهرا الأرض قبالة مبنى المحافظة، على مبعدة من صورة كبيرة لـ"شهيد انتفاضة الكهرباء الأولى" حيدر المالكي، غير أنهم يأملون أن لا تتدخل القوات الأمنية لقمع الحراك الشعبي السلمي هذه المرة.
وبيّن الربيعي أن "المتظاهرين وزعوا ورودا على عناصر الشرطة والجيش في محيط مبنى المحافظة تعبيراً عن سلميتهم"، غير أن هناك مخاوف من فض الاعتصام بالقوة لجهة عدم الحصول على ترخيص.
وأوضح "لم نقم بأخذ تصريح بالتظاهر والاعتصام، لان ذلك يستوجب أسبوعين على اقل تقدير، في محاولة للتسويف والمماطلة والتخدير، لكن ابلغنا السلطات الأمنية بنيتنا التظاهر، وحتى الآن هم يوفرون لنا حماية دون تدخل".
ولفت إلى أن "هناك محاولة للتضييق على وصول المتظاهرين إلى منطقة التظاهرة الرئيسة قبالة مبنى المحافظة، عبر قطع الطرق، وعدم السماح للمتظاهرين بالوصول"، منوها إلى أن "السلطات الأمنية منعت عشرات المتظاهرين الليلة (أمس الأول الاثنين) من قضاء شط العرب والتنومة من العبور إلى الضفة الأخرى حيث مركز المدينة، غير ان بعضا منهم وصل".
وكشف الربيعي أن "الخطة تقتضي منعا لتحجيم التظاهرات، الاعتصام في جميع المناطق كخطوة أولى، كما أننا سنجوب مختلف المناطق في تظاهرات لحشد الدعم".
ونبّه إلى أن "الاعتصام سيشهد مشاركة فعالة من جميع فئات المجتمع البصري، وستقام فعاليات فنية وغنائية ومسرحية، نحن بصدد ثورة ثقافية أيضا".
وبشأن رد فعل المسؤولين في المحافظة، بيّن الربيعي أن "عددا من مسؤولي المحافظة طلبوا لقاء ممثلي المتظاهرين والاجتماع بهم دون الركون إلى تهييج الرأي العام والتظاهر، غير أننا رفضنا مبادرتهم".
وأعلن الربيعي عن سقف مبدئي للاعتصام بدءا من يوم أمس الثلاثاء، حتى نهاية الشهر الجاري، وفي حال عدم الاستجابة للمطالب من قبل الحكومة المركزية، هدد بـ"بنقل الاعتصام إلى أماكن ضخ النفط الخام في الموانئ، وإيقاف التصدير".
وقد عبر المعتصمون عن امتعاضهم بأساليب لا تخلو من الطرافة، فقد حمل بعضهم فوانيس قديمة ومراوح يدوية مصنوعة من سعف النخيل، فيما رفع آخرون لافتات تعبر عن مطالبهم، منها لافتة خطت عليها عبارة "نطالب بتصدير الكهرباء إلى الدول المجاورة".
وبحسب الشاب عادل بشير فإن "فشل الحكومة في حل أزمة الكهرباء هو نتيجة لعدم كفاءة المسؤولين الذين وصلوا إلى السلطة عن طريق المحاصصة الطائفية والحزبية"، معتبراًَ في حديث لوكالة "السومرية نيوز"، إن "أزمة الكهرباء سوف تبقى دون حل عشر سنوات أخرى ما لم يتم تخليص العراق من المسؤولين الفاشلين والفاسدين إدارياً".
من جهته، اعتبر ماجد النصراوي محافظ البصرة الجديد، التظاهرات، "خطوة جريئة من قبل الشارع البصري"، معلنا انه "لو توفر لي الوقت سأتظاهر معهم".
غير أن النصراوي قلل من "حجم تأثير التظاهرات على واقع الخدمة الكهربائية"، عازيا المشكلة إلى "تلكؤ المشاريع في هذا القطاع، والتي بلغ عددها 17 مشروعا كان من المفترض أن تدخل الخدمة هذا الصيف".