مجتمع مدني

عمال النظافة يعانون من نظرة الاستهانة والاستغناء المفاجئ عن خدماتهم / مشتاق غالب

ما زال مسلسل الخصخصة المزمع اتباعها في عدد من القطاعات الصناعية والخدمية تلقي بظلالها على عمال النظافة العاملين بالأجور اليومية, فمجلس محافظة بغداد صرح أكثر من مرة عن نية في تعميم خصخصة قطاع النظافة، كما فعلت في قطاع الكرادة والزعفرانية, كما أن تلكؤ المشاريع وغياب الرؤية تسبب بسوء الخدمات المقدمة للمواطنين في بعض مناطق العاصمة، كما يعتقد البعض أن مهنة عمال التنظيف بسيطة، ولكنها في الحقيقة تتطلب جهدا كبيرا بالنسبة لهؤلاء العاملين الذين تواجههم مصاعب كبيرة ومعاناة حقيقية، خاصة أنهم يحرصون على نظافة جميع الأحياء على الرغم من أنهم أول من يصطدم بالسلوكات السلبية للمواطنين في الحفاظ على نظافة محيطهم. فالكثيرون منهم قضوا سنوات طويلة بهذه المهنة الشريفة التي ينظر إليها البعض على أنها لا تعود بأية قيمة لصاحبها، ولكنهم تأقلموا معها على الرغم من متاعبها من أجل كسب قوت يومهم، ولكن ما يميّز العديد منهم أنهم صاروا لا يستطيعون الإستغناء عن هذه المهنة، وصاروا يعدّونها بمثابة واجب عليهم تأديته لفائدة وطنهم. بل أن البعض منهم من حملة شهادات المتوسطة والاعدادية، الذين التجأوا لهذه المهنة بالرغم من النظرة الاجتماعية غير اللائقة اتجاه عمال النظافة, لكن لهم الدور الكبير في جعل مدينة بغداد أجمل وأنظف، وان لم تكن بمستوى الطموح، الا أن عملهم له لمسات واضحة في مجال النظافة.
معاناة العمال لا تنتهي
يقول محمد باقر "عامل نظافة": عملنا ليس سهلا، كما يظن البعض، فنحن نعمل تحت تأثير الظروف البيئية المختلفة، منها الحر الشديد تحت أشعة الشمس الحارقة، أو البرد القارس، أو المطر، وكل ذلك لا يؤثر في عملنا الذي يبدأ منذ ساعات الصباح، بالرغم من أجور عملنا المتدنية، اضافة الى أننا غير مشمولين الحقوق التقاعدية، والكثير منا يعمل بأجر يومي, وفي حال لم نعمل يقطعون عنا الأجور, ومع ذلك نعاني نظرة المجتمع لهذه الشريحة من العمال الكادحين التي اختلفت بين من يرى أنّ عمال النظافة يستحقون فعلا كل التقدير والاحترام، شاكرا لمساعيهم النبيلة في المحافظة على نظافة وجمال الأحياء، بينما يحتقر البعض المهنة ومن يزاولها، ويرمقه بتلك النظرات الجارحة، ولا يكن أي احترام لأصحاب هذه المهنة الشريفة الذين يتكبدون شقاء وتعب حمل النفايات من أمام منازل الأشخاص، ويسعون طيلة النهارات إلى تخليص الشوارع والأحياء والأزقة من النفايات المتراكمة، متحملين استنشاق تلك الروائح الكريهة ومعرضين صحتهم لخطر الجراثيم والأمراض التي تحدق بهم.
وأضاف: أنّ ما يزيد من صعوبة مهمته هو عدم جدية بعض عمال النظافة في أداء مهمتهم، وكذلك عدم احترام سكان الأحياء لمواعيد قدوم عمال النظافة، فتجدهم يرمون النفايات طوال الوقت، ما يؤدي إلى تراكمها سريعا، أما الآخرون فلا يكلفون أنفسهم حتى عناء وضعها في أكياس ويلقونها على الأرض مباشرة ما يعرقل مهمة عامل النظافة.
شكا من عدم التعاون
يقول عامل النظافة حاتم عبيد: إن المواطن ليس له دور في نظافة الشوارع، بل انه السبب الأول في انتشار القمامة في أنحاء عديدة من الشوارع والأحياء، وأحد الأمثلة على ذلك ان راكبي السيارات يرمون بلا اكتراث القناني الفارغة والأكياس من نوافذ السيارات في الشوارع والتقاطعات، واذا استمر الأمر على هذا النحو فان جيشا من العمال لن يكون كافيا لإنقاذ البيئة من التلوث بالقمامة.
وشكا حاتم عدم تعاون الكثير من المواطنين لصالح بيئتهم، وقال إن التعاون مطلوب لكنه مفقود.
سبع سنوات.. أجر يومي
في فترات الفوضى الأمنية كان لعامل النظافة في العراق دور كبير في تنظيف مكان الجريمة وعودة الحياة الى طبيعتها في تلك الأماكن، اضافة الى أن الكثير منهم كانوا ضحية انفجار القنابل والعبوات المزروعة بين الأزبال وأكوام القمامة.
ويقول كريم سعدون، عامل نظافة في منطقة العلاوي في بغداد إنه يعمل بالأجر اليومي ومن دون تأمين صحي.
حازم راجي 45 سنة عامل بلدية يقول: اننا على الرغم من الجهود التي نبذلها الا اننا ليس لنا أية حقوق نحصل عليها اتكون ضمانا لأولادنا ازاء ما نبذله من مجهود كبير، فأنا أعمل منذ سبع سنوات بأجر يومي، وفي بداية كل عام تقوم البلدية بانهاء خدماتنا، ثم يعيدوننا بعد شهر أو شهرين من انهاء خدماتنا.
وأضاف أن أجرنا اليومي لا يتعدى سبعة آلاف دينار يوميا، وهو مبلغ زهيد، وأنا أعيل عائلة مكونة من ثمانية أفراد، زوجة وسبعة أولاد، علما أن هذه الأجور المتدنية لم تصرف في مواعيدها المحددة، وهذا يسبب لنا الكثير من الاحراجات والضغوط النفسية، بسبب التزامنا بمواعيد مع أصحاب المحلات الذين نشتري منهم بالآجل ونسددهم عند استلام الراتب.
فيما قال حسام 19 سنة انه يعمل منذ سنتين في البلدية، وعلى الرغم من نظرة المجتمع لعامل النظافة، وما يترتب عليها من مشاكل اجتماعية، زاد التعامل السيئ من قبل المسؤولين في العمل معنا من منغصات عملنا، حيث يعاملوننا كأننا عبيد، ولكننا نتحمل كل هذه الاهانات من أجل عوائلنا، ولا نطلب أي شيء، سوى مراعاتنا في الاجور اليومية.
ويختم حسام كلامه بقول مؤلم: لولا عائلتي لما بقيت في هذه المهنة التي لا يعرف الكثير أهميتها في المجتمع، لكنني اذا تركتها، لن أجد فرصة أخرى للعمل.
وجاءت الخصخصة!
هيئة خدمات بغداد أعلنت من جانبها، أن خصخصة النظافة في منطقتي الكرادة والزعفرانية "تكللت بالنجاح"، مشيرة الى أن تلكؤ المشاريع وغياب الرؤية تسبب بسوء الخدمات المقدمة الى المواطنين في بعض مناطق العاصمة.
وقال رئيس الهيئة علي جاسم الحميداوي "إن "غياب الرؤية وعدم توفر الشخص المناسب في المكان المناسب، تسبب بتلكؤ عدد من المشاريع في العاصمة بغداد والتي ألقت بظلالها على الواقع الخدمي في العاصمة، ويدفع ثمنها المواطن"، مبينا أن "هيئة خدمات بغداد تعمل على معالجة هذه المشاكل من خلال عدد من الحلول، أبرزها خصخصة النظافة".
وأضاف الحميداوي أن "المستقبل القريب سيشهد تحسنا في الخدمات المقدمة الى المواطنين في العاصمة، بعد أن تكلل مشروع خصخصة النظافة لشركة تركية بالنجاح في منطقتي الكرادة والزعفرانية وسط وجنوب العاصمة".
من جانبه يقول المراقب البلدي محسن عواد: هذه الشريحة من العمال تقوم بعمل جبار من اجل النظافة، وتزداد معاناتها مع هطول الأمطار, ونظراً لوجود انسدادات في شبكات المجاري فأن المعاناة لا تنتهي لعمال النظافة, وبالرغم من تبليغ الجهات الخاصة في دوائر البلدية الا انهم في كثير من الأحيان لا يأتون لفتح شبكات المجاري ما يفاقم عملهم ويتهمهم الناس بالتقصير, فما يلاقيه عمال النظافة من معاناة تتمثل في عملهم الشاق والمجهد في نظافة الشوارع وإزالة المخلفات، أضف إلى ذلك معاملة بعض أبناء المجتمع لهم معاملة دونية، حيث يتعرضون للكلام البذيء والجارح أو الكلام العنصري.
من جانبها وبالتزامن مع هذا الاهتمام قررت أمانة بغداد خصخصة مشاريع تنظيف بغداد لكونها سلمت التنظيف الى شركة تركية وهذا يعني تقليص أعداد العاملين بالأجور اليومية وخاصة تقليص العاملين بالمشاتل التابعة للأمانة، وبرر مجلس المحافظة وأمانة بغداد بأنه قرار من الرقابة المالية، فضلا عن التأخير الحاصل بإقرار موازنة هذا العام.
اعلام الأمانة أكدت: أن أسباب مالية تقف وراء تقليص عدد العاملين في الأجور اليومية، والمديرون العامون لم يتخذوا القرار لمجرد الرغبة، وكشف أن الأمانة سوف تستغني عن أعداد كبيرة من العاملين بالأجور اليومية في قطاع النظافة، خصوصا بعد نجاح مشروع خصخصة نظافة العاصمة وتسليمه إلى شركات تركية.
في سياق متصل كانت الأمانة قد أعلنت في وقت سابق عن توقيع عقد بكلفة 31 مليار دينار ولمدة عام كامل مع الشركة التركية "اكدنيز" لتنظيف المنطقة الممتدة من جامعة بغداد في الجادرية مرورا بمنطقة الكرادة داخل وخارج، وأبي نواس وصولا إلى مناطق الباب الشرقي وشارع فلسطين وباب المعظم، وتحتل بغداد المركز الأول في ضعف هذه الخدمة نظرا لسعة المدينة وكثرة المناطق السكنية التي تتجمع فيها النفايات.
احترام عامل النظافة
من جهته يقول الباحث النفسي والاجتماعي سليمان خالد: علينا تربية أطفالنا على النظافة منذ نعومة أظفارهم، ويجب علينا أيضاً الوقوف مع أولادنا وتعويدهم على احترام عامل النظافة ومساعدته بعدم رمي الأوساخ على الطريق، وكذلك مناصرة عامل النظافة بتشجيعه أين ما نراه، والتبسم في وجهه، فهو يريد تشجيعاً ومناصرة من المواطنين ليُقبل على عمله عن رضا وإخلاص.
وأضاف سليمان: البعض يحتقر مهنة عامل النظافة، على الرغم من أنه يمارس مهنة سامية ونبيلة، وهي النظافة، والنظافة من الإيمان. لذلك فهي مهنة شريفة، ومزاولها بلا شك يقوم بدور كبير في نظافة الشوارع والساحات، ويوفر لنا بيئة نظيفة نقية خالية من الأمراض والتلوث.
ويضيف أيضا: أن هناك تراكمية اجتماعية جعلت الناس يقسمون أنفسهم إلى فئات، بالإضافة إلى تغير النفوس ومكان وهيبة بعضهم عززت هذه الفوارق والتفاضل الاجتماعي، وأرجع هضم بعض الشركات حقوق عمال النظافة إلى عدم وجود نظام قضائي مستعجل يفصل في المشكلات والقضايا العمالية، مضيفاً لابد من وجود الحماية الحقيقة للعامل العراقي.
مهنة شريفة
الناشط في مجال حقوق الانسان حليم الساعدي يقول: حظي عامل النظافة في المجتمعات المتحضرة بكل التقدير والاحترام، لانه الجندي الخفي في إظهار الوجه المشرق للمدن، إلا أنهم في مجتمعاتنا يواجهون سوء التعامل والاحتقار في كثير من الأحيان، ليس لشيء سوى أنهم اختاروا لأنفسهم هذه المهنة الشريفة، ناهيك عن الظلم في أبسط الحقوق، والهضم المتعمد لحقوقهم من قِبل بعض الشركات، ولكن على الرغم من ذلك نجد من يسعون لتغيير هذه الصورة السالبة ويعاملونهم بكل إنسانية، وينزعجون كثيراً من الذين ينظرون لهم بدونية ويعاملونهم بطرق غير لائقة.
وأضاف: أخيرا جاءت موازنة العام الحالي لتضيف أعباء جديدة على العمال بصورة عامة وخاصة عمال النظافة فهم يعملون لسنوات ولم يتم تثبيتهم على الملاك الدائم بل هناك محاولات لتقليص أعدادهم بحجة عدم وجود تخصيصات مالية كافية, ومن جانب آخر تعمل أمانة بغداد على خصخصة قطاع النظافة ولا نعلم أين سيذهب مئات العمال من الذين تخصصوا في مجال النظافة, لذلك نطالب باستيعاب هؤلاء العمال في مؤسسات الدولة.
البحث في القمامة
لقاؤنا الأخير مع عامل النظافة زهير قاسم يقول: نحن نبحث في القمامة على مواد صالحة للبيع فضلا عن مزاولة أعمالنا مع الأمانة وذلك بسبب انخفاض أجورنا ويضيف: آخر النهار وعند انتهاء الدوام الرسمي نفرز المواد التي نجمعها عن غيرها في أكياس كبيرة ونبيعها بالسوق، مما يشكل دخلا إضافيا إلى رواتبنا المتواضعة التي نتقاضاها من أمانة بغداد".
معاملة دونية
يقول مراقب العمال زاهر خلف: إنه من المهم على أصحاب الشركات والعاملين في القطاعات الأخرى النظر إلى عمال النظافة بطابع إنساني؛ لأنهم يبقون أولاً وأخيراً بشراً وليسوا مكائن، مضيفاً أن عملهم تحت هذه الأشعة الحارقة قد يعرضهم للخطر، وربما الوفاة، او الاصابة بأمراض خطيرة.
وأضاف:أن هذه الشريحة من العمال تقوم بعمل مهم في النظافة، وتزداد معاناتها مع هطول الأمطار, نظراً لعدم وجود شبكات لتصريف المياه، فما إن ننتهي من تنظيف الشارع يعود كما كان من حيث حجم الأوساخ. ما يزيد من المعاناة التي يتكبدها عمال النظافة، كما أن معاناتهم الأخرى تتمثل في عملهم الشاق والمجهد في نظافة الشوارع وإزالة المخلفات، أضف إلى ذلك معاملة بعض أبناء المجتمع لهم معاملة دونية، حيث يتعرضون للكلام البذيء والجارح أو الكلام العنصري.
لا تغني ولا تسمن
يقول عادل حسين، أحد عمال النظافة، انه يعتز بعمله وببدلته التي يلبسها، لكنه لا يستطيع أن يخفي آلامه اتجاه معاملة الناس فيقول: نحن نعمل لخدمة الناس، ونبذل كثيراً من الجُهد، غير أنهم لا يحسون بنا، ولا يقدرون أعمالنا، وينظرون إلينا باحتقار.
ويضيف: أنهم يعملون بمرتبات "لا تسمن ولا تغني من جوع" وغير كافية للحاجات الأساسية للأسرة وقيمة الإيجار والماء والكهرباء, ويشتغل الواحد منا وهو لا يعرف من أين سيدبّر مصاريف المعيشة طيلة شهر، فالأجور لا تكفي لشهر كامل. وعلى الرغم من رواتب العمال الشحيحة مقابل ساعات عمل مجهدة تحت حرارة الشمس وصقيع البرد، فهم يعانون من المعاملة الإدارية القاسية ضدهم، بالإضافة إلى تحملهم قيمة ما يتلف من المكانس ومعدات التنظيف.
لا يوازي حجم التعب
الناشط في مجال حقوق الانسان مهدي العكيلي يقول: في كثير من دول العالم يكون راتب عامل النظافة الأعلى مقارنة بالعديد من الوظائف والأعمال الأخرى للعمال؛ ذلك أن هذه المهنة أكثر صعوبة، وتتطلب المزيد من الجهد الميداني والصبر على نظرة الناس، ورفض المجتمع، وإحساسهم بالدونية!، غير أن ما نشاهده ونعيش تفاصيله ونلمسه ونسمعه يومياً هو العكس تماماً؛ فعامل النظافة لدينا يتقاضى راتباً زهيداً لا يوازي حجم التعب والمعاناة من تعامل الشركات المتعهدة والمشغلة لهم، التي ترتبط بعقود مع الوزارات والهيئات والمرافق الحكومية الخدماتية والشركات الكبرى كالمطارات وغيرها، بمعدل أقل من مائتي وخمسين ألف دينار شهريا ومع ذلك لا تصرف لهم رواتبهم في مواعيدها؛ ما يسبب لهم مزيداً من الضغط النفسي والإحراجات مع عائلاتهم، والوقوع تحت تأثير الحاجة والاحتياج، بما يقود في النهاية للتسول من المارة، فضلاً عن محاولة الهروب للبحث عن عمل آخر في أي مكان آخر بعيداً عن هذه الشركات, ولعل اللوم في تأخير صرف رواتب هؤلاء المساكين يقع على الجهة التي تُسلم مستخلصات الشركات المتعهدة بالنظافة من دون التأكد من مسيرات رواتب العمال التابعين لها من كشوفات بنكية، تفيد بإدخال رواتبهم بشكل شهري منتظم، لا الاعتماد على تواقيع الإفادة باستلام الرواتب، وهو أمر غير نظامي، ولا يدل سوى على الجهل والهروب من المسؤولية بطرق ملتوية لا تتماشى مع واقعنا الحالي.
مظهر حضاري
يقول كمال علي، أحد عمال النظافة بأمانة العاصمة: معاناتنا لا تتوقف، فبالرغم من أننا نبذل جهوداً كبيرة في نظافة المدن وإظهارها بمظهر حضاري إلا أننا نتقاضى مقابل ذلك الشيء اليسير.
ويضيف: أن الوضع المعيشي لعمال النظافة يرثى له وأنهم يعانون الأمرين، مرارة العيش ومرارة القهر جراء الظلم المرتكب ضدهم أمام مرأى ومسمع الجميع.
ويضيف علي: رواتبنا لا تكفي لشيء من متطلبات العيش الأدنى، بالإضافة إلى أن بعض ضعفاء النفوس يقومون بخصم مبالغ من رواتبنا بين الحين والآخر لأسباب نجهلها ونحن ملتزمون يومياً بالعمل ولا يسمح لنا بإجازات ونعمل طوال العام.
الدوّارة.. الدوّارة
النفايات تجارة كبيرة ورائجة، وقد تتحول أحيانا إلى مزايدات على هذه القمامة، حيث تشترى حمولة السيارة دفعة واحدة نظير إلقائها في مكان معين.
وأعرب سائق إحدى سيارات جمع النفايات عن استيائه مما يقوم به الدوارة من "بعثرة لمحتويات الأكياس البلاستيكية المخصصة لإلقاء النفايات بحثا عن مواد يستفيدون منها في عملهم، الأمر الذي يؤدي إلى "تعطيل عملنا، لأننا نحتاج إلى وقت إضافي لجمع ما لم يأخذه الدوار من المكان".
لا بد من تشجيعهم
يقول الباحث الاجتماعي حسن سوادي: عامل النظافة هو الشخص الذي يستحق من عندنا كامل الإحترام والتقدير، كيف لا وهو من يسهر جاهدا على نظافة وحسن مظهر البيئة التي نعيش فيها، وهو المسؤول عن تنظيف أحيائنا السكنية، فهنيئا لك شرف النظافة أيها الرجل، يكفي أن النظافة من الإيمان والوسخ من الشيطان لكن ما بدر في ذهني هو نظرة المجتمع لهذا الشخص الذي يستحق منا تاج الرفعة والسمو ولكن للأسف، فبدلا من اسماعه كلمات شكر وتقدير، إلا أننا نجد العامل دائما يتهرب من المجتمع لما يسمعه من كلام قاس، كما أن أطفاله وعائلته في أتم الإستحياء من مهنة الوالد. لما كل هاذا؟، ألسنا شعوب مسلمة؟، أليس مهنة عامل النظافة شريفة؟، ألم نخلق في هذه الدنيا ليكمل بعضنا بعضا؟. وأضاف على المجتمع تحسين النظرة الاجتماعية تجاه عمال النظافة, وعلى الحكومة دعم العمال وتثبيتهم على الملاك الدائم لانهم يبخلون بكل شيء في سبيل تأدية عملهم.