تعلن رابطة الأكادميين العراقيين في المملكة المتحدة تضامنها مع حركة الاحتجاجات الجماهيرية المطالبة بتحسين الخدمات، وخاصة الأزمة المستعصية للكهرباء. ان هذه المظاهرات تعبر عن هوية وطنية، وتعد وسيلة ضغط فاعلة بيد الأجيال الواعية ضد الوضع الخدمي المتردي، بل أهم وسيلة نضال لانتزاع الحقوق، وهو بمثابة دعوة لكل المثقفين والاعلاميين والأكاديميين ومنظمات المجتمع المدني العراقية بأن تأخذ دورها بثقة عالية للخروج من ثقافة المحاصصة السائدة، وبناء الدولة العراقية على أسس عصرية متطورة.

لقد عكست الاحتجاجات ذات الطابع الاجتماعي وحدة النسيج العراقي المتعايش في الظروف الصعبة، خاصة شريحة الشباب الواعي الذي اعطى الصورة الحقيقية التي تدعو إلى الاصلاح بعيدا عن الاختلافات المذهبية والطائفية والاثنية. وتأثرت كل قطاعات المجتمع بسبب الأوضاع الصعبة، خاصة قطاع التعليم، حيث عانى طلبة العراق لعدة عقود، كباقي شرائح المجتمع الأخرى، من مصاعب كبيرة أهمها قلة الخدمات أو انعدامها في كثير من الأحيان، خاصة الكهرباء التي تمثل عصب الحياة العصرية، حيث أدت إلى حالة قلق وضغوطات نفسية وإحباط للعزيمة والإرادة لشريحة كبيرة من المجتمع، لأن الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي أثر بشكل كبير على أداء الطلبة في الامتحانات، وخفض من معدلاتهم، لأنهم عاشوا أجواء قاسية من الحر، إضافة إلى الأوضاع الأمنية الصعبة. وكذلك المعاناة شملت الكادر التعليمي الأكاديمي في كل المراحل الدراسية من حيث التحضير والاستعداد.

تقف الرابطة وتتضامن مع شعبنا، ومع سلمية المظاهرات ذات الطابع العفوي، وأن تكون في مسارها الصحيح في التحدي لكل أشكال الفساد. ونأمل بأن لا يكون هناك تجاوزا للقوانين أو قمعا للحريات العامة، وأن تنجح الاحتجاجات في افراز واقع جديد وفق مفاهيم جديدة ترسي الطابع الديمقراطي الذي ينادي ببناء دولة عراقية مدنية تدفع باتجاه تحقيق المطالب الجماهيرية.