مجتمع مدني

تظاهرات كبرى في بغداد والمحافظات بمشاركة عشرات الآلاف

الاحتجاجات مستمرة حتى تحقيق المطالب
 طريق الشعب
استهل الكثيرون من العراقيين صباحهم، أمس السبت، بتبادل التهاني والتبريكات بالنجاح غير المسبوق الذي حققوه الجمعة، في التظاهرات العارمة التي غطت ارض العراق من جنوبه في البصرة الفيحاء حتى القلب في بغداد، والتي خرجوا فيها بعشرات الآلاف معبرين عن احتجاجهم وسخطهم على التردي المريع للخدمات، لا سيما الكهرباء، وعلى الفساد المتعاظم دون انقطاع، وسوء الادارة، والاستهتار بالشعب وامتهان كرامته.
وعكست جماهير الشعب، بحسها الرفيع وشعورها العالي بالمسؤولية، مدى انضباطها والتزامها بالشعارات الاساسية للتظاهرات، والموجهة ضد الفساد والمفسدين، وضد تجاهل حقوق الناس في الحصول على خدمات جيدة تليق بهم وتسد احتياجاتهم وتلبي حقوقهم الانسانية.
كما لم يغب عن اعين الجماهير الارهاب واجرام داعش، بل ظلت تؤكد تكرارا ان الارهاب هو حليف الفساد، وان محاربة الفساد تصب في هزيمة الارهاب والارهابيين.
وبدا جليا في الحراك الواسع لحشود الجماهير المتظاهرة، اصرارها على انتزاع حقوقها ومواصلة الضغط بالاساليب الشرعية حتى تحقيق مطالبها المشروعة باجراءات ملموسة محسوسة، بعد ان لم تعد تقبل التصريحات والوعود والتطمينات المجردة. وإزاء ذلك وبعد ان تنادت غالبية القوى الحية في المجتمع معلنة دعمها للتظاهر وللمطالب المشروعة بعيدا عن التشكيك والاساءات، ومساندتها للعمل الجماهيري، اصبحت الكرة الآن في مرمى الحكومة.
وبالنظر الى ان الوقت المتاح الآن لا يسمح بالمماطلة والتسويف، فلا بد من مغادرة التردد والتلكؤ، واتخاذ القرارات المسؤولة الجريئة والشجاعة، لكشف الفساد والفاسدين، والتخلص من نمط الادارة السيىء، وتطهير اجهزة السلطة من وجوهه ورموز الفساد، الى جانب اعتماد مبادىء الكفاءة والخبرة والنزاهة والوطنية والمواطنة في اختيار المسؤولين التنفيذيين.
وذلك ما يفتح السبيل للمباشرة بالخطوات العاجلة المنتظر، التي تفتح الباب امام معالجات جذرية ستراتيجية، للمعضلات التي تثقل كاهل العراقيين، والتي تئن البلاد تحت وطأتها.
وستجد كل خطوة في هذا الاتجاه دعما لا حدود له من جانب الجماهير المنغمرة اليوم في حراكها الاحتجاجي المتصاعد. ساحة التحرير تحتضن الآلاف
وشهدت العاصمة بغداد، مساء الجمعة، أكبر تظاهرة احتجاجية في عموم العراق، بل إنها الأكبر منذ عام 2003.
وتجمهر المحتجون في ساحة التحرير، وهم يرفعون أعلاما عراقية ولافتات كتب عليها شعارات من قبيل "بغداد..بغداد.. بغداد ما تسكت بعد"، و"المتحاصصون هم سراق العراق"، و"كل الفساد.. باطل، كل الارهاب.. باطل".
وبدأ التوافد إلى ساحة التحرير، منذ صباح الجمعة، حيث قامت مجموعة من النشطاء بتنظيف الساحة وتزيينها بالبالونات والإعلام. وواصل جمهور المحتجين التوافد نحو نصب الحرية حتى بلغت أعداد المحتجين ذروتها في تمام الساعة السادسة مساءً.
ولم تشهد التظاهرات أي مظاهر عنفية، بل كان التعاون بين المتظاهرين ورجال الأمن واضحاً.
واستمرت التظاهرات حتى ساعة متأخرة من ليلة الجمعة، وانتهت بقراءة بيان المتظاهرين (ننشر نصه في أدناه)، وهتافات تؤكد أستمرار التظاهرات حتى تنفيذ المطالب (جمعه ورا جمعه.. والفاسد نطلعه)، وختاماً بترديد النشيد الوطني.
8 محافظات تنتفض
وشهدت 8 محافظات أخرى هي (بابل، البصرة، الديوانية، النجف، كربلاء، ذي قار، واسط، المثنى)، تظاهرات كبرى شارك فيها عشرات الآلاف من أبنائها، نادت بالخدمات، وطالبت بمحاسبة الفاسدين، وإصلاح العملية السياسية.