مجتمع مدني

صابئة ذي قار يهاجرون.. والمسيحيون يطالبون بدولة مدنية تتسع للجميع

طريق الشعب
كشف مجلس الصابئة المندائيين، في محافظة ذي قار، امس السبت، عن هجرة عدد كبير من الأسر المندائية الى خارج العراق، عازيا أسباب الهجرة الى ضعف مستوى الخدمات والوضع المتردي للبلاد، و دعت الكنيسة الكلدانية في العراق، الحكومة الاتحادية، الى تحقيق المصالحة الوطنية، وطالبت بأن يكون العراق دولة مدنية قوية تمثل الجميع.
وقال رئيس مجلس الصابئة المندائية، في محافظة ذي قار، لوكالة "السومرية نيوز": إن "السنوات الاخيرة سجلت هجرة عدد كبير من الاسر التي تنتمي الى الطائفة الصابئة المندائية من محافظة ذي قار الى العاصمة بغداد ومن ثم الى دول السويد واستراليا وأمريكا واستقرت هناك"، عازيا السبب الى "ضعف مستوى الخدمات والوضع المتردي الذي تعيشه البلاد وليس على خلفية أبعاد طائفية".
وأضاف نعيم أن "عدد الأسر التي مازالت موجودة في المحافظة قليل جدا مقارنة بالسنوات الماضية"، مشيرا الى أن "محافظة ذي قار تضم بين 3000 ــ 3500 فرد من أبناء الطائفة".
من جانبه، وفي سياق متصل، قال رئيس كتلة الصابئة المندائيين في مجلس النواب، حارث الحارثي، لوكالة "الغد برس": إن "جميع الأطراف السياسية في مجلس النواب متفقة على تفعيل وثيقة رمضان لتجريم داعش وتفعيل نقاط التعايش السلمي بين الطوائف والأديان"، مبيناً أن " كتلة الصابئة المندائيين ستأخذ على عاتقها تفعيل الوثيقة".
وأشار إلى أنه "في حال تفعيل وثيقة رمضان، سيتم تجريم داعش وسيسهم في التعايش السلمي بين المكونات ورفض الطائفية ومحاسبة مسببيها قانونيا"، موضحاً أن "جميع الأديان والطوائف في العراق متضررة من وجود داعش لأنه لا يستثني أي جهة في عملياته الإرهابية".
يذكر أن الديانة المندائية تعتبر من أقدم الديانات الحية في العراق، وأول ديانة موحدة في تاريخ البشرية، وبحسب مصادر تاريخية فإنها نشأت في جنوبي العراق، ومازال أتباعها يتواجدون في المحافظات الجنوبية (البصرة، ميسان، ذي قار)، فضلاً عن محافظة خوزستان الإيرانية، كما يوجد الآلاف منهم في دول أوربية أبرزها النرويج وهولندا والسويد وبريطانيا وألمانيا، حيث هاجروا إليها لأسباب اقتصادية وسياسية وأمنية واستقروا فيها في غضون العقدين الماضيين.
مسيحيا، قال زعيم الكنيسة الكلدانية في العراق البطريارك لويس ساكو، في رسالة وجهها لمناسبة الذكرى السنوية الاولى لأستيلاء تنظيم داعش على بلدة قرقوش ذات الغالبية المسيحية، واطلعت عليها "طريق الشعب": إن "المسيحيين والايزيديين قد احتلت اراضيهم"، مبينا ان "تراثهم وتاريخهم مهدد بالانقراض".
واضاف ساكو انه "بدلا من العمل العسكري اطالب الحكومة العراقية بالشروع بجدية وقوة في عملية المصالحة الوطنية والسياسية كأساس للمواطنة المشتركة لكل الاعراق والجماعات الدينية في العراق".
وتابع ساكو أن "الاساس للمصالحة هو الولاء للعراق وتوحيد الوطن لكل الشعب وليس فقط للأفراد والجماعات وان على جميع المواطنين اعطاء الاولوية لتحقيق الصالح العام"، داعيا الى "أن يكون العراق دولة مدنية قوية تمثل الأفضل والأكثر واقعية لشعبها".