مجتمع مدني

رسالة من منظمات المجتمع المدني العراقية في نيوزيلندا إلى السيد حيدر العبادي رئيس مجلس الوزراء

عقدت منظمات المجتمع المدني العراقية في نيوزيلندا يوم الأحد المصادف 23 / 8 / 2015 إحتفالاً تضامنيا مع أبناء شعبنا العراقي في مظاهراتهم وإحتجاجاتهم العارمة في معظم المدن العراقية للمطالبة بالإصلاحات السياسية والإقتصادية والثقافية وتوفير الخدمات ومحاربة الفساد وسراق المال العام ومحاربة داعش وأعوانهم … وفي نهاية الحفل رفعوا رسالة إلى السيد حيدر العبادي رئيس مجلس الوزراء العراقي قرأها على الحاضرين الفنان المسرحي فاروق صبري هذا نصها :
السيد رئيس مجلس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي المحترم
تحية طيبة
تتابع منظمات المجتمع المدني العراقية في نيوزيلندا زخم المظاهرات التي عمت معظم المدن العراقية والتي يُشارك فيها مئات الألوف من جماهير الشعب العراقي التواقة إلى الحرية والتنمية وتوفير ألخدمات التي تليق بكرامة المواطن ، وتوفير الأمن والسلام من خلال مواجهة فاعلة مع داعش والارهابيين المتهمين بإنتهاكات حقوق الإنسان بمسمياتهم المختلفة.
إن زخم المظاهرات وديمومتها وشمولها لمختلف المدن العراقية يؤكد على تراكم معاناة الشعب نتيجة مظاهر ألفساد وسوء الإدارة وإستمرار نظام المحاصصة الطائفية وتوظيف الدين في العمل السياسي ، وإنتهاك الحريات وسياسات إقتصادية أقل ما يقال بشأنها أنها عمقت وجهة الإقتصاد الريعي ووفرت الأرضيّة المناسبة لنمو الطبقات الطفيلية وبؤر المافيات ومحاولات السيطرة على النشاط الإقتصادي العام في البلد لتكريس السيطرة السياسية . لقد نجم عن هذه السياسات ألهدر الكبير في المال العام والتراجع المخيف في الإحتياطي النقدي وإيقاف العجلة السلمية للإنتاج الإقتصادي في البلد ، إضافة إلى سوء الإدارة في ملفات هامة كالكهرباء وألماء وألنفط ، ومحاربة الفساد المالي والإداري .
وإيمانا منا بقدرة الشعب وإرادته في تحقيق التغيير الإجتماعي نحو التمدن والتنمية ، نعلن عن تضامننا التام مع مطالب المتظاهرين وخاصة ما يتعلق بإنهاء نظام المحاصصة الطائفية وألحد من توظيف الخطاب والفكر الديني في العمل السياسي والتأكيد على أسس الدولة المدنية الديمقراطية والتي تبدو واضحة في شعارات المتظاهرين . إننا نعرب عن تضامننا ألتام مع المتظاهرين المطالبين بتوفير الخدمات ، وتعرية الفساد ومحاسبة المفسدين ، وإدانة سوء الإدارة والمحاصصة ، وتعزيز التصدي للإرهاب.
إننا مع القرارات التي اتخذتها الحكومة العراقية التي تستهدف وضع حد للإمتيازات غير الشرعية ، وتقليص النفقات، وتخفيض المخصصات والرواتب، وإلغاء مناصب المجاملة، وترشيق الحمايات وتوجيه الفائض من تمويلها لتعزيز قوى الدفاع والداخلية ، وإعادة فتح ملفات ألفساد والتعجيل في محاسبة الفاسدين ، وإسترجاع الأموال العامة من سراقها ، كما نرى أن هذه القرارات تشكل فقط بداية لعملية إصلاح يجب أن تكون شاملة ولا تأتي ثمارها إلا من خلال ديمومتها وإستمرارها عبر التأكيد على متابعتها خوفاً عليها من المماطلة والتسويف ، كما ندعو إلى معالجة قضايا النازحين من أبناء شعبنا كافة وخاصة من المكونات الدينية الأخرى كالأخوة المسيحيين والأيزيديين والصابئة المندائيين والشبك وغيرهم وإعادتهم إلى بيوتهم وتأمين ظروف عيشهم في الحياة الحرة الكريمة . وبناء الوطن على أُسس سليمة وإعلاء الهوية الوطنية .
إن تحقيق التظاهرات ومعظم النشاطات الجماهيرية المتنوعة لأهدافها الحقيقية رهن بعدم إستغلال هذه التحركات الجماهيرية حزبيا أو من أجل تأليه شخصية معينة . فالنتائج العملية لمطالب المتظاهرين تكمن في تنفيذ وجهة الإصلاح الشامل ، وإنجاز حزمة من القوانين والتشريعات التي تضمن عمليات الإصلاح في كافة المجالات وتنجز سياسات عملية فاعلة تصلح ما خربته الحكومات السابقة . وفي ألنهاية نرى بأن تحقيق ألنصر في هذه العملية ألنضالية رهن بحماية التوجهات الأساسية للتظاهرات وإنتهاج الطريق الديمقراطي السلمي ، إضافة إلى التأكيد على وحدة أبناء شعبنا القومية والدينية والمذهبية في إيجاد البديل الديمقراطي المدني والعراق الموحد وتحقيق العدالة الإجتماعية .
ندعوكم إلى الأمام من أجل الإصلاح وتلبية مطالب الجماهير المشروعة ، ويستوجب الآن التمهيد لتعديل الدستور على أساس وطني لا طائفي وتحريم الميليشيات وحصر السلاح بيد الدولة وتعزيز قدرات الجيش العراقي وضرورة تشريع قانون الأحزاب وتعديل النظام الإنتخابي بما يضمن مشاركة كل القوى السياسية الوطنية فيه ، فالشعب بكل قومياته وأديانه وطوائفه قد وقف إلى جانبكم وكذلك أيدته المرجعية الدينية الكريمة ، فإضرب بيد من حديد من سرق قوت الشعب وبدد ثرواته .
وتقبلوا منا خالص الشكر والإحترام .
الجمعية الكلدانية المتضامنة
جمعية نينوى الآشورية
الحركة الديمقراطية الآشورية - محلية أُوكلاند
اللجنة الخيرية الآشورية في أُوكلاند
جمعية الثقافة العربية النيوزيلندية
جمعية المرأة العراقية النيوزيلندية الثقافية
جمعية الصابئة المندائيين في نيوزيلندا
التيار الديمقراطي العراقي في نيوزيلندا
- نسخة إلى السفارة العراقية في استراليا
نسخة إلى الزملاء في التيار الديمقراطي العراقي في استراليا لغرض إيصالها إلى
السيد سفير العراق في سدني وذلك لعدم وجود سفارة عراقية في نيوزيلندا .