مجتمع مدني

في البصرة طالب المتظاهرون بدولة مدنية.. وناشطان نجيا من محاولة اغتيال

طريق الشعب
شارك آلاف المواطنين، امس الاول الجمعة، في تظاهرة قرب ديوان محافظة البصرة للمطالبة بإجراء إصلاحات فعلية واسعة وإقالة المسؤولين الفاشلين ومحاسبة الفاسدين منهم، إضافة الى تحسين الخدمات الأساسية وتطوير الوضع الاقتصادي للمحافظة، واقامة دولة مدنية، وفيما نجا ناشطان مدنيان من محاولة اغتيال بأسلحة كاتمة خلال توجههما إلى احدى الإذاعات المحلية لإجراء حوار حول التظاهرة، نبه ناشط رئيس الوزراء الى ان الناشطين المدنيين في البصرة يتعرضون الى مضايقات وتهديدات كبيرة.
وقال المتظاهر عباس محمود، لوكالة "السومرية نيوز، إن "المتظاهرين يطالبون باجراء إصلاحات فعلية واسعة، ويرفضون الإصلاحات الترقيعية، كما انهم يرفضون إفلات المسؤولين الفاسدين من العدالة"، مبينا أن "نسبة كبيرة من المشاركين في التظاهرة طالبوا بإقالة المحافظ وحل مجلس المحافظة، ومن ثم اجراء انتخابات مبكرة لاعادة تشكيل الحكومة المحلية لانها بتشكيلتها الحالية تبدو عاجزة عن القيام بواجباتها".
بدوره، قال متظاهر آخر يدعى عماد ماجد، إن "من أبرز المطالب التي أكد عليها المتظاهرون هو تعديل الدستور ومحاسبة المسؤولين الفاسدين والفاشلين واسترجاع الأموال التي نهبوها أو تسببوا في فقدانها مع تحميل الأحزاب التي ينتمون إليها وتدافع عنهم جانبا من المسؤولية"، مضيفا أن "من اهم المطالب ذات الطابع المحلي معالجة أزمة ملوحة المياه وحل أزمة السكن، والإسراع ببناء ميناء الفاو الكبير وتشغيل المصانع الحكومية المعطلة، إضافة الى توفير فرص عمل للعاطلين، وتحجيم العمالة الوافدة من محافظات أخرى".
وجدد المتظاهرون مطالبهم باقالة رئيس مجلس القضاء، مدحت المحمود، واقامة دولة مدنية، داعين العبادي الى تنفيذ اصلاحاته وعدم تسويفها.
واكتظ الشارع الممتد بمحاذاة نهر العشار من مفترق شارع الجزائر وحتى مفترق منطقة العشار، بالمتظاهرين، وقد فرضت القوات الأمنية اجراءات مشددة تضمنت انتشار المئات من رجال الشرطة وإغلاق جميع الطرق المؤدية الى موقع التظاهرة، والتي لم تتخللها أية أعمال شغب أو اعتداءات أو تجاوزات.
وفي السياق نفسه، نجا الناشطان المدنيان البصريان، أحمد النجم وأحمد التميمي من محاولة اغتيال بأسلحة كاتمة خلال توجهما إلى احدى الإذاعات المحلية لإجراء حوار حول التظاهرة التي خرجت الجمعة في البصرة.
واكد الناشط المدني عصام سامي، إن سيارة مجهولة نوع لاندكروز والمعروفة شعبيا بـ"الجكسارة"، لاحقت النجم والتميمي وأطلقت النار على سيارتهم الا انها لم تصبهم بأي أذى.
ويعد النجم والتميمي، من الناشطين الشباب في خيمة الاعتصام المفتوح التي استمرت ستة عشر يوما والتي تم إزالتها بعد الاعتداء على المعتصمين وتهديدهم بالقتل وكذلك تخلي القوات الأمنية عن حمايتهم.
الى ذلك، كتب الناشط المدني كاظم السهلاني، على صفحته في فيسبوك، "حيدر العبادي هل تعرف ماذا يحاك لمتظاهري البصرة"، مشيرا الى "مؤامرات تشترك بها جهات تابعة للحكومة الاتحادية ضد الناشطين".
وتساءل "هل تعرف ام انهم يستغفلونك"، مردفا "بكلتا الحالتين ان تجاهلت ما يحدث في البصرة فلن يرحمك التاريخ".
يذكر أن التظاهرة هي الخامسة من نوعها التي تشهدها البصرة خلال الشهر الحالي، فقد خرجت تظاهرة أولى مشابهة في (31 تموز)، و(7 آب)، وفي (14 آب) و(21 اب) على التوالي، شارك في كل التظاهرات آلاف المواطنين الذين طالبوا بتحسين الخدمات الأساسية والنهوض بالوضع الاقتصادي واجراء اصلاحات حكومية جذرية في مقدمتها إقالة ومحاسبة المسؤولين الفاسدين والفاشلين.
وأيضا شهدت المحافظة خلال الشهر الماضي والحالي، تظاهرات متفرقة أقل زخما تركزت في الأقضية والنواحي، ومنها أقضية الزبير وأبي الخصيب والفاو والقرنة ونواحي أم قصر وسفوان والهارثة.