وفي النجف تظاهر الآلاف وسط المدينة، الجمعة الماضية، للمطالبة بإطلاق حزمة إصلاحات اكثر "فاعلية وتأثيراً"، وفيما انتقدوا إصلاحات رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي ووصفوها بالـ"خجولة"، دعوا الى إقالة رئيس مجلس القضاء الأعلى مدحت المحمود ومحاسبة المفسدين.

وقال ناشطون ومشاركون في التظاهرة تحت مجسرات ثورة العشرين وسط المحافظة، ان المطالب التي اطلقها المتظاهرون في جمعهم السابقة، لم تجد طريقاً للتنفيذ والاستجابة، معتبرين ان حزمة الاصلاحات التي اطلقتها الحكومة مؤخراً لم تلب احتياجات المواطنين، والاجراءات المتبعة في تنفيذها ما تزال خجولة.

وجدد المتظاهرون المطالب بـ"إقالة رئيس القضاء الاعلى مدحت المحمود ومحاسبة الفاسدين والكشف عن ملفاتهم"، مبينين ان "الواقع العراقي يحتاج الى حزمة اصلاحات جديدة تكون ذات تأثير أكبر في احداث التغيير المطلوب لتطهير المؤسسات الحكومية من السراق وعديمي الكفاءة".

ولم يخف بعض المتظاهرين من مشاعر الاستياء جراء "التقصد من قبل البعض، في تسويف مطالب المتظاهرين وتغييب الاحتياجات الحقيقية لهم"، مشيرين الى انه "كان من المفترض أن تكون اصلاحات العبادي اكثر جرأة وقوة"، حيث شهدت "جمعة الانذار الاخير للعبادي"، شعارات تطالب بتنفيذ الاصلاحات بشعار "وين الوعد ياعبادي".

وعبر كثير من المحتجين عن غضب من سير اصلاحات رئيس الوزراء بشكل بطيء، وعدم استفادته من الضغط الشعبي على الكتل السياسية، مشيرين الى انهم "منحوا العبادي تفويضاً لاطلاق الاصلاحات"، وطالب المتظاهرون بـ"محاسبة المفسدين واصلاح القضاء والكف عن عقد المؤتمرات وترديد الشعارات الرنانة التي لم يتلمس المواطن منها اية نتائج".

وندد المتظاهرون باختيار مجلس المحافظة لؤي الياسري لمنصب المحافظ، معتبرين القرار عودة الى نهج المحاصصة الحزبية التي ترفضها الجماهير وتطالب بدراسة السيرة الذاتية للمرشح بغض النظر عن موقعه الحزبي.

وشهدت التظاهرة مشاركة عدد غير قليل من عوائل شهداء الحشد الشعبي وشهداء سبايكر، مطالبين حكومة العبادي بضمان الحياة الكريمة لهم ولأطفالهم، فيما رفع المتظاهرون شعارات تنادي بالإصلاح وبناء الدولة المدنية "يلي نهبتونه نهب -- شعب النجف ما يلعب -- ثورة عراقية -- صرخة مشهدية -- اصلاحكم كله جذب"،، وسط اجراءات امنية مكثفة لحماية المتظاهرين.

وكانت محافظة النجف قد شهدت استمرار التظاهرات منذ 31 تموز الماضي، بمشاركة الآلاف من أهالي المدينة في كل يوم جمعة، للمطالبة بتحقيق الاصلاحات، والقضاء على الفساد ودعم الحشد الشعبي والتحقيق بحادثتي سبايكر وبادوش.