تظاهر المئات من مواطني محافظة البصرة، الجمعة، أمام مبنى ديوان المحافظة في ظل إجراءات أمنية مشددة، طالبوا فيها بتحسين الوضع الخدمي والنهوض بالوضع الاقتصادي، فضلا عن إجراء انتخابات خلال 90 يوما لإعادة تشكيل الحكومة المحلية، وفيما اكد ناشطون ان الشرطة اعتقلت عددا من النشاطين لأسباب مجهولة، نفت مديرية الشرطة في البصرة، احتجازها أي مشارك في التظاهرة التي خرجت قرب ديوان المحافظة، الا انها اعترفت باخذها تعهدات خطية من ثمانية متظاهرين في موقع التظاهرة بعد أن حاولوا "إثارة أعمال شغب".

وقال مراسل "طريق الشعب" في البصرة، ان التظاهرة، تميزت بحضور مكثف للقوى المدنية الديمقراطية ونشطاء سياسيين وهم يهتفون (كل الشعب ينادي وين الوعد يا عبادي) وحضور ملفت للنساء كما الشباب الذي كان لهم الدور الاساس وهم يهتفون (ثورة عدل واصلاح .. اعلنهه الشعب يا مدحدت المحمود ..اعلنهه الشعب العدل ما موجود .. اعلنهه الشعب)، و(خبز . حرية . دولة مدنية )، مؤكدين على الاستمرار في التظاهر إلى حين تنفيذ جميع المطالب واصلاح النظام السياسي.

وطالب متظاهرون بإقالة المحافظ ماجد النصراوي واختيار بديل مستقل له. وحذروا من تجاهل مطالبهم وتسويفها واللعب على تهديد المتظاهرين وقادة التظاهرات، كما طالبوا بإصلاحات حقيقية، وتحسين واقع الخدمات، وتأمين فرص التعيين للعاطلين عن العمل، وحل أزمة الملوحة واللسان الملحي في شط العرب.

وفرضت القوات الامنية طوقا حول مبنى ديوان المحافظة وقطعت الطرق المؤدية إليه. ولم يخرج أحد من المسؤولين لتسلم مطالب المتظاهرين حتى انتهت التظاهرة بشكل تدريجي.

وقال الناشط المدني عصام هاني سامي، إن القوات الأمنية اعتقلت 7 ناشطين في تظاهرات الجمعة، مضيفا ان المعتقلين اقتيدوا الى مركز شرطة العشار.

وقال مدير قسم الإعلام في مديرية شرطة البصرة، العميد كريم الزيدي، لوكالة "السومرية نيوز"، إن "قيادة الشرطة لم تحتجز أي متظاهر"، مبيناً أن "ثمانية متظاهرين حاولوا إثارة حالة من الشغب، ولذلك تم أخذ تعهدات خطية منهم في موقع التظاهرة بعدم التعدي على المؤسسات الحكومية أو القوات الأمنية، ثم غادروا المكان".

من جهته، قال المتظاهر ياسر علي، للوكالة نفسها، إن "المتظاهرين خرجوا للمطالبة بتحسين الخدمات الأساسية، وتخلصيهم من أزمة ملوحة المياه التي تسببت لسكان المحافظة في معاناة كبيرة، إضافة الى النهوض بالوضع الاقتصادي، وتوفير فرص عمل للعاطلين، وأيضا إيجاد حلول جذرية لأزمة السكن"، مضيفا أن "بعض المتظاهرين طالبوا بإقالة المحافظ ورئيس مجلس المحافظة، ومن ثم اجراء انتخابات خلال 90 يوما لاعادة تشكيل الحكومة المحلية".

بدوره، أكد المتظاهر ثائر محمد، إن "عدد المشاركين في التظاهرة أقل من عدد المتظاهرين الذين خرجوا يوم الجمعة الماضية"، معتبرا أن "تراجع عدد المتظاهرين لا يعني بالضرورة أن التظاهرات بلغت مرحلة النهاية، خاصة وأن مطالب المتظاهرين من أبناء المحافظة معظمها لم تنفذ لغاية الآن".