مجتمع مدني

رغم استخدام العنف المفرط واعتقال بعضهم المتظاهرون يكسرون حاجز التشدد الأمني

بغداد – طريق الشعب
كسر محتجون قادمون من مختلف مناطق بغداد، صباح يوم أمس، حاجز الإجراءات الأمنية المبالغ فيها، متجهين نحو أماكن التظاهرات المطالبة بإلغاء الرواتب التقاعدية للنواب والرئاسات الثلاث. ونظراً لاستخدام القوات الأمنية القوة المفرطة مع المتظاهرين لمنعهم من الوصول إلى ساحتي الفردوس والتحرير (مكان التظاهر المحدد مسبقاً) فقد لجأ آلاف المتظاهرين إلى التجمع قرب ساحة الأندلس والهتاف بمطلبهم.
غلق ساحتي الفردوس والتحرير
وبدأت بوادر التشدد الأمني، منذ مساء الأول من أمس الجمعة، حيث أغلقت القوات الأمنية جميع الجسور الرابطة بين الكرخ والرصافة، فضلاً عن وضع الأسلاك الشائكة في الشوارع المؤدية إلى ساحتي الفردوس والتحرير، وعلى بعد مئات الأمتار. وصدت قوات أمنية مدججة بالسلاح، كانت تحيط بساحة التحرير، جميع المحتجين الذين كانوا ينوون التجمع في الساحة، وكذا الحال قرب ساحة الفردوس. فيما منعت القوات الأمنية المنتشرة على الطرق الرابطة بين الساحات، تجمعات المتظاهرين المتفرقة من الالتقاء في ساحة الأندلس التي يتجمع فيها أكبر عدد من المتظاه?ين.
ضرب المتظاهرين في ساحة الطيران
وأفاد مراسل "طريق الشعب" الذي كان في قلب التظاهرات بأن عناصر الأمن قاموا بضرب عدد من الأشخاص في ساحة الطيران بشارع النضال، حاولوا عبور الأسلاك الشائكة للوصول إلى ساحة التحرير.
وأضاف أن القوات الأمنية حاولت اعتقال امرأة إلا أن بعض الشباب المتظاهرين منعوهم من ذلك، ما دفع رجال الأمن إلى ضرب المتظاهرين بالعصي والهراوات (الدونكي)، الأمر الذي تسبب بإضرار جسدية للعديد منهم.
ومن بين هؤلاء الشبان محمد عباس المصور الصحفي والناشط المدني، الذي انتشرت صورته في مواقع التواصل الاجتماعي، والدماء تسيل من رأسه، وآثار الضرب المبرح ظاهرة على جسده.
سلمية.. سلمية
ورغم أن المتظاهرين نادوا كثيراً بشعار "سلمية.. سلمية" كلما حاولت القوات الأمنية تفريقهم، إلا أن ضباط الأمن لم يتجاوبوا معهم، مؤكدين أكثر من مرة أنهم "عبد مأمور".. أي أنهم ملزمون بتوجيهات من قيادات عليا.
وحاولت عناصر الأمن، مراراً، اعتقال وضرب كل من يحمل كاميرا أو جهاز هاتف ذكي "موبايل" ليلتقط الصور، ما تسبب في بعض المشادات بين الأمن والمحتجين.
حملة اعتقالات
من جانبه أفاد، عضو اللجنة التنسيقية للتظاهرات شمخي جبر بأن القوات الأمنية بدأت حملة اعتقالات للمتظاهرين، بعد انتهاء التظاهرات مباشرة.
وقال جبر في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "القوات الأمنية أبعدتنا بالقوة عن الشارع المحاذي لوزارة الزراعة (قرب ساحة الأندلس) المؤدي إلى ساحة الفردوس، حيث تجمعنا هناك بسبب غلق الساحة".
وبيّن أن القوات الأمنية "أبعدتنا إلى ساحة الأندلس، لمسافة تزيد على 1000 متر"، معلناً أن "القوات بدأت بحملة اعتقالات لكل من حاول اختراق الأسلاك الشائكة، أو كل من قام بترديد هتافات".
وذكرت مصادر متطابقة أن نحو 20 متظاهراً تم اعتقالهم في أمكان مختلفة، أفرج عن بعضهم بعد ساعات من الاعتقال، بينما بقي آخرون مجهولي المصير، حتى ساعة إعداد هذا التقرير.
مناورة سلمية
وبعد أن ضيقت القوات الأمنية الخناق على المتظاهرين الذين بدأت أعدادهم في الاتساع، نتيجة التحاق مجاميع أخرى بهم، حرك المحتجون تظاهرتهم باتجاه شارع خلفي قرب مستشفى ابن النفيس.
وأقدم المتظاهرون على هذا التحرك بعد ان نزلت قوات "سوات" إلى مكان تجمهرهم، وتم استقدام عجلات رش المياه لغرض تفريقهم.وسار المتظاهرون، وهم يهتفون بمطالبهم، صوب تقاطع 52 قرب وزارة التعليم العالي، ومن ثم توجهوا إلى ساحة الأندلس، حيث استقرت التظاهرة هناك قبل أن تنتهي.