مجتمع مدني

التيار الديمقراطي يحذر من تداعيات الضربة الامريكية

التيار الديمقراطي يحذر من تداعيات الضربة الامريكية

ويجدد التزامه بتأييد تطلعات الشعب السوري الى نظام ديمقراطي تعددي

 

اندفعت الاحداث السورية هذه الايام الى حافة مواجهة خطيرة شاملة على خلفية استخدام السلاح الكيمياوي في الصراع  بين النظام الحاكم وقوى المعارضة المسلحة وسقوط الاف القتلى والجرحى من المدنيين، ثم إعلان عزم الولايات المتحدة على توجيه ضربة عسكرية عقابية الى منظومات الدفاع والامن السورية، بما يغيّر مجرى الحرب الداخلية ويقلب موازين القوى بين اطرافها، ويخلق معادلات جديدة على المستويين السوري والاقليمي، فضلا عما يترتب على ذلك من نشاط وتأثير لقوى التطرف والارهاب والطائفية والجريمة المنظمة، وعما يصب في صالح سياسات الصلف والعدوان والتمدد الاسرائيلية.

وفي هذا السياق يلوح في الافق، وخلال تداعيات الضربة الامريكية الوشيكة، المزيد من حالات اللجوء الى السلاح المحرم وتنظيم الابادة الجماعية للسكان، وزياة اعمال التخريب والتدمير والانتقام الطائفي وموجات النزوح الجديدة وتفكيك البنى التحتية للدولة، وكل ذلك سيؤدي الى تعقيد اعادة بناء ومعافاة هذا البلد الشقيق، وصعوبة اعادة اللحمة الى نسيجه الوطني، واعادته الى مكانته في النظام الامني والسياسي والاقتصادي الاقليمي.

وهذا فضلا عن المخاطر الجدية  لتوسع اشكال وجسور التدخل الاقليمي والدولي لفرض مسارات على مستقبل سوريا ونظامها السياسي، وتنامي الاملاءات الخارجية على ارادتها الوطنية، وتحول البلاد الى بؤرة للمشروع الارهابي الدولي، وايضا الى ملعب لتصفية الحساب بين المتصارعين على النفوذ في المنطقة، ونشوء الجماعات المحلية التي تقوم بدور الوكيل لهذه الدولة او تلك، وكل ذلك سيضاعف الكلفة البشرية والمادية لبناء دولة سورية دستورية ديمقراطية مسالمة، وهو الخيار الذي اندلعت من اجله حركات الاحتجاج المليونية الشعبية وخاضت القوى المدنية والديمقراطية الحيو سلسلة مديدة من المعارك لتحقيقه ولانهاء نظام الحزب الواحد التسلطي البغيض.

ان شظايا هذا الانزلاق ستقع على العراق، في المقام الاول، للتداخل التاريخي، البشري والسياسي والجغرافي والامني بين البلدين والشعبين، الامر الذي كان يتطلب اتخاذ موقف عراقي وطني يوحد المجتمع وقواه وحكومته ويضع مصلحة البلاد وامنها في قلب خطط وسياسات التعامل مع الاحداث السورية، ويسعى الى تقديم المساعدة للشعب الشقيق ويتصدى لقوى الارهاب والجريمة والطائفية ولضغوط الدول المجاورة، غير ان القوى المتنفذة في المعادلات السياسية سقطت في الانانية المصلحية والاعتبارات الطائفية والفئوية، وراحت كل جهة تتحيز الى فريق من الفرق السورية المتصارعة، فيما اضطرب الموقف الرسمي الذي اعلن حياديته وتحبيذه للتسوية السياسية للصراع، وعجز عن ترجمة هذا الموقف الى الواقع على الارض.

ان قوى وشخصيات التيار الديمقراطي إذ تحذر من تداعيات الضربة الامريكية العسكرية قيد التنفيذ تجدد التزامها بتأييد تطلعات الشعب السوري الى نظام ديمقراطي تعددي ينهي كل اشكال التسلط والتمييز، وتدعو الى منع سيطرة الجماعات الارهابية الاجرامية على مفاتيح امنية وعسكرية في معادلة المستقبل السوري، وتدعو الى بناء موقف عراقي وطني موحد يقوم على التزام مصلحة الوطن، وتبني خيار الحل السلمي للازمة السورية ومنع التدخل الخارجي في شؤون البلد الشقيق.

 

المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي العراق

1 ايلول 2013