مجتمع مدني

ناشطون في الحراك التقوا الاشتراكي الهولندي

غالي العطواني
ضيّفت اللجنة الثقافية لمقر اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، الأربعاء الماضي، وفد ناشطي الحراك المدني، الذي التقى اليسار الهولندي نهاية أيار الماضي.
أقيمت الجلسة على قاعة الصراف في مقر الحزب الشيوعي العراقي في ساحة الأندلس، وحضرها أعضاء قيادة الحزب د. عزت أبو التمن وبسام محيي ود. أيوب عبد الوهاب، وحشد من الشيوعيين والناشطين المدنيين.
مديرة الجلسة، الناشطة بسمة كاظم، أشارت في مستهل حديثها إلى ان مهمة الوفد كانت تتمثل في نقل صورة الحراك الجماهيري في العراق إلى الإعلام الأوربي، عبر الحزب الاشتراكي الهولندي.
وتحدث الناشط زيد عبد الكريم، أحد أعضاء الوفد، عن الزيارة إلى هولندا، فذكر ان سكرتير الحزب الاشتراكي الهولندي هانز فان هيننكن، كان في استقبالهم في المطار، وانهم التقوا هناك أيضا بقيادات الحزب وممثليه في البرلمان الهولندي، وان الطرفين تبادلا وجهات النظر حول الحراك الجماهيري في العراق، والأسباب التي دعت إلى انطلاقه، والسبل الكفيلة بتطويره والتحشيد له.
وقال عبد الكريم أنهم التقوا أيضا سكرتير التنظيم الشبابي في الحزب، واطلعوا على فعاليات "الشبيبة الحمراء" التابعة له، ونشاطاتها السياسية والاجتماعية. كما انهم التقوا بأبناء الجالية العراقية، وقدموا لهم شرحا موجزا عن الحراك الجماهيري وسبل تطويره.
أما الناشطة انتصار الميالي، وهي من أعضاء الوفد، فقد قدمت نبذة عن الحزب الاشتراكي الهولندي، وعن ايديولوجيته، مبينة انه تحول من حزب احتجاجي صغير، إلى قوة سياسية من دون أن يتخلى عن خطه الايديولوجي، ثم ازدادت شعبيته في الوسط الجماهيري، واستقطب أعدادا كبيرة من الناخبين، وحصل على 15 مقعدا في البرلمان الهولندي.
وأشارت الميالي إلى ان الوفد اطلع الحزب الاشتراكي على التحديات التي تواجه الحركة الاحتجاجية في بغداد والمحافظات الأخرى، وأشار إلى المضايقات الامنية وكيفية التعامل معها بطرق سلمية تعكس الصورة الحضارية للتظاهر، وتساهم في ديمومته واستمراره، وصولا إلى تحقيق مطالب الشعب في الحياة الكريمة وتوفير الخدمات والامن ومكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين، وبناء دولة المؤسسات. ولفتت إلى ان الوفد المشارك عمل على نقل الصورة الحقيقية للتظاهرات، بعيدا عن التزييف الإعلامي الذي كان يحاول دوما التقليل من اهمية الاحتجاج كأسلوب من أساليب التغيير السلمية.
من جهته تحدث عضو الوفد فيصل نصر، عن العلاقة بين الحزب الشيوعي العراقي والحزب الاشتراكي الهولندي، مشيرا إلى انها تمتد إلى ما قبل 2003، من خلال اللقاءات العديدة المتبادلة، سواء في كردستان أو في هولندا، ومتطرقا إلى هيكلية التنظيم في اليسار الهولندي.
وأشار نصر إلى ان الإعلام الأوربي لم يسلط الضوء على الحراك الاجتماعي العراقي، الأمر الذي دعا الوفد إلى اللقاء بالحزب الاشتراكي الهولندي، لينقل له صورة عن عمل الحراك، ودوره في المطالبة بالحقوق المشروعة وبالإصلاح السياسي والقضاء على الفساد، لافتا إلى ان الحزب الاشتراكي اعرب عن تضامنه مع المتظاهرين العراقيين، وتسليط الضوء على نشاطهم.
وبيّن نصر ان لقاءات مثمرة جرت بين الوفد والكوادر النقابية في نقابات العمال الهولندية، مشيرا إلى ان أعضاء الوفد زاروا اللجان المحلية للحزب الاشتراكي في المدن الهولندية الكبرى، واطلعوا على نشاطاتهم، وعملهم في التحشيد الجماهيري، وفعالياتهم الميدانية.
وفي سياق الجلسة قدم عدد من الحاضرين مداخلات، وطرحوا أسئلة أجاب عنها الضيوف بصورة ضافية.