مجتمع مدني

1.5 مليون نازح عادوا إلى منازلهم يواجهون محناً

طريق الشعب
أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين، أمس السبت، إجلاء أكثر من 1500 نازح من حي المأمون في ساحل الموصل الأيمن بمحافظة نينوى.
وكشفت منظمة دولية تابعة للأمم المتحدة عودة 1,5 مليون نازح إلى مناطقهم لكنهم يواجهون مصاعب تدمير البنية التحتية والمنازل والممتلكات وفقدان مياه الشرب والغذاء والرعاية الصحية والمأوى وفرص كسب العيش.
نازحو الجانب الأيمن
وقال وزير الهجرة والمهجرين، جاسم محمد الجاف، في بيان، تلقت "طريق الشعب" نسخة منه، ان "فرق الوزارة الميدانية استقبلت اليوم 1508 نازحا من منطقة حي المأمون في الجانب الايمن من الموصل الى مخيمي جدعة الرابع ومدرج المطار في ناحية القيارة "، مشيرا إلى أن "هذه الوجبة تعد الأولى من نازحي أيمن الموصل". وأضاف، ان "فرق الوزارة بقيادة وكيل الوزارة جاسم العطية قامت بتقديم المساعدات والاحتياجات الضرورية للنازحين متمثلة بالعينية والغذائية والصحية الى جانب الاحتياجات المنزلية حال وصولهم ودخولهم مخيمات الوزارة".
عائدون إلى ديارهم
من جهتها، قالت المنظمة الدولية لشؤون اللاجئين في تقرير نشرته أمس الأول الجمعة واطلعت عليه "طريق الشعب" انه بناء على عودة النازحين إلى مجتمعاتهم، فإنهم يواجهون مجموعة من المصاعب جراء الأزمة الحالية ، بما في ذلك تدمير البنية التحتية والمنازل والممتلكات حيث ان هناك قلقا مستمرا في الحصول على الخدمات الأساسية، بما في ذلك توافر مياه الشرب والغذاء والرعاية الصحية والمأوى وفرص كسب العيش.
بنى تحتية مدمرة وبيوت محروقة
وأشارت إلى انه خلال تقييم المجتمع المحلي في المناطق التي استعيدت من داعش، التقى موظفي المنظمة الدولية للهجرة بالكثير من العراقيين العائدين الذين تضررت منازلهم؛ فالأغلبية منهم يقيمون مع أقاربهم أو جيرانهم، وبعضهم يعيشون في خيام بجوار منازلهم. فبسبب المعاناة والانفاق الناجم عن حركات النزوح والعودة، فقد تكون تكلفة إصلاح المنزل باهظة بالنسبة لكثير من الأسر وغالبا ما تشمل الأضرار الغرف المحروقة، وفتحات في الأسقف، وانقطاع وصول مصدر المياه.
دعم مكتب الكوارث الخارجية الامريكي
واستجابة لاحتياجات المأوى، تقوم المنظمة الدولية للهجرة بإعادة تأهيل المنازل للأسر العراقية العائدة والمتضررة وذلك من خلال الدعم المقدم من مكتب مساعدات الكوارث الخارجية للولايات المتحدة فعملية إعادة التأهيل هذه تمكن الأسر من التحرك بأمان والعودة بصورة دائمة إلى منازلهم.
يؤهل هذا المشروع إصلاحات للمنازل المتضررة أو المدمرة جزئيا، وإعادة التأهيل تشمل على الأقل غرفة واحدة، تركيب الأبواب والنوافذ والتركيبات الأساسية للمياه وتسهيلات الصرف الصحي. ووفقا لحجم الأضرار التي تعاني منها الأسر وأوضاع المأوى يتم اختيارهم وإعطاؤهم الأولوية، مع إيلاء اهتمام خاص للأسر التي ترعاها أو تقودها نساء. وبدأت المرحلة الحالية للمشروع في كانون الأول 2014 وشملت 200 منزلا في محافظة ديالى (شمال شرق) وفي تكريت والعلم والدور في محافظة صلاح الدين (غرب) حيث اكتمل عمل تأهيل المنازل بنسبة 40 في المائة. كما سيتم إعادة تأهيل المنازل المتضررة في منطقة القيارة لمساعدة الأسر العائدة وشملت المرحلة السابقة من مشروع مكتب المساعدات الامريكي تأهيل دور لمصلحة 2800 شخص .
دعوة إلى توسيع التمويل لمساعدة العائدين
وذكر رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في العراق توماس لوثر فايس "وفقا لزيادة حركات العودة في العراق، من الضروري توسيع نطاق الاستراتيجيات والتمويل لمساعدة العائدين. يعتبر توفير المأوى هو الأولوية الرئيسة. ويسر المنظمة الدولية للهجرة تقديم خدمات دعم المأوى لآلاف الأسر العراقية بالتعاون مع الحكومة العراقية والجهات المانحة لتعزيز ودعم العودة المستدامة على المدى البعيد ".
ويشمل مشروع مكتب مساعدات الكوارث الخارجية للولايات المتحدة أيضا تحسينات المأوى لمساعدة الأسر النازحة التي تعيش في المباني غير المكتملة والمدارس والمباني الدينية، وغيرها من ترتيبات المأوى غير المناسب.
ففي عام 2016 استفادت أكثر من 700 عائلة في محافظات بغداد والنجف وكربلاء وبابل والقادسية وواسط من أعمال تأهيل وتحسين مأوى الطوارئ، التي نفذت من قبل المقاولين وموظفي المنظمة الدولية للهجرة. أما هذه المرحلة أي لعام 2017 فأنها ستساعد أكثر من 600 عائلة تعيش في مأوى غير مناسب.
و باعتبار أن المنظمة الدولية للهجرة واحدة من أكبر الشركاء في مجال المأوى في العراق، ساعدت المنظمة أكثر من 10 الاف عائلة عراقية في عام 2016 من خلال دعم المأوى بما في ذلك عدة تأهيل مأوى الطوارئ، ومجموعات مأوى الطوارئ وإعادة تأهيل المنازل وإصلاحها وكذلك اصلاح ترتيبات المأوى غير المناسب.
استمرار النزوح بسبب معارك الموصل
ووسط استمرار النزوح الناجم عن عمليات الموصل وكذلك النزوح المستمر لأكثر من 3 مليون عراقي في جميع أنحاء العراق، هناك آلاف العراقيين يختارون العودة إلى ديارهم. ووفقا لبيانات المنظمة الدولية للهجرة لتتبع النزوح في العراق هناك أكثر من 3 مليون عراقي نازح وأكثر من 1,5 مليون عراقي عائد في الفترة ما بين كانون الثاني عام 2014 إلى منتصف شباط عام 2017.
وتشير الأرقام الخاصة بحركة العودة في مختلف المحافظات العراقية بحسب عدد الأفراد الى : الانبار (702,700) وصلاح الدين (375,000 ) وديالى (202,100)، نينوى (186,400)، بغداد (21,000) وأربيل (29,000 ) وكركوك (3,400).
وتغطي هذه الأرقام حركات العودة في 16 شباط الحالي حيث تظهر زيادة في الأرقام مقارنة ببيانات 2 شباط السابقة بأكثر من 32,700 شخص في محافظة الانبار، 17,800 شخص في نينوى، و 800 شخص في ديالى.
وهناك أكثر من 161,000عراقي مستمرين في النزوح نتيجة لعمليات موصل العسكرية التي بدأت في 17 تشرين الأول الماضي. وإجماليا نزح قرابة 224,000 فردا خلال عمليات تحرير الموصل العسكرية، وعاد أكثر من 62,000 إلى ديارهم. فغالبية النازحين في الوقت الراهن (أكثر من 150,000) هم ضمن محافظة نينوى.