مجتمع مدني

نازحو الموصل يتجاوزون 430 الفا وداعش يستهدف الفارين ويعدمهم ليلا

طريق الشعب
أعلنت وزارة الهجرة، امس السبت، ارتفاع اعداد النازحين من الموصل منذ انطلاق عمليات تحرير المدينة، الى اكثر من 433 الف نازح، مبينة ان اكثر من 200 الف نزحوا من الساحل الايمن فقط، وفيما كشف شهود عيان عن قيام التنظيم الارهابي باستهداف الفارين من ايمن الموصل ليلا، ذكرت مصادر اقدام التنظيم على اعدام 122 مدنيا من حيي الرفاعي و17 تموز.
وفي حين تسببت الامطار في اغراق مئات الخيم في مخيمات النازحين في محافظة الانبار، اشارت اللجنة العليا لإعادة نازحي ديالى، الى تأجيل عودة 400 أسرة نازحة الى منازلها كان يفترض ان تعود اليوم الاحد.
احصائية جديدة
قالت دائرة المعلومات والبحوث في وزارة الهجرة، إن "أعداد النازحين من مناطق الساحل الأيمن لمدينة الموصل ارتفعت إلى 201.275 شخصا منذ انطلاق عمليات تحرير الجانب الأيمن للمدينة في (١٩ شباط ٢٠١٧)"، مشيرة الى "إيواء 86 الفا و235 شخصا في مخيمات الجدعة والحاج علي ومدرج المطار في ناحية القيارة و39 الفا و314 في مخيمات الخازر وحسن شام وجه مكور و3255 بمخيمات النركزلية التابع لمحافظة دهوك".
وأضافت، "تم إيواء 72 الفا و471 في داخل المناطق المحررة بالساحل الأيسر لمحافظة نينوى و كوكجلي"، مبينة أن "حصيلة ما استقبلته فرق عمل الوزارة من محافظة نينوى بلغ 376 الفا و435 نازحا والحويجة 40الفا و608 والشرقاط 16 الفا و813، ليكون مجمل أعداد النازحين منذ البدء بعمليات تحرير نينوى قد بلغ 433 ألفاً و856 نازحاً موزعين على المناطق الآمنة شرقي المحافظة وجنوبها".
وكان وزير الهجرة والمهجرين جاسم محمد الجاف أعلن، الاثنين (20 آذار 2017)، نزوح 355 ألف شخص من جانبي الموصل الأيسر والأمين منذ بدء عمليات تحرير المدينة في شهر تشرين الأول من العام الماضي، مشيرا إلى إعادة 81 ألف نازح منهم إلى مناطقهم المحررة في ساحل الموصل الايسر ومناطق جنوب نينوى.
استهداف المدنيين الفارين
قال مدنيون فروا من الجزء المحاصر في مدينة الموصل، ان مسلحي تنظيم داعش يفتحون النار على الرجال والنساء والأطفال أثناء محاولتهم الهرب تحت جنح الظلام.
وخاض آلاف في الطين وقد استبد بهم الإرهاق والجوع وهم يسيرون بجوار مبان مدمرة وأرصفة محطمة للوصول إلى نقطة تفتيش للجيش.
وحمل البعض حقائب أو أمتعة فيما فر آخرون وليس معهم سوى ملابسهم التي عليهم. وجاؤوا مترجلين أو مكدسين في عربات خشبية في حين دفع البعض أقاربهم في كراس متحركة. وفقا لتقرير نشرته وكالة "رويترز".
وقال ضابط مخابرات يرتدي زيا أسود إن نحو ستة آلاف شخص وصلوا يوم الخميس كما تدفق عدد مماثل تقريبا يوم الجمعة منذ الرابعة فجرا بالتوقيت المحلي.
ومع شعورهم بالارتياح لوصولهم الى نقطة التفتيش وصف بعض أولئك الفارين كيف أنهم عرضوا أنفسهم للنيران أثناء هروبهم.
وقال فارس خضر من حي الآبار "القناصة محترفون ولا يهمهم شيء. أي شخص يتحرك يقتلونه".
لا غذاء ولا ماء
وصف عمر، وهو ميكانيكي سيارات، الحياة تحت حكم داعش.
وقال "منتهى الصعوبة. لا غذاء ولا ماء. هم يقتلون الكثير من الناس. يقتلون أي شخص يخرج .. يقتلونهم في الشوارع". وتابع قائلا وهو يحمل ابنه الصغير على كتفه "ليس لدينا مال. عانينا لثلاث سنوات".
دفع سلوان (19 عاما) شقيقته نور (21 عاما) المصابة بالشلل والصمم لأكثر من ساعتين على كرسيها المتحرك للوصول إلى بر الأمان بعد أن تعرض بيتهم للتفجير. وقال إنهم تعرضوا لطلقات نارية أثناء الرحلة الشاقة.
وتصبب العرق من وجه خالد خليل وهو يقطع بصعوبة الأمتار الأخيرة من الطريق الذي تتناثر فيه الأنقاض وقد تدلى ابنه على كتفه بينما تسير زوجته وأطفاله الثلاثة خلفه. ولم يكن معه معطف ولا حقائب ويلبس في قدميه المتسختين بالطين نعلا من البلاستيك.
وقال خليل (36 عاما) الذي كان نجارا لكن متجره تعرض للتدمير "أتيت هكذا. سنحت لنا الفرصة فهربنا... نتنقل منذ الأمس. نحن متعبون جدا لكننا الآن في أمان".
مجازفة
جاءت سيارة جيب تقل رجلا مصابا على محفة. كان راقدا على الأرض بجوار مبنى مهجور.
وحمل بشار حازم (43 عاما) وعلي (29 عاما) شقيقهم معن (32 عاما) طوال الليل بعد أن أصيب بطلقة في الفخذ الأيمن قبل عشرين يوما.
وقال بشار "لم يكن لدينا طعام. لهذا قررنا المجازفة بالهرب". وقاموا بالفرار مع مجموعة كبيرة في الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة. لكن مسلحي داعش بدأوا يطلقون النار عليهم فتفرقت المجموعة. وشاهدوا ثلاث نساء أصبن بطلقات في الساق. وقال علي "حتى إن كنت مصابا يطلقون عليك النار. عائلتنا لا تزال في الداخل لكنهم سيأتون قريبا بإذن الله".
اعدام فارين
أفاد مصدر محلي في محافظة نينوى، امس السبت، إن "تنظيم داعش الإرهابي أقدم اليوم (امس) على إعدام 122 مدنيا، كانوا قد فروا من أحياء الرفاعي و17 تموز".
وأضاف، أنه "تمت عملية الإعدام في أودية حي الاقتصاديين".
غرق مخيمات
وفي سياق متصل، قال مدير دائرة الهجرة والمهجرين في محافظة الأنبار، محمد رشيد، في تصريح صحفي، إن "الامطار الغزيرة التي سقطت على مناطق محافظة الانبار، الخميس، أدت الى تضرر أربعة مخيمات في المحافظة"، مبينا أن "تلك المخيمات هي مخيم 18 كيلو غرب الرمادي، ومخيم بالخالدية ومخيمان في المدينة السياحية". وأضاف رشيد، أن "عدد الخيم التي تضررت في جميع تلك المخيمات بلغت نحو 500 خيمة"، لافتا الى أن "كوادر دائرة الهجرة والمهجرين بالأنبار وبمساندة حكومة الانبار باشرت بإعادة تلك المخيمات المتضررة".
تأجيل عودة 400 اسرة
وفي ديالى، قال نائب رئيس اللجنة العليا لإعادة نازحي ديالى، امس، إن "اللجنة قررت تأجيل عودة 400 أسرة نازحة الى منازلها في قرى شمال قضاء المقدادية، (35 كم شمال شرقي ب‍عقوبة)، بعد أن كانت عودتها مقررة الأحد (اليوم)". وأضاف السعدي، أن "التأجيل جاء لأسباب تنظيمية تتعلق بترتيب أسماء العوائل المشمولة بالعودة في قوائم موحدة"، مبينا أن "عودة الأسر ستتم في غضون أيام قليلة بعد إكمال الإجراءات". وكان عضو مجلس ديالى حقي الجبوري اعلن في وقت سابق، الموافقة على عودة 400 أسرة نازحة الى منازلها الى قرى شمال المقدادية، موضحا أن موعد العودة هو اليوم الأحد