مجتمع مدني

على هامش الذكـــرى الثالثة والثمانين لتأسيس حـــزبنا .. لقاء مع الرفيقة سهام عريبي / طالب عاشور

إلتقت "طریق الشعب" بالرفیقة سهام عربي ساچت وهي من عائلة شیوعیـــة،
ولدت وترعرعت في مدینة الناصریة، التي وصفتها الرفيقة بأنها "مدینة الفن والمثقفین"، والحاضنة التي إنبثقت منها مبادئ حزب الكادحین، حزب شغیلة الید والفكر، الحزب الشیوعي العراقي.
إنحدرت من عائلة من إصول عمالیة، كان جدها حداداً، ووالـــدها عاملاً إمتهن صیاغة الذهب.
تقول الرفیقة سهام:
أمضيت معظم طفولتي مع أخي الكبیر المرحوم الأستاذ سلیم عريبي وخصوصاً بعد فصله من مهنة التدریس كمعلم بسبب إنتمائه السیاسي، ولأنه كان وطنیاً. أما أخي نعیم فقد أعتقل في عام ١٩٦٣ بتهمة إنتمائه للحزب الشیوعي، ولاقى صنوف التعذیب قبل أن تبرئه المحكمة العرفیة بقیادة رشید مصلح.
وأخي أبو عمار"أمین" الذي كان منتمیا للحزب منذ ١٩٥٦ صار بفضل نشاطه المتمیز، سكرتیراً لمحلیة المنطقة الجنوبیة، وهو طبیب، وكان یعالج الفقراء المرضى والشیوعیین مجاناً.
وعندما كنت طفلةً صغیرةً، كنت أذهب مع والدتي وزوجات إخواني إلى رابطة المرأة العراقیة، وذلك في بدایة الستینات.
وأتذكر إسم المسؤولة آنذاك وكان إسمها ست (فاطمة) وهي معلمة، وكانت والدتي تصطحبني في التظاهرات النسویة، للمطالبة بحقوق المرأة، ومساواتها مع الرجل وكان عمري آنذاك لا یتجاوز الست سنوات.
كان لتأثیر بیئة العائلة الشیوعیة التي ترعرعت فيها الدور الكبیر، في حیاتي وفي نشأتي على الأفكار التقدمیة. وبسبب دعم أهلي وإخوتي، دخلت المدرسة الإبتدائیة، وتفوقت فیها على أقراني، ثم المتوسطة، وهنا بدأ مشواري مع السیاسة حیث إنتسبت إلى الشبیبة الديمقراطية، ثم إلى إتحاد الطلبة العام في الجمهوریــة العراقیة.. كنت ناشطة جداً في هذه المرحلة، وعند إنتقالي إلى المرحلة الإعدادیة، وقبل نهایة هذه المرحلة مُنحت عضویة الحزب في بدایة ١٩٧٥.
وكنت مراسلة للحزب أوزع البرید في مناطق مختلفة من الناصریة حتى وصلت أهوار الجبایش، حیث كنت دائماً أرتدي ألعباءة السوداء، وأخبئ البرید تحتها. وخلال فترة (الجبهة الوطنیة والقومیة التقدمیة) التي كنت أعتبرها نذیر شؤم على الحزب وكادره، كنت أذهب إلى بغداد لأحضر إحتفالیات الحزب، في ذكــــرى تأسیسه الخالدة، وألتقي بأعداد غفیرة من الرفاق.
وكنت أعمل في شركة نفط البصرة في تلك الفترة، وبدأوا بمضایقتي، فتركت عملي وإختفیت عن الأنظار، ثم عدت إلیها، بعد سقوط النظام الفاشي، ككیمیائیة تحلیل النفط.
وكنت أول إمرأة شیوعیة تزور محلیة البصرة بعد إنهیار النظام الدكتاتوري، وقد شاركت في كل فعالیات الحزب، وإحتفالاته، وحضرت الكثیر من الموسعات والمؤتمرات. ورُشحت عن طائفتي المندائیة في إنتخابات مجلس محافظة البصرة، ولم یحالفني النجاح، لقوة المد الدیني آنذاك. كما شاركت بالعدید من التظاهرات والإعتصامات الجماهریة سواء في العراق او في مملكة السوید، (بعد الهجرة القسریة إلیها)، من أجل إنهاء المحاصصة الطائفیة والقضاء على الفساد. نؤمن ونناضل من أجل التغییر.. وبناء دولة المؤسسات، نحو دولة مدنیة دیمقراطیة إتحادیة وعدالة إجتماعیة..
ودعت "طريق الشعب" الرفيقة سهام متمنية لها ولأخوتها الصحة والسلامة وطول العمر.