مجتمع مدني

التيار الديمقراطي العراقي: نحو تشكيل تحالف انتخابي واسع

بغداد – طريق الشعب
أكدت قوى وشخصيات التيار الديمقراطي العراقي ضرورة توحيد صفوفها في تحالف مدني ديمقراطي واسع، استعداداً لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة. جاء ذلك، خلال مؤتمر عقد في فندق المنصور ميليا ببغداد، صباح أمس الأول، حضره حشد واسع من قادة التيار الديمقراطي، فضلاً عن شخصيات مدنية ديمقراطية وإسلامية معتدلة.

افتتح المؤتمر بكلمة السيد فائق الشيخ علي الأمين العام لحزب الشعب، التي قال فيها أنه "على الرغم من كل ما جرى في بلدنا من تدمير وقتل ومصادرة للأرض، فإنه لا يمكننا ان نصب العتب واللوم على القوى والشخصيات السياسية الحاكمة، إنما نحن دعاة المدنية والديمقراطية والتحضر، نتحمل جزءاً من المسؤولية أيضاً، وذلك لغياب بعضنا عن الساحة السياسية، وتركنا إياها لغيرنا اولاً، ولتشتت وتفرق الموجود فيها ثانياً".
وأضاف: "إننا كقوى وشخصيات مدنية وديمقراطية نضعُ تجربتنا المتواضعة في التحالف الانتخابي وخوضنا غِمار الانتخابات أمام الآخرين، مثلما نطلب من الآخرين ان يضعوا تجاربهم أمامنا، ولنعمل سويةً، ونشكل تحالفاً انتخابياً مدنياً ديمقراطياً واسعاً، نشارك به في الانتخابات البرلمانية القادمة، بدلاً من ان نبقى مشتتين متفرقين، تتجاذب أطرافنا هذه الكتلة أو ذاك الائتلاف، ممن لا يجمعنا معها جامع، أو قاسم مشترك".
وتابع علينا أن "نكون شركاء حقيقيين في هذا التحالف، ومسؤولين مسؤولية مشتركة وجماعية عن اتخاذ القرارات، ولا فرق بين جهة واخرى، او شخص وآخر، الكل متساوون ومتكافئون في التمثيل والترشيح والقرار والقيادة. نتعاهد في ما بيننا على برنامج وشعار موحد، وعلى نظام داخلي منضبط يحكمُنا جميعنا".
وقال: "ولا نظنُّ مطلقا ان هناك ما يُفرقنا، فيما لو تنازل البعضُ منَّا عن بعض الحسابات والمصالح السياسية الضيقة، لان هموم الوطن المنتهك، والتضحية من أجل الشعب المحروم، وهدف بناء الدولة المدنية، وتطبيق العدالة الاجتماعية، وممارسة الديمقراطية الحقيقية، هي التي تجمعنا وتوحدنا".
وفي كلمة التحالف المدني الديمقراطي، قال د. علي الرفيعي إن "لقاءنا يأتي ضمن جهود بعض القوى والشخصيات الديمقراطية لمناقشة أزمة الوضع الرهن وسبل الخروج منها والتحديات التي تواجه إقامة الدولة المدنية الديمقراطية التي لا تعتمد المحاصصة الطائفية والاثنية منهجا وأسلوبا لعملها".
وأضاف أن "تحالفنا وكما يعلم الجميع بما فيهم الأحزاب المهيمنة على المشهد الراهن يتميز بكونه يضم أحزابا وقوى وشخصيات مستقلة تعكس صورة حيّة لنسيج المجتمع العراقي المتنوع الصور من مختلف القوميات والأديان والمذاهب".
وأوضح أن "مواجهة الإرهاب وتحقيق السلم الأهلي لا يتم من خلال مؤتمرات وندوات تشارك فيها نفس الأطراف المتنفذة. السلم الاهلي هو سلم مجتمعي يتحقق بمشاركة كافة الأحزاب والقوى والمنظمات والجمعيات والوجوه والشخصيات الاجتماعية المستقلة التي تؤمن بإقامة دولة مدنية ديمقراطية تقوم على اساس المساواة والعدالة الاجتماعية".
وأشار الرفيعي في كملته إلى: أننا لسنا في طريقنا إلى تحالف يخاصم فريقا محددا، بل نحن لدينا مشروع مدني ديمقراطي، بديلا عن المشروع الطائفي، هو مشروع يقوم على أساس المواطنة ويهتم بالتنمية البشرية ودعم المواهب والكفاءات من خلال إتاحة الفرص أمام الجميع على أسس عادلة بعيدة عن الدين او القومية او المذهب.
وتضمن المؤتمر جلسات حوارية في محورين أساسيين، الأول: أزمة النظام السياسي الحالي، أداره الأستاذ حسين درويش العادلي الكاتب والناشط السياسي، والثاني حول تحديات بناء الدولة المدنية، وأداره الرفيق جاسم الحلفي عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي.
وقدمت خلال المؤتمر العديد من المداخلات من قبل الحضور، تركزت على ضرورة أن لا يقتصر نشاط القوى المدنية والديمقراطية على العمل النخبوي بل يتعداه إلى العمل المجتمعي القادر على التأثير بشريحة واسعة من الجماهير.
كما شددت المداخلات على أهمية توسيع التحالف المدني الديمقراطي ليضم القوى المعتدلة التي لم تتورط بالأزمة الحالية، وليكون قادراً على مواجهة المشروع الطائفي.