مجتمع مدني

مندائيو البصرة يشكون منعهم من بناء موقع للطقوس الدينية على أرض عائدة لهم

طريق الشعب
كشف الزعيم الديني لطائفة الصابئة المندائيين في محافظة البصرة، أمس الأحد، عن منع الطائفة من بناء موقع لإقامة طقوس التعميد على أرض شاطئية تعود ملكيتها الى الطائفة، مبديا استغرابه من شق طريق وسط تلك الأرض.
وقال الشيخ مازن نايف لوكالة "السومرية نيوز" إن "الطائفة تمكنت بصعوبة بالغة، وبعد أعوام من المراجعات، من امتلاك قطعة أرض شاطئية تقع في منطقة كوت الجوع ضمن قضاء شط العرب، ودفعت مقابلها 90 مليون دينار، بمعنى ان الأرض لم تكن هدية كما يدعي البعض"، مبيناً أن "ما أثار استغرابنا وانزعاجنا هو منع الطائفة من بناء موقع للعبادة وإقامة الطقوس الدينية على تلك الأرض على الرغم من حصولنا على وثيقة (طابو)".
ولفت نايف الى أن "الاعتراضات التي عطلت بناء الموقع جاءت من دوائر البلدية والقائمقامية والموارد المائية"، مضيفاً أن "المشروع لا يتعدى بناء سلم حجري على الشاطئ، مع سياج يوفر الخصوصية للعوائل التي تشارك في طقوس التعميد، فضلاً عن بناء حمام وغرفة لتبديل الملابس، إلا اننا لم نتمكن من القيام بذلك".
وتابع الزعيم الديني للطائفة في المحافظة أن "ما أثار استغرابنا أكثر هو تبليط طريق عام اخترق قطعة الأرض وشطرها الى جزئين، وذلك حصل بعد استملاكنا القطعة قبل أشهر"، معتبراً أن "الطريق لم نعترض عليه طالما فيه منفعة عامة لأبناء البصرة".
من جانبه، قال المنسق الإعلامي لمجلس شؤون طائفة الصابئة المندائيين في البصرة لؤي الخميسي لـ السومرية نيوز، إن "قطعة الأرض هي ملك صرف للطائفة، ومن حقنا الطبيعي البناء عليها تحقيقاً للغرض الديني الذي أشترينا القطعة من أجله"، موضحاً أن "منع الطائفة من البناء في قطعة الأرض بذرائع واهية يعكس ضعف الاهتمام الحكومي بحقوق وشؤون الطائفة على مستوى المحافظة".
يذكر أن الديانة المندائية تعتبر من أقدم الديانات الحية في العراق، وأول ديانة موحدة في تاريخ البشرية، وبحسب مصادر تاريخية مختلفة فإنها نشأت في جنوب العراق، ومازال أتباعها يتواجدون في المحافظات الجنوبية، علاوة على منطقة الأهواز الإيرانية، كما يوجد عشرات الآلاف منهم في دول أوربية أبرزها النرويج وهولندا والسويد والمملكة المتحدة، حيث هاجروا إليها واستقروا فيها في غضون العقدين الماضيين.
وفي البصرة كان يسكن آلاف المواطنين المندائيين، لكن غالبيتهم هاجروا بعد عام 2003، ولا تتوفر إحصائية رسمية بعدد المندائيين في المحافظة، إلا أن التقديرات تفيد بوجود ما لا يزيد عن 200 أسرة معظمها تسكن في مناطق مثل الحكيمية والعباسية والجمهورية والطويسة، والأخيرة يقع فيها المندي (المعبد) الوحيد للطائفة في المحافظة.