مجتمع مدني

بيان اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق في مناسبة بدء العام الدراسي

اصلاح النظام التعليمي والتربوي جزء مهم من اصلاح العملية السياسية
نتقدم بأحر التهاني لزملائنا الطلبة في عموم العراق والمبتعثين في مناسبة بدء العام الدراسي الجديد 2017/2018 ، ويحدونا الأمل والتفاؤل الكبيران في ان نشهد سنة دراسية متميزة ذات طابع علمي رصين. كما نتقدم بالتهنئة الى الكادر التدريسي متطلعين الى ان يقوم بدفع عجلتي التربية والتعليم نحو الكفاءة والمهنيه العالية . كذلك ندعو زملاءنا الطلبة الى الالتحاق بمقاعد الدراسة مبكراً وشحذ الهمم لتحقيق التفوق العلمي والحصول على التأهيل المطلوب بما يساعد على المشاركة الفاعلة في عملية التنمية وبناء العراق الديمقراطي ، الآمن والمستقر .
يمر بلدنا بجملة من المصاعب والتحديات حيث الصراعات السياسية بين القوى المتنفذة الباحثة عن مصالحها الضيقة ، و يواجه عراقنا الحبيب كذلك أزمة مالية من اسبابها الاساسية أعتماد الحكومة على الأقتصاد الريعي وعدم أيجاد حلول لدرء الأزمة المالية وتنويع مصادر الدخل الوطني .
وإذ نتقدم بالتحية لقواتنا الامنية بكل صنوفها للانتصارات المتحققة ضد عصابات داعش الأجرامية والتوجه الى تحرير باقي المدن العراقية من براثنهم، نشير الى ان هذا النصر يؤكد ارادة وتصميم ابناء شعبنا على المضي قدما نحو بناء حياتهم ومستقبلهم بثقة واقتدار .
وفيما تبرز هذه الأيام قضية استفتاء اقليم كردستان التي اصبحت مشكلة يحاول اصحاب المصالح السياسية الضيقة الاستفادة منها وتأجيج الصراع بين ابناء شعبنا ، نؤكد على أهمية وضرورة الجلوس الى الطاولة والحوار للتوصل إلى حلول ملموسة وعاجلة، تكفل تجاوز الأزمة وتداعياتها متمنين على الأطراف كافة ان تتعامل معها بروح المسؤولية الوطنية والتوجه المخلص لمعالجتها بروح الشراكة والمواطنة، وبعيدا عن التصعيد والتأجيج والأجواء المتوترة .
أن بناء العراق الأمن المستقر مسؤوليتنا جميعا ،فبجهودنا المشتركة نتمكن من تحدي هذه المصاعب التي يمر بها بلدنا وغذ السير الى بناء عراق مدني ديمقراطي تسود فيه العدالة الاجتماعية .
ونحن نتوجه الى مقاعد الدراسة نؤكد على أهمية ان تضع الحكومة في سلم أولوياتها اصلاح نظام التعليم والتربية وكذلك دعمهما ، وان يعالج القائمون على هذا القطاع المشاكل التي حصلت في العام الدراسي الماضي. ومن ذلك وضع الخطط المناسبة لسير العملية التعليمية من دون ارباك ، اضافة الى معالجة مشاكل الطلبة النازحين وايجاد البديل المناسب لهم وتهيئة الظروف الدراسية التي تسهل عليهم تحصيلهم العلمي . ونؤكد على اهمية اعادة تأهيل جامعاتنا المحررة بالسرعة الممكنة لتستقبل طلبتها هذا العام ، وايضا يتوجب على وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العمل على استنفار جميع امكانياتها واستعداداتها اللازمة لاستقبال هذا العام الدراسي وتوفير افضل الظروف الملائمة لجعله عاما دراسيا متميزا في جميع مراحل الدراسة الجامعية .ونرى ضرورة مراعاة ظروف الطلبة في المحافظات المحررة، وان يتم توجيه الجامعات الى تسهيل اجراءات النقل والاستضافة لهم . ومطلوب ايضا من الوزارة الجدية في تنفيذ القوانين التي شرعها مجلس النواب الخاصة بتعيين حملة الشهادات العليا والخريجين الاوائل وان يكون ذلك ضمن اولويات الوزارة . وكذلك ندعو وزارة التربية الى الاستعداد بشكل كامل للعام الدراسي وتفادي المشاكل المتكررة بنقص المواد الدراسية ، ونقص الكادر التدريسي وازدواجية الدوام الثلاثي.
ونشدد في هذه المناسبة على حصانة الجامعات والمعاهد وحرمتها وابعادها عن التسيس وعن جميع اشكال التدخلات الاخرى وان تبقى صروحا للعلم والمعرفة .
ونشير الى خطورة التوسع العشوائي في قطاع التعليم الأهلي وتركه دون مراقبة وما يشهده من ارتفاع مخيف في الاجور الدراسية للجامعات والمدارس الاهلية، اضافة الى أرتفاع أجور الدراسة الحكومية المسائية والتعليم الموازي وعدم تحقيق نتائج جيدة في الامتحانات النهائية للعام الماضي
وفي هذه المناسبة نجدد دعوتنا الى عقد مؤتمر تعليمي و تربوي وطني لتبني ستراتيجية بناء النظام التعليمي والتربوي في بلدنا تشارك فيه الحكومة ومجلس النواب والمتخصصون والطلبة .
ايتها الزميلات.. ايها الزملاء
أن ما ننشده ونتطلع اليه لايمكن ان يبنى بعيداً عن وجود صوت طلابي موحد قادر على ان يضغط على مصدر القرار، لذا المطلوب منا اليوم كشريحة طلابية واعية وكمنظمات طلابية مهنية- وطنية ، ان نمارس حقنا الدستوري والقانوني في الضغط على المسؤولين عن قطاعي التربية والتعليم وبشتى الوسائل والطرق الدستورية والسلمية من اجل حياة طلابية حرة ومستقبل افضل وتعليم عالي الجودة ويتناسب مع المعايير الدولية .
يا جماهيرنا الطلابية، واذ نقدر عالياً جهود شريحة التدريسيين المخلصين لواقع التعليم وحرصهم على مستقبل افضل ، فنرى وجود جملة مطالب ملحة تتلخص في الآتي :
- مساعدة الطلبة النازحين وتخفيف العبء عن كاهل عوائلهم عبر توفير السكن المناسب، وتوزيع منح تعوضهم عما فقدوه، وتقديم المزيد من التسهيلات لنقل دراستهم الى الجامعات التي يرغبون الدراسة فيها.
- تعديل قانون المنح المالية ليشمل جميع الدارسين وتوزيع مبالغ المنحة بداية كل شهر.
- اجراء الانتخابات الطلابية، بعيدا عن الشكلية، بما يتيح حرية اختيار الطلبة لممثليهم في الاقسام والكليات وان يتمتعوا بدورهم المطلوب في هذا المجال .
- تقنين أجور الجامعات والمدارس الأهلية وكذلك الدراسة الحكومية المسائية والتعليم الموازي، التي تصاعدت بشكل خيالي، مما يشكل حاجزا أمام العديد من الزميلات والزملاء الراغبين في إكمال دراستهم.
- سن قوانين ووضع ضوابط وتعليمات بشأن "أستقلالية الجامعات " بما يحفظ حق الطلبة والجودة العلمية والمهنية , وعدم جعل الجامعات مرافق لنفوذ سياسي معين أو منطقة نهب وسلب للبعض.
- توفير وسائط النقل المجانية إلى المرافق الدراسية، ولا سيما وأن الوضع الأمني يغيب عنه الاستقرار.
زميلاتنا ... زملاءنا
نجدد دعوتنا لكم الى المزيد من العمل خدمة لبلدنا مع أمنياتنا بعام دراسي ملؤه النجاح والتفوق. كما نتوجه بالتحية إلى جميع أساتذتنا وإلى كل من يدعم المسيرة التعليمية في العراق.
اللجنة التنفيذية
اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق
بغداد – أيلول 17 20