مجتمع مدني

شباب مدنيون: الانطلاق نحو غد أفضل يبدأ بأستثمار طاقات الشباب

انتصار الميالي
يجمع غالبية المشاركين في مؤتمر الشباب المدني الثاني، الذي انعقد ببغداد في 22 كانون الأول، على جملة من التحديات التي يواجهونها، أبرزها البطالة والاستثمار غير المناسب لطاقاتهم، مطالبين بتشريع قوانين تساهم في حماية هذه الشريحة، سيما ما يخص الحريات، وداعين إلى الحرص على تطبيق التوصيات التي خرج بها المؤتمر من قبل القائمين عليه، بحسب استطلاع للرأي أجرته "طريق الشعب".
إعطاء الثقة للشباب
الطالبة الجامعية سلوى صلاح، ترى ان "مؤتمر الشباب المدني الثاني انطلاقة جديدة في البلد، تَحثُ على دور الشباب المدني المهم في المجتمع، وكذلك يُعتبر انطلاقة لحل جميع المشاكل التي يعاني منها كلا الجنسين، كونهما الفئة التي سوف تقوم بدفع البلد نحو الأفضل"، مضيفة، أن "من اهم الخطوات التي يمكن أن تدعم الشاب، هي الاصرار على ان الشباب هم لبنة المجتمع، ولولاهم لا يمكن أن يحصل أي تطور في جميع الجوانب، وكذلك تثقيفهم وتوعيتهم في مثل هذه المؤتمرات تَزيد الثقة لديهم، وايضا توفير جميع ما يحتاجه الشاب من دعم".
وكشفت سلوى أن "أبرز ما يعانيه الشاب المدني هو عدم توفر الفرص التي من خلالها يمكن أن يبرز رأيه وحريته المطلقة وعمله الفعال"، متمنية أن "يتم التعامل مع التوصيات بتنفيذها بأسرع وقت ممكن وعدم التغاضي عن أي توصية في المؤتمر، لان من خلال التنفيذ سوف يتم إنهاء العديد من المشاكل التي يمكن أن تواجهنا نحن كَشباب، والتي يتم تنفيذها من خلال المساعدة المتواصلة فيما بيننا والاستمرارية في متابعة جميع ما طرح من مشاكل في المؤتمر بعد انتهائه".
منصة ناجحة
افياء سلام، طالبة اعلام اذاعة وتلفزيون مرحلة ثانية، تعتبر ان "المؤتمر منصة ناجحة ويجسد امل الشباب لما لهم من دور فعال في بناء المجتمعات، ولما يمتلكون من طاقات هائلة تدفع عجلة التنمية الى الأمام، فضلا عن رغبتهم في التأثير الايجابي في جميع جوانب الحياة في بلادهم، سواء الفكرية او الفنية او الثقافية او التعليمية او السياسية"، مبينة انه "بات مهما اعطاء الشباب الفرصة لممارسة مواهبهم، فهي مليئة بالطموحات الهائلة، وسوف يكون هدرا كبيرا للموارد البشرية اذا لم يتم إعطاؤهم الفرصة، ومعالجة التحديات التي تواجههم، مثل تراجع التعليم والنمو السكاني الكبير والمعلومات والاتصالات والمخدرات، والبيئة غير الامنة، الى جانب بروز تحديات أكبر مثل البطالة والفراغ والضغوط الاقتصادية والامراض المستعصية، اضافة الى الازمات السياسية التي تهدد الشباب في تضييق حرية التعبير وتراجع حقوق الانسان وغياب العدالة، والتي تجعلهم امام صراع نفسي وقلق مستمر".
داعية الى "القيام بعملية تنمية القيادة لدى الشباب واعدادهم ليكونوا قادة عبر تعلم ادارة الذات وادارة الوقت وفن الاقناع وتوسيع القاعدة المعرفية حول بناء علاقات والتصرف في المواقف المختلفة والمشاركة في التخطيط والمتابعة والتقييم"، لافتة الى ان "الرؤية المستقبلية لدور الشباب ووظيفتهم تتركز على مستقبل الشباب في المجتمع اولا، ومستقبل المجتمع على يد الشباب ثانيا".
صناعة القرار السياسي
عضو اتحاد الشبيبة الديمقراطي، علي محسن، يجد ان "المؤتمر الثاني للشباب المدني خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح، خاصة ونحن نعيش مرحلة استثنائية تتزامن مع الانتصارات المتحققة على داعش، والبدء بمعركة أهم واكبر، وهي القضاء على الفساد، فهي من أهم الخطوات لدعم الشباب فكرياً لمعرفة الحقوق التي لهم والواجبات التي عليهم إزاء المجتمع، فاغلب شبابنا، وللأسف الشديد، مغيبون فكرياً وليس لهم إلمام بمطالبهم، والتي من اهمها معالجة ظاهرة البطالة والبطالة المقنعة، وفتح المصانع الوطنية مما يوفر فرص عمل كريمة لشريحة لا بأس بها من الشباب، وإشاعة روح العمل التطوعي وخلق تواصل دائم مع منظمات المجتمع المدني المعنية بالشباب، بما يدعم دورهم في صناعة القرار السياسي".
ويرى محسن، ان "التوصيات التي خرج بها المؤتمر تعتبر مسؤولية الجميع، وتبدأ من المؤتمر ولجنة متابعة التوصيات الى الشباب المشاركين في اعمال المؤتمر، ويمكن تحقيقها وتنفيذها بتشكيل لجان توزع عليها التوصيات وحسب التخصص والاهمية، وتكون مسؤولية كل لجنة اثنين الى ثلاث من التوصيات، ويكون إنجازها وفق مدة زمنية محددة، وبذلك نكون قد أنجزنا الكثير بجهود اقل".
انعدام فرص العمل
عضو اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، علي شغاتي، عبر عن فرحه بالمؤتمر واعتبره مؤتمرا ناجحا من حيث الحضور والنقاشات والمخرجات، وان كانت تحتاج للتنظيم بشكل أفضل، وجاء المؤتمر ليستعرض الشباب من خلاله ابرز مطالبهم، التي من شأنها دعم الشباب، ومن اهمها الضغط على البرلمان لإقرار قانون مجلس الخدمة الاتحادي، والضغط من اجل تغيير وإصدار تشريعات جديدة بما يحافظ على حرية التعبير".
ويكمل، ان "اهم ما يعانيه الشباب اليوم، هو انعدام فرص العمل، فنحن بحاجة ماسة الى تنمية المهارات والقدرات من اجل زجهم في سوق العمل، كذلك يواجه الشباب تحديا كبيرا، من خلال عسكرة المجتمع والضغط عليهم من خلال بعض القوانين التي تحد من حرية التعبير"، داعيا الى ان "تأخذ لجنة متابعة التوصيات في المؤتمر على عاتقها هذه المهمة والعمل على ترويج مخرجات المؤتمر اعلاميا وسياسيا من خلال فتح قنوات للاتصال مع الاعلام وايضا لقاءات مع اعضاء البرلمان ورؤساء الكتل البرلمانية وايضا الوزراء لتحقيق جزء مما نطمح اليه كشباب مدني".
الاهتمام بالتوصيات
ميثم النصراوي وهو شاب من محافظة بابل، شارك في المؤتمر، يقول ان "مؤتمرا شبابيا في ظل هذه الظروف التي يمر بها البلد خطوة أكثر من جيدة، ويجب ان يتم الاهتمام بالتوصيات التي خرج بها والعمل على تنفيذها، للتأكيد على دور وهمة الشباب"، مبنيا ان "الشباب يعيش ماس كثيرة، فالتعليم يتجه نحو الخصخصة بالإضافة إلى تفشي البطالة بين صفوف الشباب، لذا يجب الاهتمام بالعمل من أجل إصلاح واقع التعليم والحد من عمليات الخصخصة، فضلا عن الضغط على الحكومة لتطبيق قانون مجلس الخدمة الاتحادي، للحد من ازدياد نسبة البطالة بين الشباب، وتحكم الأحزاب في التعيينات وفق مبدأ المحاصصة، ودعم الشباب من خلال توفير الدعم للمشاريع الصغيرة التي يسعى الشباب للعمل فيها، من خلال توفير القروض المصرفية والتنسيق مع القطاع الخاص، الذي يسهم ايضا في امتصاص نسبة البطالة".
وقود للحرب
ويكمل ميثم القول: ان "الدولة ليس لديها اي مشروع تنموي يهدف الى وضع حل للمشاكل التي تواجه الشباب، والأحزاب الفاسدة التي تمتلك زمام السلطة والمال والنفوذ، وتسعى الى العمل على إضعاف الطابع المدني لدى الشباب، من خلال برامجها الطائفية، التي جعلت من الشباب وقود حرب لمشاريعها فضلا عن لعبة العولمة ودورها في تدمير اقتصاد البلد، والتي جعلت الكثير من الشباب يهاجرون خارج البلد".
ويتابع، ان "المؤتمر خرج بتوصيات يجب ان تكون على أرض الواقع وتنفيذها ليس بالأمر السهل، لذا يجب ان تكون هناك لجان في جميع المحافظات العراقية تعمل في إطار برنامج عمل يأخذ أشكالا متعددة في العمل على تنفيذ تلك التوصيات، من خلال ممارسة الضغط على الحكومات المحلية والمركزية لتنفيذ القوانين التي تسهم في حل المشاكل التي يعانيها الشباب".
فرصة لسماع آرائهم
علي خيون، ناشط شبابي من بغداد، يعتقد ان "المؤتمر جاء في وقت مهم وبسواعد نخبة من الشباب المدني وبعض المنظمات التي تعمل تحت سقف مدني رصين، ارتأت ان تتيح فرصة للشباب لطرح ابرز المشاكل التي يعانيها، مثل البطالة وسوء الخدمات والتضييق على الحريات، وهو فرصة لسماع آرائهم حول العملية السياسية والاجتماعية والاقتصادية والقضايا الاخرى التي تخص البلاد وتهدف الى الاصلاح والتغيير"، مشيرا الى انه "بهذا الشكل يستشعر الشباب ان لهم دور ولهم صوت يحفز من عزيمتهم على تطوير أنفسهم أكثر في الجانب الثقافي والسلوكي والاجتماعي".
ويكمل، ان "الشباب هم طاقة إنتاجية حيوية، وعليه يجب ان يكون في قمة هرم الاهتمام والمتابعة"، مبينا انهم "يواجهون البطالة التي جعلتهم ضحية عسكرة المجتمع، والتي حولتهم الى أداة للحرب، ما ساهم في جعل احلامهم لا تتعدى حمل السلاح والانخراط في الشرطة والجيش وبأعداد كبيرة".
ويرى ان "التوصيات التي خرج بها المؤتمر قد تساهم في معالجة هذه التحديات عن طريق رفعها الى الجهات المعنية بالشباب، وتعميم جميع المطالب الشبابية إلى أكثر عدد ممكن من المواطنين، حتى يكونوا على تصور تام لما يعاني منه وما يريده الشباب، وأين هي حقوقهم، التي من أبسطها الاحتجاج والتعبير عن الرأي والذي يعتبر سلوكا لابد من التعريف بأهميته في دعم الاصلاح ومكافحة الفساد.
رسائل الى الأمم المتحدة
عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر، ظهير الموسوي، بين ان "المؤتمر ناجح من حيث الحضور والتنوع، وهو نوع من انواع الاحتجاج، وهناك ضرورة لفتح قنوات مباشرة مع الحكومة ومجلس النواب، للضغط على أصحاب القرار السياسي من خلال تفعيل دورهم في المنظمات العالمية".
وأضاف الموسوي، ان "كثيرة هي المعوقات، لكن عزيمة الشباب وإرادته أكبر من اي عائق، وهو قادر على التغيير ومعالجة الكثير من الظواهر، وهناك حاجة ماسة للتواصل بين الشباب أنفسهم ومع منظمات المجتمع المدني والجهات الحكومية لمتابعة توصيات المؤتمر"، مشيرا الى "الحاجة الى تنظيم العمل ونقل همومنا وافكارنا بالتغيير عبر رسائل الى مكاتب الامم المتحدة، لتأخذ دورها في حث الحكومة على متابعة تنفيذ التزاماتها الدولية بشأن الشباب ودورهم في عملية البناء والتطوير في العراق.