مجتمع مدني

مثقفون وناشطون: توحيد صفوف الديمقراطيين في الانتخابات خطوة في الاتجاه الصحيح / بسام عبد الرزاق

عدّ مثقفون وناشطون تشكيل تحالف انتخابي واسع يضم القوى والشخصيات المدنية الديمقراطية لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، أمرا مهما للغاية، مؤكدين ضرورة دعم ومؤازرة هذه القائمة في حال الإعلان عنها.
ولم يخف هؤلاء قلقهم البالغ من التجييش الطائفي والإثني الذي تقوم به القوى المتنفذة في السلطة، خاصة وانها تستحوذ على المال والسلطة بما يجعلها قادرة على توظيف إمكانيات الدولة في حملتها الانتخابية.
الشاعر والاكاديمي حمد الدوخي أعتبر وجود قائمة مدنية ديمقراطية موحدة وتضم كل القوى المدنية في الساحة، أمرا مهما وضروريا، لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة.
وقال في حديث لـ"طريق الشعب": رغم معرفتي بحجم وتأثير التجييش الطائفي الذي تقوم به القوى الطائفية للتأثير على نتائج الانتخابات، إلا أنني أعول على وعي الشارع العراقي الذي تعب مما مر به بسبب التعصب.
وأوضح أن "حضور التيار المدني الديمقراطي بشكل موحد في الانتخابات، سيلاقي قبولاً ودعماً، خصوصاً أنه يحتفي بمجموعة من الأسماء الوطنية النضالية التي أثبتت عراقيتها بما قدمته من تضحيات".
ودعا الدوخي إلى "دعم ومؤازرة هذا التحالف إذا أعلن عنه، كونه واجبا وطنيا إنسانيا، وان هذا التحالف يعتبر نبذاً لكل انتماء محجم وهو صرخة تريد للعراقي أن ينتبه لعراقه".
بدوره قال الشاعر والإعلامي عمر الجفال إن توحيد القوى المدنية والديمقراطية في تحالف انتخابي موحد، خطوة أولى في الاتجاه الصحيح، مشيراً إلى أنه في الفترات الماضية تشتت أصوات هذه القوى، الأمر الذي ضيّع فرصة صعود نواب من المدنيين إلى البرلمان، ما ترك فراغاً شغلته الأحزاب الطائفية.
وبين الجفال: "مبدئياً هي خطوة ممتازة، ولا يجب أن يكون التفاؤل كبيراً بحصول هذه القوى على مقاعد كثيرة في البرلمان في هذه الانتخابات"، لافتا الى ان "الجميع يعلم أن الأحزاب الطائفية تسيطر على المال، وعلى وسائل الترويج الانتخابي عبر (رعاياها) في مؤسسات الدولة، لكن دخول القوى المدنية سيزيد المشهد السياسي تعدداً، وسيعطي للناخب خيارات غابت عنه لمدة عقد كامل"، داعيا القوى المدنية الى أن "تنفض عن نفسها الخلافات الحاصلة في ما بينها، وأن تؤسس لصعودها إلى وزارات مهمّة في الدورات الانتخابية القادمة".
من جانبه قال الناشط والإعلامي غضنفر لعيبي ان "عشر سنوات بالمعيار الحقيقي للديمقراطية تعد تجربة فتية وناشئة وبحاجة الى نضج اكبر، والى بذل جهد مع مجتمع عشائري - ديني، لا يمتلك وعيا كافيا يؤهله لحسن الاختيار".
ودعا لعيبي "الاحزاب والشخصيات المدنية والعلمانية والديمقراطية لكتابة برنامج انتخابي قابل للتطبيق ويتناسب مع عقول الناس البسطاء"، مبينا ان "الفرصة متاحة للتغيير، والفائز هو من يلعب اللعبة الانتخابية بشكل صحيح"، مطالبا "الكتل المدنية بان تلمم أوراقها بطريقة جيدة وتعد العدة لانتخابات شرسة، اعتقد انها مصيرية للشعب العراقي، الذي ظلم في السنوات العشرة الاخيرة بعد 35 سنة من حكم نظام دكتاتوري عمل على تجهيل الناس".
وأوضح لعيبي ان "كل القوائم الكبرى والأحزاب التي فازت في الانتخابات السابقة تفككت او تفتت بعد مرور 8 سنوات، وهو دليل واضح على ان تلك القوائم لم تبن على اساس رصين، وان مصالح ضيقة، كانت وراء تأسيسها، فشلت في تحقيق اي منجز على ارض الواقع".
ودعا لعيبي "المواطن الى حسن الاختيار، وقبل ان يضع ورقة الاقتراع بالصندوق عليه ان يتذكر الوضع الامني المتدهور والخدمات السيئة وغرق بغداد".
الناشطة المدنية فدوى كامل وعبر موقعها في "فيسبوك" قالت ان "أجمل الإنجازات والابتكارات بدأت بأحلام بسيطة. اعتقد هذا هو حلم كل العراقيين (أي الدولة المدنية)".
وكان الاجتماع الثاني الموسع لممثلي القوى والشخصيات المدنية الديمقراطية، قد دعا في بيان سابق الراغبين في ان يكونوا ضمن تحالف قوى الاعتدال المدني, إلى المشاركة في الانتخابات المقبلة في قائمة موحدة. فيما شدد على أن يمس برنامج التحالف حاجات ومصالح المواطنين، وان يتجاوز أزمة نظام الحكم المبني على المحاصصة الطائفية.
واضاف البيان ان المجتمعين "اقروا في هذا الخصوص جملة توصيات ستأخذ طريقها للتنفيذ في الاجتماع المقبل؛ شددوا فيها على اعداد مشروع وثيقة الخطاب السياسي للائتلاف لمناقشتها واعتمادها في الاجتماع القادم"، منوهين بـ "طبيعة الائتلاف المدنية والديمقراطية العابرة للطائفية ونظام المحاصصة المقيتة في اتجاه بناء دولة المواطنة والقانون والضمانات الاجتماعية".