مجتمع مدني

أمنيات امرأة على أبواب العامٍ الجديد/ سهاد ناجي

دار حديث بيني وبين عدد من النساء، مضمونه: ما الذي افتقدناه في العام الحالي؟ وما نتمناه في عامنا القادم؟ في أثناء الحديث بكت أحداهن لفقدان ولدها اثر صعقة كهربائيةوقت انقطاعها، وتمنت لو لم تتغير برمجة ساعات التجهيز والانقطاع للتيار الكهربائي حينها، اما الأخرى فقد تأسفت لضياع فرصة إنهاء تعليمها العالي بسبب رفض اهلها إكمال دراستها، فمجتمعنا ذكوري لا يرحم الفتاة التي تدرس في بلد اخر. والأخرى فقدت اخا وزوجا وأبا وغيرهن كثيرات ألا أن أمنياتهن كانت ان يعم السلام في بلد افتقد الآمان.
وانا كدت افقد ولدي الصغير بسبب سوء تشخيص الطبيب لولا مثابرتي بعرضه على عدد من الأطباء ذوي الخبرة والكفاءة العلمية، رغم قلتهم نتيجة هجرة الكفاءات الطبية بسبب التهديدات العشائرية والإرهابية ضدهم. فالحكومة لم تعالج المشكلة او توفر مستلزمات وأرضية مناسبة لعودة المهاجرين من الكفاءات العلمية للبلد، وكدت افقد وظيفتي لتغيبي عن العمل لرعاية طفلي الصغير لولا تفهم رفاقي في الجريدة لوضعي ومناصرتهم لقضية المرأة. وكدت افقد زوجي لاحتجازه من قبل الأجهزة الأمنية، بتهمة حيازته سلاحاً فتاكاً واشد تأثيرا من القوى الظلامية الإرهابية على الحكومة، وهي الكاميرا التصوير ! باعتباره مصوراً صحفياً، لولا تدخل الخيرين.
وكدت افقد أثاثي البسيط بعد موجة الأمطار الغزيرة على بغداد، فالحمد لله لأنني لا امتلك منزلا خاص بي لا فقده، وكدت أخسر "خط المولد" حينما صدقت كما غيري وعود السادة المسؤولين في الحكومة بتوفير الطاقة الكهربائية للمواطنين كأقل تقدير عشرين ساعة يوميا.
وكادت النساء العراقيات أن يفقدن أفضل منجز في تاريخ الدولة العراقية وهو قانون الأحوال الشخصية، لولا موجة الانتقادات والاعتراضات التي جوبه به مشروع قانون الاحوال الشخصية الجعفري، من قبل ناشطات وكتل سياسية ومنظمات مجتمع مدني، ما دفع مجلس الوزراء الى تأجيل التصويت عليه، ليستقر الرأي على تأجيل البت بالقانون بعد الانتخابات التشريعية في الثلاثين من نيسان المقبل.
وما أتمناه في العام الجديد من وزارة المرأة ان تأخذ دورها الفعلي بالدفاع عن حقوق المرأة ، ومن منظمات المجتمع المدني النسوية التعاون والتنسيق للعمل المشترك من اجل مواجهة التحديات الكبيرة التي تقف امام المنجزات والمكتسبات التي حققتها المرأة العراقية عبر سنوات نضالها الشاق. فالعام الجديد يبشر بسعي كبير لنا نحن النساء الا وهي الانتخابات البرلمانية المقبلة !