مجتمع مدني

حصاد امرأة من أتون المعارك / سهاد ناجي

ترددت كثيرا عند كتابتي لهذا الموضوع،فقد تناولته القنوات الفضائية الإخبارية بين مؤيد ورافض له، فهو باكورة الأحداث في العام الجديد 2014، ومادة دسمة لزيادة عدد المتابعين، فيما أمنيات العراقيين عامة كانت ولم تزل طيلة العشر سنوات الماضية هي الأمن والآمان لبلدنا ومواطنيه .أما الموضوع فهو مايخص القتال الدائر بين الجيش العراقي وجماعات الإرهاب او ماتعرف " بتنظيم داعش " في مدينة الرمادي، بالرغم من أنني لا أحبذ القتال باي شكل كان لأثاره المدمرة على المواطن البسيط وبشكل خاص على المرأة، لكنني أؤيد الجيش العراقي لمحارب? الإرهاب ودك أوكاره.
وكثيرا ماردد والدي مقولة "ليس هناك من رابح في الحروب فالكل خاسرون" الا ان اعتقادي ان الخسارة الكبيرة تتجسد بما تعانيه المرأة بسبب فقدان الأب او الزوج او الأخ او الابن جراء تلك الحروب.وقد نشر الموقع الالكتروني بيانا للجنة الدولية للصليب الأحمر عن عدد الأرامل في البلد. حيث يشير البيان الى "وجود ما يقارب من مليون أرملة عراقية يتحملن مسؤولية أعالة أسرهن بسبب مقتل أزواجهن او فقدانهم او اعتقالهم او أصابتهم بالعوق، لذا فان النساء في العراق من أكثر الفئات تضررا خلال سنوات النزاع المسلح وتزايد العنف ضد المدنيين مع?زيادة نمو حاجاتهن المعيشية". في ظل ضعف واضح لمجلس النواب خلال دورته الحالية بتشريع قوانين تدعم المرأة وتنصفها، وكذا الحكومة المتباطئة في أقرار قانون الضمان الاجتماعي للأرامل على أساس قانون لا منحة حكومية .
من جهة أخرى يعد الارهاب وفقدان الامن أقسى أنواع العنف تجاه المرأة ، فالحروب تحول المدن الى مناطق رعب حقيقي لتأثيرها السلبي على النظم والقيم الاجتماعية للفرد وتتجلى باضطهاد العنصر الأضعف من المنظومة الاجتماعية الا وهي المرأة فمجتمعنا ذكوري وبشكل أدق عشائري، ويشير عدد من الباحثين الاجتماعيين ان " العنف بات متأصّلا في المجتمع العراقي، نتيجة ما يشهده من مظاهر قتل وتدمير، فالعنف ضد المرأة جزء يسير من طاقات العنف في نفوس بعض الأفراد".
أمنياتنا ان يعم السلام في كافة مدن بلدنا الغالي، وان تشرق شمس الغد السعيد على مدينة الرمادي، وقبلها أواسي نساء الانبار ممن فجعن بالأعزاء من ضحايا الإرهاب واعزي أمهات الشهداء من جيشنا.