مجتمع مدني

مجلس الجالية الكردستانية في فنلندا.. اهداف انسانية واجتماعية طموحة / يوسف أبو الفوز

في فنلندا، وحسب مركز الاحصاء الفنلندي المركزي الرسمي، ولغاية عام 2012 ، يبلغ عدد الاجانب اكثر من 183 الفا لغاية 2012، بينهم نسبة غير قليلة من المواطنين الكرد الذين وصلوا من دول تعاني من اضطرابات سياسية واجتماعية مثل تركيا والعراق وسوريا وايران حيث تقع مناطق كردستان الموزعة بين هذه الدول كما هو معروف.
ومنذ حوالي عام بدأ يبرز في فنلندا اسم (مجلس الجالية الكردستانية في فنلندا) وصار ينظم ويشرف على العديد من الفعاليات، وللتعرف على واقع هذه المنظمة واهدافها ونشاطها كان لنا مباشرة مع ناشطيها..
السيد سالار صوفي ، فنان تشكيلي ،وناشط مدني ، مواليد مدينة كركوك ، يشغل حاليا مهمة رئيس مجلس الجالية ، حدثنا :
في اواخر عام 2012 وبعد عدة اجتماعات ونشاطات برزت فكرة تأسيس مجلس الجالية فعقد اجتماع خصيصا سمعت فيه كل الافكار وتم تأسيس لجنة تحضيرية اخذت عل عاتقها اعداد وثائق النظام الداخلي والبرنامج ، ولم يكن سهلا الوصول الى هذه النتيجة الحالية فقد استغرق منا عملا طويلا ، واجتماعات وسجالات حتى تم اقرار الوثائق في الاجتماع التأسيسي الذي عقد في 28 نيسان 2013 وفيه تم انتخاب الهيئة الادارية للمجلس. وحرصنا في الوثائق التي نوقشت باستفاضة من قبل الكثير من ابناء الجالية الكردستانية وشخصيات قانونية وثقافية ، صديقة لابناء كردست?ن، ان نغطي هموم كل شرائح ابناء الجالية في الجوانب الاجتماعية والثقافية ونسعى للعمل الجاد من ان يكون لنا صوت متميز من اجل عكس صورة ايجابية عن ثقافتنا وتاريخنا والتضامن مع ابناء كردستان . نطمح لهذا المجلس ان يكون منظمة مجتمع مدني حيوية ولا يكون مجرد رقم يضاف لعدد ارقام المنظمات المشكلة والتي لا نسمع لها نشاطا. هدف المنظمة هو تنسيق جهود ابناء الجالية الكردستانية من اجل توحيد كلمتهم في اطار المهمات التي تواجههم على الساحة الفنلندية

وماذا عن جولاتكم بين المدن الفنلندية ؟

التقديرات تشير الى ان مجمل الكرد من كل اجزاء كردستان ، المقيمين في فنلندا ، يبلغ عددهم حوالي عشرة الاف مواطن كردي ، وينتشرون في مختلف المدن الفنلندية ، وتجمعهم الكثير من الهموم والافكار والامال ، ولاجل ضمان مساهمتهم وتمثيلهم في مجلس الجالية وان يكون لهم ممثلين عنهم في الهيئة الادارية، فأن رئيس الهيئة الادارية ونائبه واعضاء اخرين، زاروا العديد من المدن الفنلندية ، مثل تامبرا وتوركو ويوفاسكولا ، ولدينا زيارات قادمة الى مدن اخرى، واجتمعنا الى ابناء الجالية الكردستانية هناك ، لاجل تشكيل لجان في المدن تنتخب وتختار ممثليها الى مجلس الجالية .
السيدة شادمان علي فتاح ، ناشطة سياسية ومدنية، من مواليد مدينة السليمانية ، والتي كانت عضوا في اللجنة التحضيرية، وفازت في الانتخابات بعضوية الهيئة الادارية واختيرت لمهمة نائبة الرئيس ، شاركت في العديد من الجولات بين المدن ، اضافت :
ــ تم انتخاب الهيئة الادارية للمجلس لمدة سنة واحدة، ضمت تسعة اعضاء اصليين، بينهم ثلاث نساء، واربعة أعضاء احتياط، واكثرهم من العاصمة هلسنكي، غرض الجولات في المدن هو ضمان مساهمة الجميع في العمل. الهيئة الادارية ايضا شكلت لها لجانا مختصة للمرأة والشباب وللاعلام والعلاقات، ونسعى في نشاطاتنا لتعزيز النشاط المدني المستقل، والتواصل مع هموم الجاليات الاجنبية في فنلندا، ومنها الجالية العراقية، التي تتشارك في الكثير من الهموم وتتعايش مع ابناء كردستان ويشتركون معهم في التاريخ والارض والهموم. ونحرص بشكل كبير لان يكون ?لمجلس منظمة مجتمع مدني تتضامن مع مطاليب شعوب المنطقة وبالاخص منطقة كردستان اضافة الى كوننا معنيين اساسا بهموم ابناء الجالية الكردستانية في فنلندا ومتابعة ما تعيشه وعلاقة اندماجها مع المجتمع الفنلندي والتواصل الثقافي.

ماذا عن علاقة المجلس بالاحزاب السياسية لابناء الجاليات الاجنبية في فنلندا؟

لا يسعى مجلس الجالية الكردستانية ليكون بديلا عن اي حزب سياسي اجنبي عامل في فنلندا، ورغم وجود ناشطين سياسيين معروفين اعضاء في المجلس الا انهم يعملون في المجلس بكونهم مواطنين من كردستان يعيشون في فنلندا ، النظام الداخلي واضح وصريح وينص على ان العضوية تتم على اساس المواطنة، وأي مواطن من اي قومية ، قادم من مناطق كردستان له الحق بالانضمام والنشاط عبر مجلس الجالية ، بغض النظر عن انتمائه السياسي ، فبرنامجنا ذو طابع اجتماعي ثقافي ولكننا ايضا لا نغفل ما تواجهه المنطقة من تحديات ، فقضايا حقوق الانسان في المنطقة تتطل? منا المتابعة والتضامن وتحديد موقف واضح عندما يتم التجاوز عليها من اي حكومة من حكومات المنطقة .
سألنا السيد سالار صوفي عن النشاطات التي نفذها مجالس الجالية ، والتي بدا بعضها ذو طابع سياسي :
ــ خلال الشهور الماضية انجزنا العديد من الفعاليات الناجحة والتي شهدت حضورا بارزا سواء من ابناء الجالية الكردستانية او من عموم ابناء الجاليات الاجنبية في فنلندا ، فقد اقمنا ندوة لتأبين الشاعر الراحل شيركو بيه كس ، وساهمنا مع مؤسسات فنلندية في انجاز ندوة عن مفاهيم وواقع حقوق الانسان، ونظمنا وقفة ادانة لاغتيال الصحفي كاوه كرمياني الذي اغتيل مؤخرا في مدينة كلار في اقليم كردستان في العراق ، وفي لقاءات مع وزارات ومنظمات فنلندية ودولية سجلنا وقفات تضامن مع ما يعانيه اللاجئون في سوريا ، وقدمنا مذكرة ضد الاعدامات لاسباب سياسية في ايران، نحن لا نتحرك ونعمل كحزب سياسي ، ان سقف حركتنا ونشاطنا هو حقوق الانسان ، ونحن مع كوننا معنيين بهموم الجالية الكردستانية في فنلندا نجد من مهماتنا التضامن مع شعبنا في اوطاننا التي اتينا منها .

ومن هي الجهات التي تدعم المنظمة لتنفيذ نشاطاتها ؟

ــ منذ تأسيس المنظمة لحد الان، لا توجد اي جهة رسمية قدمت لنا اي دعم مالي ، نعمل بجهود ناشطين المنظمة ومبادارتهم ويصرفون على تذاكر سفرهم وتحركاتهم بانفسهم ، وحصلنا على دعم بعض الجهات الصديقة بتوفير قاعات للاجتماعات واللقاءات ونلاقي دعم معنوي من كثير من الشخصيات الثقافية والناشطين المدنيين ، نأمل في المستقبل ان تكون للمجلس ماليته الخاصة ليتمكن من انجاز فعاليات اكثر وبكفاءة اعلى