مجتمع مدني

حملة شبابية تدعو لانتخاب "الأيادي النظيفة".. وتسعى للكشف عن "غير المؤهلين" / بسام عبد الرزاق

الأشهر القليلة التي تفصل العراق عن انتخاباته البرلمانية القادمة، دفعت مجموعة من الشباب لإقامة فعاليات عدة، كان أبرزها إجراء استبيان حول المشاركة في الانتخابات المقبلة، بعنوان "صوتك من اجل التغيير".. عنوان يعكس الاستياء من الوضع القائم، ويدل في الوقت ذاته على وعي ملحوظ بدأ ينمو عند الشباب، ومطالبهم الواضحة بانتخاب شخصيات مدنية كفوءة، تدل على ذلك.
الناشط حيدر الدعمي، أحد المنظمين لفعالية الاستبيان يذكر لـ"طريق الشعب"، أمس الاثنين، أن حملتهم "انطلقت بعد مناقشات ولقاءات بين مجموعة من الشباب الطامح للتغيير، اتفقوا على إقامة عدة فعاليات (جوهرها) استثمار الانتخابات من اجل التغيير المنشود"، مشددا على أن "العزوف عن الانتخابات لن يعطي نتائج ايجابية لصالح التغيير الذي نطمح له".
ويعتقد الدعمي بوجود "ضعف في الوعي الانتخابي، لا سيما عند كبار السن"، مؤكدا أن "هدفه التوعية بأهمية الانتخابات، وكيفية الاستفادة منها في إحداث تغييرات ايجابية".
ويلفت الناشط الشبابي إلى أنهم "لمسوا تبايناً من قبل المواطنين في التعامل مع الاستبيان، خاصة في المناطق الفقيرة والتجارية؛ ففي ساحة الطيران (وسط بغداد) كان هناك ضعف في فهم الاستبيان. بينما كانت مشاركة الشباب من طلبة الجامعات في ملء الاستبيان كبيرة"، مستطردا بالقول "لاحظنا اندفاعا ملحوظا من قبل الشباب ورغبة في الحديث والغوص في تفاصيل الاستبيان، وهناك جرأة لدى الشباب بعدم السكوت عن أوضاعهم السيئة".
ويردف الدعمي قائلا: "صادفنا مواطنين كثر، ساخطين على الانتخابات، ومنهم من قال إنها ليست وسيلة ديمقراطية".
ويرى زميل الدعمي في الحملة علي جاسم أن "الحملة بدأت تأخذ بعدا جماهيريا وإعلاميا، وهذا يدفعنا للعمل أكثر والتواصل مع كافه شرائح المجتمع"، نافيا تعرضهم إلى "مضايقات خلال تنقلهم بين المناطق لإجراء الاستبيان"، لكنه يؤكد أنهم لم يسلموا من بعض "التعليقات الجانبية الساخرة" مما يقومون به.
غير أن أحد المواطنين المشاركين في الاستبيان، وصف الحملة بأنها "خطوة ايجابية واستباقية لحث الناس على المساهمة في صنع القرار السياسي".
يقول جاسم لـ"طريق الشعب"، أمس، إنهم "اعتمدوا في صياغة الاستبيان على أنفسهم، ومعظم أسئلته كتبت بلغة سلسة، وقد عرضنا مسودته على أساتذة مختصين"، لافتا إلى أن "المشاركين في الاستبيان وصل عددهم إلى 500 مواطن من مختلف الفئات العمرية، وان نتائجه ستعلن في الأيام القادمة". ويشدد جاسم على أن هدفهم "لا يتوقف عند حث المواطنين على المشاركة في الانتخابات، وإنما في إحداث تغيير داخل مجلس النواب، لا سيما انتخاب شخصيات مدنية". وينوه سيف الركابي، أحد منظمي الاستبيان، بأنهم "يفكرون في القيام بفعاليات متنوعة كتعليق لفلكسات (لا?تات) تحث الناس على المساهمة في الانتخابات والتغيير، إضافة إلى عدد من الفعاليات الثقافية"، ماضيا بالقول إن مجموعتهم "بدأت باستقطاب الشباب، ومن المحتمل اتساع دائرتها للقيام بالعديد من النشاطات". هذا وأخبر عدد من القائمين على الحملة "طريق الشعب"، بأنهم يفكرون "بالكشف عن الشخصيات التي يرونها غير مؤهلة للوصول إلى مجلس النواب"، فضلا عن عزمهم القيام باستبيان آخر، يطالب "المواطنين بمعرفة معايير مرشحيهم".