فضاءات

حفل تأبين الفنان فؤاد سالم في العاصمة الكندية \ أوتاوا

أقام تيار الديمقراطيين العراقيين في كندا-أوتاوا حفلاً تأبينياً لفنان الشعب فؤاد سالم, و ذلك يوم السبت المصادف 18 \1\ 2014 وعلى قاعة كانتيربيري ,والتي زُينت بصور الفقيد والشموع والزهور, وتوسطها العلم العراقي وشعار التيار.
وكان هناك حضور متميز من أبناء الجالية العراقية المثقفة و المعنية بالهم الوطني , يتقدمهم سعادة سفير جمهورية العراق لدى كندا الدكتور عبد الرحمن الحسيني والقنصل العراقي العام في مونتريال الأستاذ جاسم نعمة مصاول والذي تجشم عناء السفر لحضور تلك الأمسية ,والمستشار الثقافي في سفارة جمهورية العراق في كندا الدكتور أسعد توما.
أبتدأ الحفل بالترحيب الحار بالضيوف من قبل عريفة الحفل الدكتورة سوسن العضب , وبعد أن قرأت نبذة مختصرة عن الفنان الراحل فؤاد سالم , طلبت من الحضور الوقوف دقيقة صمت حداداً على روح الفقيد.
بعدها دعت عريف الحفل السيدة نجاة البريج (أم يسار) وهي بنت عم الفقيد لألقاء كلمة بالمناسبة, حيث تحدثت عن بدايات حياة فؤاد الفنية وعن الممانعة التي واجهها من عائلته وعدم موافقتهم لدخوله في المجال الفني ,إلا أنه شق طريقه وبأصرار وتخطى الحواجز الأجتماعية وذلك بسبب حبه للغناء وللفن ,وتحدثت عن خصال الراحل وعلاقته الطيبة مع أهله وأصدقائه ,ولشدة تأثرها لم تستطع السيدة أم يسار تكملت حديثها و أعتذرت من الحضور.
ثم بعد ذلك جاءت كلمة اللجنة التنسيقية لتيار الديمقراطيين العراقيين في كندا والتي ألقاها السيد صفاء البلادي ,حيث تطرقت الكلمة الى مواقف و تاريخ الفقيد و بأعتباره نموذجا للفنان الملتزم بالفن الأصيل و بقضايا و طنه و شعبه و لم يحد عن هذا الطريق حتى أخر يوم في حياته، و كذلك نبهت الكلمة الى ما يلاقيه المبدعون و الفنانون من تهميش و تجاوز حيث جاء فيها " وللأسف الشديد و نقولها و بكل حُرقة, أن معاناة هذا الفنان الوطني الرائع وكما هي معاناة المواطنين العراقيين عموماً. لم تنتهي بسقوط النظام الفاشي بل أستمرت ,وبشكل متعمد وواضح , أنواع وأساليب التهميش والتي طالت جميع المبدعين العراقيين وتناسيهم من قبل الجهات و المؤسسات الرسمية الجديدة والى يومنا هذا. وصرنا نفقدهم الواحد تلو الآخر راحلين غرباء عن وطنهم. لم تلتفت لهم دولتهم و حكومتهم ( العراقية)! وتركتهم يرحلون غرباء في عزلتهم التي لم تنته" و تطرقت الكلمة الى الواقع المتردي الذي يعيشه المواطن العراقي من غياب للأمن و للخدمات و أنتشار البطالة و الفقر بأعتباره " نتاج طبيعي لدولة المحاصصة الطائفية" لتنتهي الكلمة بالتأكيد على ضرورة رعاية و تكريم الفنانين و المبدعين و الأكاديميين و العلماء العراقيين في حياتهم و ذلك لا يتم الا عن طريق بناء الدولة المدنية الديمقراطية دولة المواطنة العراقية.
وبعد ذلك تقدم الدكتور موفق عبد الوهاب أحمد ليقرأ بيان النعي الذي أصدره المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي بهذه المناسبة الأليمة.
و في هذه الجلسة الأستذكارية للمبدع الخالد فؤاد سالم كان للشعر حضوره المتميز في الحفل حيث تقدمت الشاعرة آروى عبد الواحد السامرائي ,والتي كانت قد جاءت خصيصاً من مدينة مونتريال للمشاركة في تأبين الفنان الراحل , لألقاء قصيدة خاصة بهذه المناسبة و بمرافقة الملحن و عازف الكيتار منير بشير الحيدري . و قد بدأت الشاعرة بخاطرة:
جاهرت بصوتي عاليا .... غنيت للانسان
لا لطائفة او مذهب ... لست ممن يعبد الاوثان

ومن ثم ألقت قصيدة بعنوان "وداعية" خاصة بهذه المناسبة الأليمة والتي كان مطلعها:
أهو الفراق؟
سترجع لمن غنيت بلا انقطاع
للارض التي طويلا نحت عليها
و بكيت لحضن الاهل و الرفاق
بعد ذلك طلبت عريف الحفل من الحضور لأخذ فترة أستراحة قصيرة وذلك لتناول الحلويات والمعجنات وشرب القهوة.
وبعدها أستأنف الحفل ,بعرض فلم قصير من أعداد المخرج العراقي الفنان محمد ياسين ,حيث تناول من خلاله حياة الفنان فؤاد سالم ومسيرته الفنية ,وعن فترة تواجده في سوريا , ولقد كانت للمشاهد التصويرية المؤثرة اثناء رقوده في المستشفى بسوريا ,ومن ثم وصول جثمانه الى العراق ,ومراسم التشييع ,الأثر البالغ على وجوه الحضور وتفاعلهم مع هذه المشاهد المؤلمة في توديع الراحل.
وكان للموسيقى والغناء حضورها في الحفل ,حيث ابتدأ الفنان والملحن السيد منير الحيدري بالحديث عن مسيرته الفنية والتي جمعته مع فؤاد سالم بالمشاركة في الحفلات أيام المعارضة في كردستان وسوريا ,و مشيراً الى أن فؤاد كان مناضلاً صلباً و صوتا مدويا يدافع عن الفقراء و المسحوقين من أبناء شعبنا العراقي, تحدى النظام الدكتاتوري من خلال فنه . و من ثم قدمت الدكتورة سوسن , عريف الحفل, الفنان الشاب حسن التميمي, و الواصل حديثاً الى كندا, حيث أشارت "أننا في الوقت الذي نستذكر فناناً غاب عنا فأن أرض العراق أرضٌ ولادة حيث نرحب اليوم بفنان شاب و واعد هو الفنان حسن التميمي" ليقدم مع الفنان منير الحيدري مجموعة من أغاني المطرب الراحل فؤاد سالم.
بعدها أعتلت المنصة مرة أخرى الشاعرة السيدة أروى السامرائي , و بطلب خاص, حيث قدمت مجموعة أخرى من القصائد الوطنية و التي تتحدث عن الغربة.
ومن ثم أعلنت عريف الحفل أختتام الحفل ,شاكرة بأسم تيار الديمقراطيين العراقيين في كندا ,جميع الحضور لتلبية هذه الدعوة, وكما قدمت الشكر والتحية لجميع من ساهم في الأعداد والتهيئة لأنجاح هذه الفعالية و التي كانت فعالية عراقية بأمتياز فشكراً لفؤاد سالم الذي جمع العراقيين بصرف النظر عن دينهم أو مذهبهم أو عرقهم في حياته و في مماته.