فضاءات

أمسية في ستكهولم حول كتاب من تأريخ الحركة الأنصارية

في مسعاه للاهتمام بالكتاب والإصدارات الجديدة, دأب المركز الثقافي العراقي على اقامة أماسي " كاتب و كتاب ", وكانت أمسية السبت 18/1/2014 مخصصة للكاتب فيصل الفؤادي متحدثا عن كتابه الجديد .. من تأريخ الحركة الأنصارية ..من تأريخ الكفاح المسلح.... الأمسية أقيمت في موقع المركز الثقافي العراقي في ستوكهولم و بالتعاون والتنسيق مع رابطة الأنصار الديمقراطيين واتحاد الكتاب العراقيين.
الدكتور أسعد راشد مدير المركز رحب بالحضور الكريم وبالكاتب فيصل الفؤادي, مشيرا الى ان الموضوع الذي يتناوله الكتاب يشير الى تجربة عراقية قام بها الألاف من ابناء العراق, وكانوا شعبا عراقيا مصغرا, وقالوا لا لأكبر دكتاتورية في الشرق الأوسط.
الأستاذ نجم خطاوي, أدار الامسية مرحبا بالحضور وبالكاتب, وقدم للكتاب بكلمة أشادت بالجهد الطيب الذي بذله الكاتب في التحضير والكتابة, وخصوصا لإصدار مؤلفه الذي ضم 464 صفحة وملحق من الصور, وهو ليس الكتاب الأول للكاتب, بل سبقه اصداره كتابين عن الحركة الأنصارية, ويمكن أن تسجل فضيلة للكاتب كونه قد بادر للكتابة عن موضوع الحركة الانصارية. وفي حديثه أشار بأن تجربة الكفاح الأنصاري التي تناولها الكتاب لم تكن مجرد وقائع سياسية ونظرية فقط, وإنما كانت تفاصيل مختلفة عن جغرافيا المنطقة والناس والقرى والعادات والتقاليد والطقوس وتضاريس الجبل وزهوره وحيواناته. كما أشاد بإمكانية الكاتب في اختيار المواضيع وحسن اختيار فصول الكتاب, مقدما التهنئة للفؤادي على صدور كتابه الجديد.
الكاتب فيصل الفؤادي شكر الحضور الجميل الذي حضر الأمسية, والمركز الثقافي العراقي على دعم الكتاب والمثقفين, وقدم الشكر لرابطة الانصار واتحاد الكتاب, على مساندتهم في التهيئة للأمسية, كما أثنى على الدعم الذي قدمه مجموعة من الأصدقاء على اصدار كتابه. ابتدأ الحديث عن تجربته في الكتابة مشيرا الى أن الكتاب تناول حقبة زمنية وتجربة مهمة لم تحظ بالكتابة والاهتمام, واستذكر كل الذين رافقوه في تجربته الانصارية, باعتبارهم أصحاب قضية وكافحوا لأجل خلاص الشعب العراقي, وقدم التحايا والشكر لهم. واستمع الحضور الى الكاتب وهو يقص تجربته النضالية في الحركة والبدايات الأولى لتأسيس اولى مواقع الأنصار في منطقة دهوك, مؤكدا بأن الكتابة مهمة جدا عن الموضوع خشية من النسيان, وان مهمته كانت تسجيل الحوادث والوقائع بتفاصيلها, مستفيدا من الاطلاع على أرشيف الحركة الأنصارية وعلى المعلومات التي قدمها له الأصدقاء, وعلى تجربته الشخصية وذاكرته, باعتباره قد عاش سنواته التسع مقاتلا في هذه الحركة. واستمر الكاتب في حديثه بالتأكيد على أهمية اطلاع الجيل الحالي على تجربة الكفاح الأنصاري التي شملت قواطع ثلاثة كبيرة ضمت مناطق دهوك واربيل وسليمانية وأرياف كركوك, والتي فيها دلالات مختلفة باعتبارها ضمت طيفا كبيرا من الشعب العراقي بكل ألوانه, ناهيك عن الكثير من المثقفين والمبدعين والأكاديميين, ومن كل المهن والأعمال. وعن المرأة ومشاركتها في تجربة الكفاح الأنصاري اشار للعديد من التجارب المختلفة لمساهمة المرأة في كل تفاصيل العمل الأنصاري. وفي قص جميل واصل الكاتب حديثه عن الدور الكبير للثقافة التي شغلت حيزا مهما في تفاصيل حركة الانصار وفي كل مواقع الحركة, واستشهد ببعض الاشعار والأغاني التي كان الأنصار يرددوها في مواقعهم في الجبال والسهول.
وأستذكر التجارب المريرة والصعبة في حياة الأنصار والظروف التي مروا بها, والأساليب البشعة التي استخدمتها السلطة في مجابهة الحركة, واستخدام الأسلحة الكيمياوية في منطقة بهدنان, والتي كان الكاتب أحد الذين شهدوا مأساة هذه الجريمة. وعن العلاقة بين الأنصار وأهالي القرى والفلاحين, تحدث عن المساعدات الكبيرة التي قدمها الفلاحون وأهل المناطق التي تواجد فيها الأنصار والى كرم وطيبة الشعب الكوردي.
في نهاية الحديث ساهم مجموعة من الحضور بتقديم بعض المداخلات القصيرة والملاحظات والأستفسارات, والتي كانت موضع استحسان الحضور, وحاورها وأجاب عليها الكاتب, شاكرا للجميع حسن الاستماع والمساهمة في الحوار.
الجمهور الكريم بادر لاقتناء الكتاب باهتمام واحترام ليضع الكاتب فيصل الفؤادي اهدائه وتوقيعه للأصدقاء..المركز الثقافي العراقي في السويد بادر لشراء 20 نسخة من الكتاب, دعما وتعاضدا للكاتب, وتشجيعا لمواصلة الكتابة والتأليف. كما قدم المركز الثقافي باقة من الورود للكاتب على الجهد الطيب في محاضرته, سوية مع مجموعة من باقات الورود التي قدمها العديد من الأصدقاء.
في الختام قدم المركز الثقافي العراقي عشاءا خفيفا للحضور, ومع الشاي والقهوة استمرت الحوارات والذكريات وسط جو عراقي حميمي وأماني ودعوات بأن يكون العراق في سلام وأمن بعيدا عن لغة الارهاب والعنف.
اعلام المركز الثقافي في السويد