فضاءات

مشاعل معرفية : د. ناجي نهر

* ثقافة الداخل والخارج: التسمية بهذه الطريقة (ثقافة الداخل والخارج) ستكون خاطئة جدا : لان ثقافة الداخل والخارج ثقافة واحدة مكتسبة من واقع العصر ،ومن الخطأ الفصل بينهما. فالثقافة انما تعني موسوعة مختلف العلوم والمعارف والتجارب الانسانية المكتسبة وفق الزمان والمكان المحددين. وتقاس الثقافة على وفق نسبة الوعي (الفردي الخاص) و ( المجتمعي العام) . وان مقياس الوعي الفردي الخاص اما يكون على وفق مقاسات اكاديمية بحسب مستوى التحصيل الدراسي الموثق ، اوعلى وفق مقدار نتاج الفرد ومساهماته على الساحة الثقافية اما ثقافة الخارج فانها كذلك: تكتسب وتقاس على وفق مقاسات شبيهة تماما بمقاسات ثقافة الداخل ،ومن الخطأ الكبير وضع فوارق بينهما او تفضيل احداهما على الاخرى. .
*العلم والمعرفة: من الاخطاء الشائعة هو الخلط بين مفهومي العلم والمعرفة وكأنهما مفردة واحدة وذات تعريف واحد وهو ما تسبب بارباكات كثيرة (مقصودة) تسببت بتداعيات قاهرة منذ زمن بعيد ولم تزل تعرقل مسيرة التطور نحو الافضلحتى اللحظة. فالتعريف الدقيق للعلم هو كل ما ثبت صحته مختبريا وميدانيا ، وكل ما تحدد بنتاج عمل الأنسان الملموس المهني والتجريبي والبحثي المفيد. وعلى وفق مسيرة التاريخ المتدرجة توسع مفهوم العلم وتدرج سمو الوعي بسلسلة من الثورات والتطورات الفكرية والتقنية ، وانقسم العلم لعدة علوم يمكن تصنفيفها حسب العديد من المعايير وألاهداف والمناهج التي ندرسها اليوم بحسب اختصاصاتها فى مختلف المعاهد والجامعات المحلية والعالميةـ وعلى وفق مسيرة التاريخ المتدرجة ايضا، انقسم العلم لعدة علوم يمكن تصنفيفها كالتالي : -1 العلوم الاساسية :هي العلوم التطبيقية التي شملت (الفيزياء والكيمياء والأحياء وعلم طبقات الأرض والطب ومختلف مجالات العمل الصناعية والزراعية والفنية وما يماثلها). 2- العلوم الإنسانية : ،و شملت الإنسان ومجتمعاته وعلوم الحياة والاقتصاد والنفس وما يماثلها) . 3 - العلوم الإدراكية: شملت العلوم العصبية واللسانيات والمعلوماتية وما يماثلها). كما وانفصل مفهوم العلم عن مفهوم الفلسفة، التي كانت تعتمد أساسا على التفكير والتأمل الميتافيزيقي فى تفسير ظواهر الكون والوجود ،وشكل انفصال العلم عن الفلسفة فيما بعد فيما يسمى بالمعارف الميتافيزيقية المتخيلة والمتنوعة والمتداولة الآن بصور شتى من التباين والتناقض وقبول الاجتهاد والتفاسير الكثيرة المتباية والمتناقضة، وحمالة اوجه الاختلاف والصراع الهادي والدامي وتداعياته المأساوية المدمرة بين الناس لحد اللحظة.