فضاءات

فلاح...اللحن لم يكتمل بعد !؟ / ئاشتي

( يمسافر بكل العمر والأشواگ
لو تدري شيسوي الهجر والفراگ
تغدي الليالي وحشه عاليحبون
وتغدي بعيده الدنيه عاليوصون)
لماذا الكلمات خرساء؟ ربما تكون قد بلعت لسانها وتبعثر صوتها في الفراغ، أطلب منها أن تنطق بصراخي..ببكائي..بحزني وأنا أرفع كأسي وأقول بصحتك ابو ليالي، ولكن كأسك تبقى صامتة مثل الكلمات...لأن جسدك مسجى بكل صمت الله في أحدى مستشفيات مالمو، أبحث في حروف الكلمات عن معنى الصمت، فلا اجد غير لحن لم يكتمل بعد، لأنك غادرتنا يا فلاح واللحن لم يكتمل بعد، غادرتنا دون أن نسمع أخر لحن لك، ودون أن نطرب بسماع صوتك مثلما تعودنا ذلك منك، الكلمات خرساء لأنها تأبى أن تصبح كلمات رثاء لرحيلك المبكر، فهي تعرف كم كنتَ تبحث عن جمالها بين طيات الحروف، أمينة هي الكلمات للجمال، مثلما كنت أنت أمينا لكل ما هو جميل، ولكنك يا صديقي سافرت وتركتنا نبحث عن معنى هذا الرحيل المفاجئ، سافرت بكل سنوات عمرك وأشواقك،وخلفتنا نبحث عن صوتك في أجهزة الحاسوب، أو في الحقيقة نبحث عنك في ذواتنا لأنك تسكنها منذ أن تعلمت أناملك تتعاشق مع الريشة وهي تهز اوتار العود، كي ينطلق عزف يعانق القبب الذهبية ويصلي مساء في حضرة إمام الفقراء، حتى يبعث الفرح والأمل في نفوس الذين يعشقون جمال الحياة.
إذا أنت كل هذا لماذا غادرتنا يا فلاح؟ هل ضجرت منا؟ أم أنك ضقت بكل جمال روحك ورغبت أن تبحث عن مندوحة أخرى تبثها كل هذا الجمال، أرجوك يا فلاح أخبرنا لماذا غادرتنا بهذه العجالة؟ تعرف أنني الآن ثمل وكأسك مترعة أمامي، ولا أريد أن أفهم شيئا غير أجد معنى لرحيلك السريع هذا، اعرف أن الدمع يشوه الرؤيا، ودموعي من لحظة قراءتي هي لخبر رحيلك لم يتوقف سيلها، استحلفك بكل عذوبة ألحانك وبكل حبك للحياة وبكل حزنك على وطنك أن تخبرنا عن رحيلك هذا؟ هل تتوقع أن نرثيك؟عندما نرثيك فأننا نرثي أنفسنا، نرثي كل الجمال الذي خلقته، والجمال عصي على الرثاء يا صديقي، مرة واحدة وبابتسامتك البهية أخبرنا لماذا هذا الرحيل المبكر؟ فلقد رحلت واللحن لم يكتمل بعد..مثلما لم يكتمل فرحك بفرح ليالي وأمها.