فضاءات

احتفاء بالشخصية الوطنية نجيب محيي الدين

بغداد – وكالاتفي أصبوحة ثقافية جديدة، بدت وجوه الحاضرين أكثر اشراقاً وتلهفاً وهم يحتفون برمز عاصروه وعايشوه واستمعوا لحديثه، فأحبوه بملء قلوبهم وعقولهم وضمائرهم.
انه التربوي والديمقراطي الوطني نجيب محيي الدين، الذي احتفى به بيت "المدى" للثقافة والفنون صباح أمس الاول الجمعة.
وبمزيد من الشوق عرّفه مقدم الجلسة الشاعر ياسين طه حافظ قائلاً: "من دون مجاملة او رياء، أنا فرح للاحتفاء بنموذج للديمقراطية والوطنية الهادئة والمخلصة التي لا تطمع بأكثر من حرية الرأي واحترام الآخر"، مؤكداً: "انه أستاذي الذي علمني الأخلاق وكيفية الإصغاء بأدب للجميع، أنا مدين له بما امتلك من فضائل، فالنبيل هو من يحب الوطن وأهله".
وقال الباحث د. مهدي الحافظ ان "هذا اليوم مهم ونحن نحتفي بشخصية نادرة وعلم له محطات كثيرة، من أهمها حين كان نقيباً للمعلمين". موضحاً: "في تلك الفترة لم تكن لي صلة مباشرة به، لكني كنت أتابع حركة المعلمين في أجواء بدت كمهرجان ثوري".
من جانبه عبَّر الباحث عبد الحميد الرشودي عن سعادته بلقاء المحتفى به واصفاً إياه: "شخصية نادرة خلقاً وتعاملاً تتحرك فيه روح الديمقراطية".
فيما قال عنه الإعلامي معاذ عبد الرحيم: "انه أستاذي الحنون منذ كنت طالباً في دار المعلمين. كان وما يزال متواضعاً، وتواضعه فلسفة وليس ضعفاً". وتابع قائلا: "وهو الوطني الحريص على وطنيته، وقد كنا نستلهم منه معاني الديمقراطية والوطنية حينما كان يشاركنا تظاهراتنا وهتافاتنا. لافتاً الى ان دور الطلبة كان مهماً وفعالاً خلال الاحتجاجات والتظاهرات، لا سيما طلبة ثانوية بعقوبة التي طافت الشوارع وشجعت عامة الجماهير حتى النساء والأطفال على التظاهر، الأمر الذي افزع قوات الشرطة.
وقال عضو التيار الديمقراطي الوطني قاسم الشبلي ان الاستاذ نجيب يتحلى برصانة الشخصية وبتحليله لوقائع الساعة بموضوعية واسلوب حديث. مضيفاً: "التقيته بعد سقوط الدكتاتور وكان منهمكاً بإعادة تشكيل الحزب الديمقراطي وتنظيمه من منظور جديد".
ومن الشهادات التي قدمها الحضور بحقه قال الباحث شكيب كاظم: يعد الأستاذ نجيب محيي الدين رمزاً للنزاهة والأمانة على المال العام، ووجها بارزا في الحركة الديمقراطية في العراق، لا سيما الحزب الوطني الديمقراطي الذي أسسه ورعاه كامل الجادرجي حتى وفاته في الأول من شباط 1968. واضاف: ومن آيات إخلاصه ونزاهته يوم تولى نقابة المعلمين العراقيين لم يحصل لنفسه على قطعة ارض حين طالب بأراض لجميع المعلمين في البلاد.
واختتم الحفل بكلمة للمحتفى به عبر فيها عن شكره وامتنانه للحضور قائلاً: "اني اقدر لكم حضوركم، وما بدر من مشاعر وأحاسيس تثير في نفسي معاني سامية ستظل في ذاكرتي ابداً، وتدعوني لتجديد السنوات التي عشتها من عمري وتزيدني اصراراً لمواصلة الدرب من اجل تحقيق العدالة الاجتماعية لجميع العراقيين".