فضاءات

أنصاريات .. قواعد ومفارز وإعادة بناء تنظيمات الده شت / ناظم ختاري

الحلقة الثامنة

لم نتأخر كثيرا بعد الاتفاق على تنفيذ عملية عسكرية في 1 "تللسقف" ، فسرعان ما استعدت المفرزة للتحرك وسط حماس ورغبة شديدة لدى جميع الانصار للمشاركة في تلك العملية ، إذ توجهنا نحو عمق الده شت واختار أبو ماجد وادي 2"ره قسى " مكانا لبقاء المفرزة هناك إلى حين عودة المجموعة المكلفة لتنفيذ العملية ، حيث كانت بحاجة إلى عدد أقل من الانصار ، هناك في ره قسى جرى تشخيص أعضاء تلك المجموعة وكان عددهم 8 أنصار، كان بينهم 3"النصير الشهيد أبو فارس" قائدا للعملية والنصير 4"أبو خالد" راميا لـقاذف RBG7 والنصير سهيل وراوي هذه الحكاية وأربعة أنصار آخرين لا أتذكرهم للأسف الشديد ، ولكنني اعتقد إنه بمقدور رفاق آخرين مساعدتي على تذكير أسماءهم ، فقد كان من بين الأنصار الذين لا زالوا أحياء ويرزقون في تلك المفرزة والذين أتذكرهم كل من الأنصار 5"أبو برافدا وأبو زياد وأبو عدنان ".
حال تشكيلها استلمت مجموعة العملية كل التوجيهات اللازمة من أبو ماجد وقيادة المفرزة علاوة على العدة الكاملة ، ثم واصلت طريقها إلى منطقة الـ "كه ند " ذلك لغرض الوصول في الوقت المناسب إلى الهدف في اليوم التالي ، أما بقية المفزرة فقد كان عليها البقاء في وادي ره قسى كما أشرت في أعلاه لحين عودة مجموعة العملية في اليوم الثاني بعد التنفيذ في وقت مبكر ، رغم خطورة المكان الجدية ، إذ كان مكشوفا وغير صالح للقتال في المرة علاوة على قربه من قرية شيخكا والشارع العام وإمكانية تواجد الأهالي هناك في أي وقت من النهار الأمر الذي يشكل تهديدا حقيقيا . شعر الأنصار المشاركون في مجموعة العملية بارتياح كبير وكأنهم ذاهبون إلى عرس حقيقي ، فبفرح غامر توادعوا مع بقية رفاقهم على أمل العودة بعد تنفيذ اول عملية ناجحة .
في وقت متأخر أي بعد منتصف الليل وصلنا أقصد مجموعة العملية إلى منطقة واقعة بين قريتي دوغاتا وسريشكه حيث كانت عبارة عن تل فيه شقوق من الحلان تساعد على البقاء والاختفاء بينها في النهار التالي إلى أن يحين موعد الحركة نحو تللسقف حيث الهدف المنشود . والطريق إلى هناك من هذا المكان كان يحتاج إلى حوالي ساعة واحدة . هناك بين هذه الشقوق قضينا بقية الليل ونهارا كاملا دون أن نتحرك سوى إلى شق قريب جدا لغرض قضاء الحاجة فيه .
قبل حلول الظلام استعدت مجموعتنا لمغادرة تلك الشقوق ، فانحدرنا فرادا نحو الأخاديد المنتشرة في أسفل التل للتسلل عبرها إلى الأراضي المنبسطة عند حلول الظلام ومواصلة الطريق للوصول إلى الهدف ، اتخذنا في البداية من الأراضي الزراعية طريقا لنا إلى أن حل الظلام فعند ذلك أصبحنا نسير على طريق ترابي يربط دوغاتا بتللسقف . بعد وصولنا إلى مكان قريب من الهدف استلمنا ثانية التوجيهات الضرورية من أبو فارس ، وثم تركنا رفيقين على الشارع المبلط والذي يمر في موازاة القرية من الجهة الشمالية وواصلت بقية المجموعة طريقها عبر شق عمقه على قامة رجل أو أكثر نحو مقر منظمة حزب البعث ، حيث كانت هناك معلومات تفيد بوجود اجتماع لكوادر الحزب هناك ، وكان هدفنا ضرب غرفة الاجتماع بقذيفة RBG7 واحدة دون الدخول في أية معركة أخرى إلا دفاعا عن النفس أو اضطراراَ ، وبعدما قطعنا مسافة مائة متر أو أكثر عبر الشق سمعنا صوتا قريبا من حافته فتوقفنا لمعرفة الأمر، حيث تبين إنها مجموعة من المسلحين تابعة لحزب البعث خرجت إلى هناك كدورية للمراقبة أو أمرا كهذا . اقترحت على ابو فارس كي نستغل الفرصة ونقوم بأسرها بالتزامن مع ضرب المقر بقذيفة الـ ر بي جي ولكنه رفض ذلك رفضا قاطعا رغم الحاح بقية الرفاق على أهمية المقترح ، فبدلا عن ذلك قرر إبقاء نصيرين هناك لتغطية انسحاب المجموعة المنفذة للعملية والتصدي لهذه المجموعة " الدورية " في حالة اعتراضها لنا أو شكلت خطورة ما على انسحابنا .
وبهذا يكون عدد الأنصار الباقين للوصول إلى الهدف 4 أنصار فقط ، فعند نقطة محددة جرى إلقاء نظرة فاحصة على المقر وأي من الشبابيك علينا إدخال قذيفتنا عبرها إلى غرفة الاجتماع . دقائق سريعة حتى شخصنا الغرفة على ضوء الوصف الذي وصلنا لخارطة المقر، واخترنا الشباك المعني ، وشخصيا كنت واثقا من دقة وقدرة أبو خالد على إصابة الهدف دون أي خطأ ، فقد وجدته للمرة الأولى وهو يجرب إصابة هدف تجريبي في كوماته عندما وصل إلينا هذا السلاح لأول مرة ، وها هي المرة الثانية أراه يدخل قذيفته في شباك أحدى غرف مقر حزب البعث في تللسقف ، وهو هدف حقيقي ونحن في اعماق الده شت ،إنها أول عملية بعد عملية بيبان أشارك فيها وأول هدف حقيقي بالنسبة إلى أبو خالد فيصيبه بدقة متناهية ، حيث أخترق انفجار القذيفة داخل غرفة المقر سكون الليل إلا من أصوات خافته هنا وهناك والتي توقفت وكأن الزمن توقف ولم يبقى غير صدى الانفجار الذي امتد إلى مسافات بعيدة ، هذه كانت مهمتنا فلم يبقى لدينا ما ننتظره بعد أطلاق القذيفة غير الانسحاب على وجه السرعة ، تراجعنا إلى الوراء وعند مرورنا بالقرب من تلك مجموعة الدورية وجدنا أفرادها وكأنهم في سبات أبدي" لاحس ونفس " منبطحين على بطونهم دافنين وجوهم في الأرض ، لحق بنا النصيران اللذين كلفا بتغطية انسحابنا عند تلك المجموعة ، وبعد عبور الشارع انسحب وراءنا النصيرين الآخرين وكان لما يزل الصمت سيد الموقف ، لا نسمع في ذلك الليل غير أصوات خطواتنا السريعة للابتعاد عن الشارع وقطع مسافة آمنة ، هكذا استمر الوضع إلى ان أصبحنا على بعد مسافة تقارب كيلومترا واحدا أو اكثر ، عندها بدأ البعض يطلق النار من أسلحة خفيفة وبشكل عشوائي .
لم نكن نعرف النتيجة ، ولكننا رغم ذلك ورغم التعب شعرنا بنشوة الانتصار ، جراء تنفيذنا لهذه العملية دون أية مخاطر اعترضتنا ، كنا نعتقد بأننا استطعنا خلالها كسر شوكة السلطة مهما كانت النتائج من حيث الخسائر في طرفها وكانت رسالتنا لها واضحة ، قلنا فيها ها نحن قادمون بقوة وقادرون على ضرب مركزاتها مهما كانت حصينة وبعيدة .
استمر مسلحو البعث في تللسقف بالرمي العشوائي والمتقطع لفترة من الزمن ، ونحن كنا نسرع الخطى كي لا نتأخر عن المفرزة والتي تنتظرنا في وادي ره قسى ، فكان من شأن أي تأخير عدم قدرة المفرزة الوصول إلى الجبل بسبب عدم كفاية الوقت المتبقي ، وهذا كان يعني إننا سنكون في وضع محرج جدا ، ولذلك خضنا صراعا حادا مع الشعور بحاجتنا إلى النوم والإرهاق الشديد ، حيث واصلنا السير غير مبالين بكل ذلك إلى وادي ره قسى مكان تواجد المفرزة التي كانت تنتظرنا بلهفة شديدة ، وما أن وصلنا إليها في تمام الساعة الثانية عشرة من منتصف الليل حتى أخبرنا الرفاق بنجاحنا وتنفيذنا للعملية ، ولابد من القول بأنه عند وصولنا إلى هناك كان جميع الأنصار على أهبة الاستعداد للتحرك نحو الجبل ، فاستلمنا حصتنا من لحم مشوي وقليلا من الخبز، والتي تناولناها في الطريق ، فلم يسمح لنا أبو ماجد بأخذ قسط من الراحة رغم حاجتنا إليه ، لأن الوقت لم يكن لصالحنا ، ولذلك لم نعترض على قراره ، فقد كان علينا أن نتحرك ، لأننا كنا على يقين بأن قوات النظام ستبدأ حملة تمشيط في المنطقة بحثا عنا .
بعد بدء الحركة همست في أذن النصير حازم الذي كان يحمل معه كيسا مليئا من العظام وبندقية كنا نسميها مانَهير وهي شبيهة ببندقية البرنو الشهيرة فقلت له ما سر هذا اللحم المشوي والعظام التي تحملها ، فقال في وقت ما من النهار وجدنا قطيعا من الغنم يقترب شيئا فشيئا من مكان تواجدنا حتى صار القطيع بيننا فاضطرنا ذلك أن نحجز الراعي والقطيع إلى وقت متأخر من النهار وكان الراعي رجلا شهما ومعروفا إلى أبو ماجد وكان اسمه 6"مام شيبو" من أهالي باعذرة ، ولكن لم يكن بالإمكان تركه لكي يذهب في سبيله بسبب خطورة الأمر، فبقي معنا مقدرا وضعنا والمخاطر المحتملة في مثل هذا المكان ، وتبرع لنا بإحدى نعاجه لوجبة غداءنا وهذا اللحم المشوي هو حصتكم والعظام ربما نستفيد منها في يوم غد ، فلم يعد لدينا ما يكفي من الخبز أو طعام آخر .
كانت المسافة التي قطعناها للوصول إلى الجبل طويلة استغرقت كثيرا من الوقت عانينا خلالها كثيرا من التعب ، حتى شعرت شخصيا بأنني كنت أمشي وأنا أغفو بين الحين والآخر، فقد كنا نخوض في الأراضي الزراعية المحروثة الأمر الذي كان يزيد من صعوبة السير ، المهم وصلنا عند الفجر إلى 7"كه لى ديركى" وهناك اختار أبو ماجد مكانا وعرا صالحا للقتال والدفاع عن النفس في الحالات الطارئة ، ذلك للبقاء فيه بقية النهار.
هناك في ذلك المكان جرى تنظيم الحراسات النهارية ، وذهب الأنصار سريعا إلى النوم ضمن منطقة محددة بين الصخور و أطلال قرية ديركي المدمرة حيث تنبع منها مياه ينبوع صافية تنحدر إلى أسفل الوادي وتلتقي هناك بالرافد القادم من القرى التي تقع إلى الشمال من هذا المكان مواصلا جريانه عبر أراضي قرية 8"ملا جه برا " وصولا إلى قرى النصيرية والجراحية .. أثناء النهار وجدنا تحليقا كثيفا لطائرات هليكوبتر السمتية في أجواء المنطقة ولكنها لم تقترب إلى مكان تواجدنا .. الأمر الذي لم يدفعنا إلى القلق كثيرا ولكنه لم يمنعنا من أخذ التدابير لمقاومة أي حدث طارئ .
رغم الطيران قضينا نهارا هادئا ، شعر الجميع بالراحة التامة واستعاد جميع الأنصار حيويتهم التي سلبتها الأيام الثلاثة الماضية التي خلت من النوم أو الشعور بالهدوء ، وبلهفة شديدة انتظرنا نتائج عمليتنا في تللسقف ومدى تأثيرها على السلطة وعلى جماهير المنطقة وصداها في المناطق الأخرى . تخلل نهارنا وجبة طيبة من العظام المشبعة بلحم طري والتي كان يحملها النصير حازم وهي بقايا وليمة العم شيبو حيث تبرع بإحدى نعاجه إلى المفرزة عند احتجازه مع قطيعه في "ره قسى "، ولما لم يكن لدينا ما نطبخ به هذه العظام قمنا بشوائها على نار من حطب البلوط الذي يكثر في جبال كوردستان ، النار التي حاول أبو ماجد التقليل من انبعاث الدخان منها وفق طريقة خاصة تعلمها غالبية الأنصار عبر تجربتهم التي عاشوها في ظروف صعبة بين المواقع العسكرية للسلطة .
في المساء استعد الأنصار لمواصلة طريقهم باتجاه المناطق الآمنة ، فقبل حلول الظلام وصلنا إلى قرية 9"باله ته " التي استغرب أهلها بوصولنا إلى قريتهم في مثل الوقت ، فقال البعض منهم الا تخشون شيئأ ..!! فقد كانت قوات النظام المتكونة من عدد كبير من الجنود والعربات المدرعة مدعومة بطائرات الهليكوبتر قبل ساعتين من الآن هنا تبحث عن مفرزتكم أنتم ، نعم أنتم ألستم شيوعيون ..؟ قلنا نعم نحن من مفرزة أبو ماجد ، فقد كنت أنا والنصير أبوعدنان ونصيرا آخرا نشكل مجموعة استطلاع ، دخلنا القرية قبل وصول بقية المفرزة ، وعند وصول أبو ماجد مع المفرزة أكد لنا الأهالي خطورة البقاء في القرية خلال الليل ، وهنا تقرر تناول طعام العشاء في القرية وثم مغادرتها ومواصلة الانسحاب من المنطقة ، وفعلا جرت الأمور كما خططنا لها فعبر قرية بازيركى وثم عبر الشارع الذي يربط زاويته بأتروش وعلى الجهة اليمنى من قرية 10"بيدى" واصلنا طريقنا إلى قرية 11"جه فريكى" التي لم نبقى فيها سوى إننا قضينا قسطا من الراحة هناك ، ثم عبر قرية بينارنكى واصلنا الطريق إلى كانيا باسكا التي جاء ذكرها في الحلقات السابقة لعدة مرات ، إذ بلغناها في وقت مبكر من الصباح وعندما وجد أهلها بدخولنا إلى قريتهم في هذا الوقت من الصباح ، تصوروا أن نكون من قوات النظام فشعروا بخوف وهلع شديدين ، ولم يزل هذا الخوف عندما عرفوا بأننا من مفرزة الحزب الشيوعي ، فقد أكدوا إن قوات النظام كانت في المساء هنا عندهم في القرية تبحث عن مفرزتنا ، وقالوا نطلب منكم مغادرة القرية تجنبا لقدوم قوات النظام ثانية وحدوث قتال هنا ، قلنا سيكون الأمر كذلك ، ولكننا بحاجة إلى شيء من الطعام ، فدبروا على وجه السرعة كمية من الخبز والأطعمة الأخرى التي أخذناها معنا وغادرنا القرية إلى واد آمن يقع إلى الشمال من تلك القرية ، وعند وصولنا إلى هناك التقينا بمفرزتي 12"أبو يعقوب" وخالد شلي من حدك الذي تحدثت عنه في الحلقات السابقة .
هناك عرفنا إن هاتين المفرزتين جاءتا إلى المنطقة لمساندتنا بسبب الأخبار التي وصلت إليهما بأن قوات النظام أصبحت تلاحقنا بعد عمليتنا في تللسقف ، كان لقاءنا بالمفرزتين حارا وعبر الجميع عن تقديرهم لنا بهذه العملية التي أعدوها إنجازا رائعا في عمق العدو ، فاستفسرنا عن ما إذا كانوا يعرفون شيئا عن خسائر منظمة البعث ، إذ أكدوا عدم وجود أية خسائر في صفوفهم بسبب وجود عناصرهم في غرفة أخرى غير تلك المستهدفة ، وقالوا رغم ذلك كان للعملية صدى واسع فقد وصلت أخبارها سريعا إلى مناطق مختلفة من العراق ، علاوة على شعور قوات النظام بالارتباك الشديد ولهذا حاولوا كثيرا الإيقاع بكم .
الهوامـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــِش
1 "تللسقف" قرية تابعة إداريا إلى قضاء تلكيف تقع إلى الشمال من مدينة الموصل بحوالي 40 كيلومترا وسكانها من الآخوة المسيحيين ، وتميزت القرية بتخرج أعداد كبيرة منها كمعلمين قدموا خدماتهم في قرى المنطقة بكل تفاني ، وكانت القرية ترتبط بما يحيطها من القرى الأيزيدية بعلاقات مودة وجيرة قوية ، وكان فيها تنظيم جيد للحزب في مختلف العهود . فالتحق عددا من أبناءها بصفوف أنصارنا .
2"ره قسى " جزء من أراضي قرية شيخكا الواقعة على مسافة قريبة جنوب الشارع الذي يربط تقاطع بدرية وتقاطع الشيخان ، والآن تحول هذا الشارع إلى طريق حيوي يربط دهوك بأربيل وعليه حركة كثيفة للسيارات الناقلة للبضائع القادمة من تركيا ولتنقل الأشخاص بين المدينتين والمدن و القرى الواقعة على طرفيه . المهم هناك في وادي ره قسى مزار يأمه الأيزيديون من أهالي شيخكا في أعيادهم وثمة حاجة إلى القول بأن القرية تحولت إلى مجمع سكني بعد تدمير قرى خورزان وكرسافا وتهجير سكانها ، والمجمع تابع إداريا إلى ناحية ألقوش ، والتحق عددا من أبناء هذه القرية بصفوف أنصارنا وكانت فيها عوائل شيوعية عريقة منذ العقود الماضية كعائلة المرحوم خدر حسين وبيبو جبور وغيرها من العوائل التي قدمت الكثير ضمن مسيرة الحزب ، وأثنا ء أحدى المعارك هناك ضد مرتزقة النظام استشهد لنا رفيقين هما الشهيدين أبو نصير الصغير وروبرت .
3"النصير الشهيد أبو فارس" وهو دخيل سليمان من أهالي بعشيقة وكان عسكريا برتبة رئيس عرفاء في الصنف المدفعي، بعد الحملة التي تعرض لها الحزب سافر الى بلغاريا ومن هناك التحق بصفوف قوات انصارنا منذ البدايات ، وشارك ضمن مسيرة الأنصار بفعالية في مختلف الأنشطة العسكرية حتى تم تكليفه في السنوات الأخيرة من الكفاح المسلح بقيادة العمل التنظيمي في الشيخان وبعشيقة ، حيث تعرض خلالها إلى مخاطر جدية فاستهدفته أجهزة النظام لأجل الايقاع به ولكنه كان يمتلك خبرة جيدة في كيفية التخلص من مخططات العدو ، وخلال هذه الفترة قامت السلطات بطرد زوجته من بعشيقة ، فالتحقت بمقرات الأنصار و سكن أبو فارس معها في أحدى القرى القريبة من مه رانى وهي "صوصيا " فأنجب منها ابنته الوحيدة و أسمياها ميديا ولكنها قبل أن تكبر اخطفها المجرمون مع والديها أثناء عمليات الأنفال السيئة الصيت ، ولم يجدوا لها قبرا أو خبرا لحد يومنا هذا .
4"أبو خالد" وهو من الأنصار الأوائل الذين التحقوا بقاعدة به هدينان وكان قد تدرب ضمن وحدات قوات المقاومة الفلسطينية على مختلف أنواع الأسلحة فكان نصيرا مقداما وشجاعا و راميا بارعا على قاذف الـ ربي جي وهو من مواطني مدينة أربيل ووفق معلوماتي إنه عاد إلى أربيل ويعيش فيها حاليا .
5"أبو برافدا وأبو زياد وأبو عدنان ". هؤلاء من بين الأنصار الأوائل الذين وصلوا إلى قاعدة به هدينان فأبو برافدا هو الدكتور علي عودة وحاليا عضو في اللجنة المركزية للحزب شارك منذ البداية في المفارز العسكرية وكان من ضمن أنصار مفرزة أبو ماجد ، وأبو زياد هو طارق أبراهيم الذي يسكن حاليا مدينة دهوك مع عائلته وهو عضو اللجنة التنفيذية لرابطة الأنصار الشيوعيين في الوقت الحالي ، أما أبو عدنان فقد كان رجلا شجاعا وملتزما لا أعرف اسمه الحقيقي ولكنه يعيش في هولندا والتقيت به في القوش في يوم الشهيد الشيوعي في 2014 عند زيارتي إلى العراق حيث كان برفقة ألنصير أبو أروى والنصير كفاح ورفاق آخرين .
6"مام شيبو" وهو أحد وجهاء العشائر الهويرية ، لجأ إلى باعذرة أثر خلافات عشائرية منذ قديم الزمان وعاش هناك إلى أن توفي فيها ، كان مام شيبو رجلا كريما ، يقدم ما يستطيعه إلى كل فصائل الأنصار .
7"كه لى ديركى" يقع إلى الشمال من باعذرة في أول مدخل جبلي يصلها بقرى الجبل ويمكن أن تكون التسمية قد جاءت من وجود كنيسة هناك في ذلك الوادي منذ زمن قديم ولذلك كانت القرية القديمة الوحيدة في هذا الوادي تسمى بديركى أي الكنيسة وكانت تقع على السفح الأيمن من الوادي .
8"ملا جه برا " وترجمتها تل الخنادق وهذه القرية تقع بجوار باعذرة وإلى الشمال الشرقي منها ، رُحل سكانها في 1984 إلى باعذرة ولازالت متروكة.. قدمت الكثير من الخدمات إلى أنصارنا وبقية الفصائل وكان لنا فيها تنظيم شبابي ممتاز ولحزبنا في هذه القرية عدد من الشهداء ومن بينهم عائلة أبو خدر والشهيد رشيد علاوة على عوائل شيوعية عريقة كعائلة الأستاذ خلات والد الكاتب والشاعر الجميل فائز خلات والرسام الرائع الشاب كمال حراقي الذي يعيش في ألمانيا ، وهناك في هذه القرية استطاعت قوة من مفارز التابعة لسرايا أبو فراس الحمداني السيئة الصيت الإيقاع بنصيرين رائعين وهما النصير الشهيد أمين " عادل قوال" والنصير الشهيد مؤيد ، حيث كمنت لهما داخل القرية ، و الإشارات الكثيرة التي كان الأهالي يريدون توصيلها إلى النصيرين للتراجع لم تجد نفعا ، فدخلا في معركة حامية واستبسلا فيها استبسال الأبطال ، تحدث عن تفاصيلها النصير كفاح .
9"باله ته " وهي من قرى عشائر المزورية وتابعة إداريا إلى ناحية أتروش ، أصبحت بعد انسحاب قوات النظام من المنطقة ، معبرا مهما للأنصار، يوصل قرى الجبل بقرى سهل نينوى، والقرية تمتاز بطبيعة خلابة بحكم موقعها والذي تعلوه من جهة الشمال الشرقي قمة جبل بريفكا وتحيطها وديان معروفة كوادي الرمان ووادي ركافا وفيها ينبوع مياه عذبة ، وبساتين كثيرة ثمارها مختلف أنواع الفاكهة والخضراوات .
10"بيدى" وهي من القرى التابعة إداريا إلى ناحية زاويته وتقع بالقرب من الشارع الذي يوصل زاويته بناحية أتروش من ناحية الشمال وسكانها من عشائر المزورية وتقع على مرتفع جبلي ينحدر إلى وادي قلما تجد له شبيها من جمال وسحر ، خضت فيه في الكثير من الليالي المقمرة مستمتعا ببندقيتي ورقرقة مياه ذلك النهر الصغير وأريج الزهور النامية عشوائيا على طرفي الوادي وبين الأشواك واشجار الفاكهة وزقزقة العصافير ونقيق الضفادع وضوء القمر وأحاديث ثنائية مع نصير في مسيرة ليلية متوجها إلى مهمة حزبية حيث كان منها الكثير .
11"جه فريكى" وهي أيضا من قرى عشائر المزورية وتابعة إداريا إلى ناحية زاويته وتقع على سفح جبل ويقابلها من الجهة الثانية جبل أخر يفصلهما نهر صغير عظيم الجمال وذو طبيعة ساحرة خاض فيها ذات مرة البطل الأسطوري محمود أيزيدي عضو القيادة المؤقتة لحدك معركة اسطورية ضد أعداد كبيرة من قوات النظام استمرت لعدة أيام خرج منها مع جميع رفاقه بسلام .
12"أبو يعقوب" وما ادراكم من هو ابو يعقوب فهو أبو باز "دنخا البازي" ذلك النصير الأسطوري والشيوعي الشجاع الذي ذاع صيته بين كادحي مناطق سهل نينوى بكل مكوناتها من المسيحيين والأيزيديين والشبك والعرب باعتباره مناضلا شهما ومدافعا صلبا عن مصالح الكادحين علاوة على شجاعة نادرة تعرف عليها او على شخصيته غالبية الأنصار في منطقة به هدينان ، يعيش الآن في هولندا يتمتع بما تبقى من سنوات حياته المليئة بالتضحية ونكران الذات .