فضاءات

محاضرة عن إشكاليات بناء الدولة المدنية في العراق / نعمة عباس

أقامت اللجنة الفكرية في اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي بمحافظة النجف، الجمعة الماضية، أمسية رمضانية تخللتها محاضرة بعنوان "اشكاليات بناء الدولة المدنية الديمقراطية في العراق".
حضر الأمسية التي أقيمت على حدائق مقر اللجنة المحلية، جمع من الشيوعيين واصدقائهم والمواطنين الآخرين، وأدارها الرفيق صالح العميدي. وقد ألقى المحاضرة الرفيق د. علي إبراهيم، عضو اللجنة المركزية للحزب، برفقة الحقوقي محمد عنوز.
في البداية تحدث عنوز عن أسس بناء الدولة المدنية الديمقراطية، مبينا ان أهم ما يعيق بناء هذه الدولة، هو تدني الوعي المجتمعي، لا سيما في المجال القانوني، وجهل المواطن بحقوقه الدستورية، عارضا بعض المواد الدستورية التي يراها "ملغومة" حسب تعبيره، كونها كتبت على عجالة.
وأكد الحقوقي ان كل تشريع دستوري يجب ان يصب في مصلحة المواطن، وليس لكتلة معينة او طائفة.
أما المحور السياسي في المحاضرة، فقد غطاه د. علي ابراهيم بحديثه عن الأسس التي تقوم عليها الدولة المدنية، مقارنة بما هو موجود في الوضع الحالي، مشددا على أهمية السلام المجتمعي، وثقافة التسامح، وترسيخ الهوية الوطنية، لبناء الدولة المدنية الديمقراطية.
وأكد د. ابراهيم ان قضية فصل الدين عن السياسة من القضايا المهمة في بناء الدولة المدنية، لافتا إلى ان الدولة المذكورة لا تعني رفض الدين أو محاربته، بل هي ستؤمن حرية الاعتقاد وممارسة الطقوس لكل متبعي الاديان، على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم.
وأوضح عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، ان من سمات الدولة المدنية الديمقراطية، هو التبادل السلمي للسلطة، والفصل بين السلطات، وان يكون الدستور ضامنا لحقوق المواطنين، ومتماشيا مع تطلعاتهم، مبينا أن الخلل يكمن حينما يجري انتهاك الدستور، وانفراد السلطات التنفيذية وسيطرتها على بقية السلطات.
وانتقد د. علي ابراهيم، حالات التزوير في الانتخابات، وتأثير بعض رجال الدين على القرار السياسي، وتفاقم التهميش والتزوير والاقصاء، على اساس طائفي، ما يتعارض مع أولويات بناء الدولة المدنية الديمقراطية، منوها بالدور الجماهيري الكبير في الضغط على الكتل، في سبيل تحقيق الدولة المدنية المرجوة، لافتا إلى ان تحقيق هذه الدولة ليس بمستحيل، "فأوربا كانت حتى عهد قريب، أشد ظلاما مما يحصل الآن في العراق، إلا انها استطاعت بناء دولها على أسس مدنية بإرادة جماهيرية".
وكان للحضور مداخلات واسئلة اجاب عنها المحاضران بصورة ضافية. وقد انصبت المداخلات على التدخلات الخارجية في مصير العملية السياسية العراقية، والتأثيرات الطائفية التي أدت إلى تدني الوعي الجماهيري، وتعزيز الصراع المجتمعي.