فضاءات

وداعا علي الخزاعي / احمد عواد الخزاعي

في سفر أحزاننا اليومية المزمنة ، حطت بي الرحال في مجلس للعزاء بمدينة كان ولا يزال الفقر والموت عنوانيها الرئيسيين، حيث وقفنا نودع علي الخزاعي إلى مثواه الأخير في مقبرة وادي السلام بجوار علي بن أبي طالب، مع صينية شموعه التي خلت من الحناء، ليلتحق بمسيرة الشهداء والمظلومين على هذه الأرض المنكوبة منذ أن وطأت قدما الحجاج بن يوسف الثقفي ترابها ولغاية ألان ... علي الذي لم تكتمل سنينه الثمانية عشر، الغارق بسمرة هذه الأرض، رحل إلى ألا عودة شهيدا خالدا كخلود نخيل وجبال العراق ، وهو يحاول منع إرهابي مسخ من تفجير نفسه على المدنيين والزائرين في مدينة الكاظمية المقدسة ... أسألك علي الخزاعي بحق هذا الاسم العظيم الذي تحمله، بماذا حدثت نفسك حين ارتميت عليه وأنت تعلم جيدا إن الموت هو خيارك الوحيد ... وأي غيرة وأي نخوة استحضرتهما من سفر بطولات أجدادك أبناء ثورة العشرين لتنقظ عليه في تلك اللحظة وتمنعه من قتل الأبرياء .. علي الخزاعي بكينا عليك اليوم حد الثمالة ، لكننا كنا فرحين مستبشرين بأن الأمل لازال قائما ، مابقيت هذه الأرض تنجب إبطالا مثلك ...
يا من لبيت نداء الوطن والضمير وتخليت عن عشقك الطفولي للعبة كرة القدم لتلحق برجال الحشد الشعبي، وتذود بنفسك الطاهرة عن الوطن و المقدسات، بعدما عاث المفسدون والخونة في هذه الأرض قتلا وتشريدا وخرابا .. هنيئا لك بهذه الرحلة المباركة ، وعلى من مثلك فلتبكي البواكي .