فضاءات

(موناليزا) وبوح قيثارتها في المقهى الثقافي العراقي في لندن

عبد جعفر

إحتفل زبائن المقهى العراقي في لندن يوم 26-10-2014 بصدور رواية (هروب الموناليزا... بوح قيثارة) للشاعرة بلقيس حميد حسن، وذلك في الأمسية التي أستضاف فيها المقهى، الكاتبة للحديث عن عملها.
وقال القاص عبد جعفر في تقديمه (لا يمكن تجزئة أبداع بلقيس حميد حسن، فنقول الشاعرة والروائية والكاتبة، فتعدد مواهبها يمثل تجليات شخصها وروحها المتقدة بالعطاء، فهي مناضلة بشعرها، وشاعرة في كتاباتها، ويشع فكرها من خلال الغوص في عمق المشاكل في مقالها الصحفي. هذه هي نورس إبنة سوق الشيوخ التي صدر لها عدد من الدواوين: (إغتراب الطائر)، و(مخاض مريم) و(أجمل المخلوقات رجل).
وأستعرض عبد جعفر ما كتبه عدد من المبدعين عن العمل أمثال حميد المختار، وجواد وادي، وحسين كركوش، ونبيل عبد الامير، وبدر وارد السالم وعناية جابر.
وأكدت ضيفة المقهى أن عملها (هروب الموناليزا) هي بوح ما أختزن في ذاكرتها من معاناة شخصية ومعاناة النساء اللواتي عرفتهن في طريق الحياة.قائلة : منذ أن كنت طالبة وهروبي من العراق والعيش في المنافي، كنت أتحسس معاناة النساء التي تعرفت عليهن أو سمعت أخبارهن، ومنهن من قتلن مثل عدالة العمياء التي كانت تعيش وحدها و يساعدها مجموعة من الأطفال، قبل أن يغتصبها أبن عمها ، و يذبحها أخوها.
وأضافت : كلما أكبر تكبر هذه المعاناة في داخلي، بل ألاحظ أشياء أخرى من معاناة النساء، ولهذا قررت أن أكتب عنهن.
مضيفة أن المشروع بدأ يتضح منذ عام 1995، بعد إستقراري في هولندا. ولم ير النور الأ مؤخرا، ووفاء لذكرى صديقتي الشهيدة (موناليزا أمين) أستعرت إسمها الأول لأطلقه على العمل.
وقالت أن هدفي هو الكتابة وبجرأة عن حقوق المرأة وإنسايتها المشروخة، وعملت على كسر كل (التابوات).
مشيرة الى أن الشجاعة في العمل هو إمتثال لحرية الكتابة عن رغبات المرأة الروحية والجسدية.
مؤكدة أنها كانت راغبة في إظهار النص بإخراج جديد في الكتابة، وبما أنه بوح قيثارة فجعلت لها أوتارا.
وقالت: الرواية أحداثها حقيقية ولكن هذا لايمنع من وجود مخيلة الكاتب في تركيب الحدث لصالح العمل.
وأشارت الى أنها وجدت في أوروبا - رغم إنقطاع الجذور - الحرية والأمان وعالما جديدا، وقالت : ومع ذلك كنت أبكي واقعنا هذا الواقع المزري التي تعيش فيه النساء، فكل الأحاسيس كانت تتصارع في داخلي ، صديقاتي شجعوني على إكمال العمل ونشره، والبعض أستهجنه لأنه يتحدث عن رغبات الجسد. والحقيقة أن الرواية تتحدث عن أمور عديدة . وتناول الجنس في الرواية ، فهو لا يتجاوز صفحتين ، كما أنه جاء ضمن سياق الحدث في تناول رغبات المرأة وعشقها الذي يحرمه المجتمع.
وأشارت الى أن الرواية نجحت، أذ أن هناك إقبال عليها بدليل إنها طبعت مرتين خلال ثلاثة أشهر، معتبرة هذا العمل نجاحا للمرأة العراقية في التعبير عن همومها.
وأوضحت الكاتبة في معرض تعليقها على مداخلات وأسئلة زبائن المقهى، إن الرواية بدأت رغبة في الكتابة عن السيرة الذاتية، وعن تجارب النساء.
وقالت: لكني لم أستنفد طاقتي في هذا العمل، فلدي رغبة لإكمال مشروعي الإبداعي في الشعر والرواية خصوصا وأنا عشت تجربة بيروت والحصار الذي تعرضت له أبان العدوان الاسرائيلي عليها عام 1982، حيث كنت أعمل ممرضة للجرحى، وعرفت الكثير من الحالات وقصص المقاتلين.
وأضافت: إن حلمي في مجتمع غير طبقي يمنح النساء حريتهم، مازال يداعب مخيلتي ، وكنت أحلم وأنا طفلة في شراء دراجات هوائية للنساء، لأن مجتمعنا يعيب عليهن ركوبها. وأحلامي تكبر والخيال لاينضب.
وأوضحت أن الرواية وجدت صدى واسعا في مناطق مختلفة من العراق وخصوصا بين النساء، وتجاوب الجمهور معي وأنا أتحدث معه بشجاعة وصراحة، وهذا يدل أن حرية النشر والتعبير لدينا مثالية في العراق ولايوجد مثلها في الدول المجاورة.
وقالت: أن نسمي العمل بوحا، أو سردا ، أو رواية، فأنا لا يهمني تجنيس العمل بقدر ما يحقق رسالته الابداعية.
مؤكدة أن عملها ليس ضد الرجل بقدرما هو ألا دعوة للمساواة ، وعدم إعتبار المرأة سلعة للرجل أو أداة لشهواته.
بعد ذلك قرأت عددا من القصائد وخصوصا من ديوانها الأخير ( تأخرت القيامة وبقيت وحدي) ومنها قصيدة (أدراج زقورتي) جاء فيها:

كنت تصعد أدراج زقورتي لاهثا
بدون كلل
تشرب كأس النبيذ القوي صباحا
وقطعة خبز بلون الحياة
وها أن معبدنا ينتحب
فهلا شبعت من التيه بعد؟
وكنت أريد حريقا بقوة حبك
خفت أن المعابد قد أقفلت
ولن توقد شمعاتها في الكوى
وضعت الكؤوس ولمعتها بذيل الليالي
وأدركت أن المياه ستطغى
وأن الرعود ستهوي علي
وأن السفينة منك تكون
انتظرت ككل النساء
رششت عطوري وبللت ريقي برشفة ورد
وكحلت عيني..)

وقبل إنتهاء الأمسية ، جرى التوقيع على روايتها وديوانها الجديد (تأخرت القيامة وبقيت وحدي).
ويذكر أن رواية (هروب الموناليزا... بوح قيثارة) صادرة من دار ميزوبوتاميا في بغداد، وطبعت لمرتين وكان غلاف الطبعة الأولى للفنان فراس البصري وغلاف الطبعة الثانية للفنانة عفيفة لعيبي.