فضاءات

الاعلامي عدنان حسين في اضاءات عن مهنة المتاعب والمخاطر / عبد جعفر

استضافت مؤسسة الحوار الانساني في لندن يوم 26-6 الصحفي الأستاذ عدنان حسين في حديث عن (يوم في حياة صحفي بغدادي).
وتحدث الناقد عدنان حسين أحمد في تقديمه عن المحطات الابداعية في حياة المحاضر في مجال العمل الصحفي ، حيث يرأس الآن النقابة الوطنية للصحافة، ويشغل منصب الرئيس التنفيذي لصحيفة المدى اليومية، وسبق له ان عمل في مجالات صحفية عديدة منذ تخرجه من قسم الاعلام جامعة بغداد عام 1970 ومنها طريق الشعب ، وبعد اضطراره الى الهجرة خارج الوطن عام 1980عمل في العديد من الصحف العربية في سوريا ولندن والكويت، وعرف الآن بعموده المتميز (شناشيل) في صحيفة المدى.
وفي حديثه، أكد عدنان أنه دائما يواجه بالسؤال : كيف تعيش في بغداد وسط هذا الإضطراب؟
وجوابي: هو ما سأتحدث فيه اليوم ، فرغم إني أعيش نصف مدلل أو مترف في بغداد، وتتوفر لي فرص لا تتوفر للكثير، فأني أعاني مثل غيري من أزمة النقل بسبب الوضع الأمني، وفي العمل تواجهنا مشكلة أخرى هي عن أي موضوع نكتب والاحداث كثيرة ، والصحافة تغيرت من اخبارية الى صحافة الرأي؟ ليس هذا فحسب بل نحن نواجه مشكلة قلة الصحفيين المحترفين، بعد أن أفرغ هذا القطاع كغيره من القطاعات الأخرى في زمن النظام السابق من كوادره المجربة.
واشار الى الفساد في الجامعات العراقية في تأهيل الكادر، وهذا عكس نفسه على أخلاقية العمل الصحفي ، وظهور صحف تعمل على غسيل الأموال والتي تقف ورائها جهات مشبوهة، مكرسة مهمتها للتجريح والقذف والتشهير. أذ اصبحت الصحافة اليوم مهنة من لا مهنة له، بل أن عضوية نقابة الصحفيين الحالية أخذت تضم المئات ممن لا علاقة لهم بالعمل الصحفي من أجل الحصول على الإمتيازات، ولهذا بادرنا الى تشكيل النقابة الوطنية للصحفيين.
وأكد أن الصحفي في العراق يواجه صعوبات كثيرة للوصول الى ميدان العمل بسبب كثرة الممنوعات وتعرضهم الى إجراءات زجرية من قبل قوات الأمن.
كما أن السلطة تستخدم الإعلانات وسيلة للإبتزاز.
الى جانب ذلك فأن قانون حقوق الصحفيين الذي أقره البرلمان يحد كثيرا من حرية الاعلامي ، ولم تفد المحاولات التي بذلها الصحفيون قبل إقرار القانون للمطالبة بإعادة النظر فيه، والغريب أن نقابة الصحفيين أيدت هذا القانون المجحف.
وأشار الى أن من بين أكثر الفئات التي تتعرض للقتل هم الصحفيون ، والسلطة لا تهتم لما تتعرض له من الصحف من اعتداءات ولم تبذل أي جهة رسمية جهدها في التحقيق في الأعتداء على أربعة صحف وإلقاء أحد المحرين من الطابق الثاني.
و أضاف ومن معاناة الصحفي هو غياب الحياة الثقافية، أذ لاتوجد دور سينما أو مسارح جادة سوى المسرح الوطني، كما أن وزارة الثقافة تعاني من ضعف السيولة النقدية لديها، ومع ذلك فأن هناك حراكا ثقافيا متميزا في شارع المتنبي وفي إتحاد الادباء . واشار الى أن المتنبي أصبح رمزا للدفاع عن الحريات وميدانا للمظاهرات الصغيرة والإعتصامات ، وكما أصبح نموذجا للتعايش من مختلف المشارب.
وعلى صعيد أخر اشار المحاضر الى قلة قراء الصحف ، والسبب أن الصحف لا تصل للناس، وتحتكر المافيا التوزيع ، وحتى الصحافة الألكترونية ، تواجه إنقطاع الكهرباء المستمر، وإرتفاع أسعار الأنترنيت وقلة مقاهيها .
وقد أثارت هذه الندوة التي اثارت الشجون عن حال الصحافة والصحفيين في الوطن، الكثير من الأسئلة والمداخلات مما أضفى جوا حيويا علها.